توافق اليوم الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء إصابته بسرطان الحنجرة.
سيرة بطل
ولد الشهيد القسامي ميسرة أحمد أبو حمدية عام 1948م في مدينة الخليل، وهو متزوج وله أربعة من الأبناء.
حصل على دبلوم في الإلكترونيات من القاهرة، والتحق بكلية الحقوق في جامعة بيروت، لكنه لم يكمل دراسته فيها بسبب ظروف الملاحقة والاعتقال، وكان قبيل استشهاده يدرس التاريخ في جامعة الأقصى في غزة بالمراسلة.
انخرط في صفوف الثورة عام 1968، وتم اعتقاله بتهمة الانتماء لاتحاد طلبة فلسطين في العام 1969، كما اعتقل عدة مرات في الفترة الواقعة ما بين 1969-1975، وتنقل في السنوات 1970 و1975 ما بين الكويت وسوريا ولبنان والأردن، حيث كان يعتقل كلما كان يعود للضفة الغربية اعتقالا إدارياً.
خدم في لبنان مقاتلاً في كتيبة الجرمق "الكتيبة الطلابية"، وجرى اعتقاله عام 1976 إداريا حتى العام 1978، حيث تم إبعاده من السجن إلى الأردن.
تضحية وفداء
بدأ العمل مع منظمة التحرير في الأردن عام 1979م، وأصبح من قيادات لواء الجناح الغربي لقواتها، لكن في عام 1982م رأى الشهيد أبو حمدية أن منظمة التحرير تسير نحو التخلي عن العمل المقاوم، فارتبط بجماعة الاخوان.
واستفادت الجماعة من خبرة الشهيد أبو حمدية في تهريب السلاح والقتال، فأوكلت إليه مهمات الإشراف على تهريب السلاح وتدريب المجاهدين.
وفي عام 1989م أرسلت مجموعة من الشباب للتدريب على السلاح والمتفجرات في الأردن وقام الشهيد أبو حمدية بتدريبهم ومن ثم عادوا إلى الضفة لإكمال المسيرة، وكان من بين المتدربين الشهيد عامر عبد القادر ثوابتة "بلو" الذي استشهد عام 1992م بينما كان يقوم بزرع عبوة ناسفة في التل الفرنسية بالقدس على جانب الطريق لاستهداف دورية عسكرية لكن هذه الدورية كانت تمشط في المنطقة وأطلقوا النار عليه فتفجرت العبوة فيه واستشهد على الفور.
وبعد استشهاد بلو أصبح أبو حمدية يشرف على العمليات الخاصة بجماعة الإخوان من الأردن عن طريق الاتصال "برسائل الكبسولة"، وكان على تواصل دائم مع الشهيدين القساميين ماهر أبو سرور، وخالد الزير.
مع انتفاضة الأقصى 2000، بدأت الأمور مواتية لمواصلة المشوار الذي من أجله فكر بالعودة من الأردن، فشارك في دعم عمليات المقاومة في شمال الضفة المحتلة، وساهم في دعم كتائب القسام وقدم المساعدة لباقي الأجنحة العسكرية فأشرف بمساعدة القائد في كتائب الأقصى مروان زلوم على تنفيذ عملية الاستشهادية عندليب طقاطقة.
كما حملته سلطات الاحتلال المسئولية عن مساعدة القائد القسامي البارز محمود أبو هنود في الإشراف على عملية الشهيد شادي طوباسي من مخيم طوباس والتي أسفرت عن مقتل ستة عشر صهيونيا.
حرية وشهادة
اعتقل أبو حمدية في 28-5-2002م، وتم توجيه لائحة اتهام طويلة ضده، وكان يعود تاريخ بعض التهم الى العام 1991، وفي تاريخ 2-6-2005 وحكم بالسجن 25 عاماً، وبتاريخ - 22-4-2007 لم يكتف الادعاء العسكري الصهيوني بالحكم فاستأنف الحكم و تم الحكم عليه بالسجن المؤبد 99 عاما.
في سجنه عاش الشهيد أبو حمدية في اقسام حركة فتح لظروف خاصة به وكان يتحلى بصفات خلقية راقية، وظل ملتزمًا بالإسلام وتعاليمه، ومحافظًا على أداء الصلاة والنوافل، كما جمعته علاقة أخوية رائعة مع جميع الأسرى من مختلف أطياف العمل الوطني.
وقبل عام من رحيله انتقل للعيش في أقسام حركة حماس، وكان يعد بمثابة الحضن الدافئ للأسرى، يلجأون له حال نشب أي خلاف، حيث كان يعمل على تقريب وجهات النظر فيما بينهم.
استشهد أبو حمدية يوم الثلاثاء 2-4-2013م، في مستشفى "سوروكا"، التي إليها نقل عقب تدهور حالته الصحية جراء اصابته بسرطان الحنجرة.