26.62°القدس
25.91°رام الله
26.08°الخليل
26.37°غزة
26.62° القدس
رام الله25.91°
الخليل26.08°
غزة26.37°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

خبر: جنين تودّع شهداء حادث العمرة ومطالبات بأخذ العبر

أمكن بكل سهولة للزائر أن يتلمس حالة الذهول والصدمة التي تسيطر على أهالي بلدة قباطية القريبة من مدينة جنين، وهي تودع اليوم 4 من سكانها قضوا برفقة 13 آخرين في حادث السير المروع الذي وقع بين حافلة المعتمرين التي كانت تقلهم وشاحنة على طريق العدسية في الأردن. ديوان عائلة حنايشة فتح أبوابه منذ إعلان أسماء الذين قضوا في الحادثة، حيث تبين أن 4 من أفرادها لقوا حتفهم. فقد ابتليت العائلة بوفاة بسام عبد الرحمن حنايشة 65 عاما، وشقيقته بها 70 عاما، وزوجة شقيقه رسمية أمين حنايشة 58 عاما، وقريبته ربحية علاونة 65 عاما. الأقارب قالوا إن الصدمة كانت "شديدة، فالحادث بحد ذاته كان مرعبا"، وبعضهم لم يصدق أصلا أن أهله الذين اتصلوا به قبل ساعات يبشرونه باقترابهم من الحدود الأردنية، قد ماتوا. أما شقيق المتوفى صلاح إسماعيل من بلدة فقوعة، فلم يجد غير الصبر والاحتساب عند الله، وأضاف "لا راد لقضاء الله.. لقد انتهى أجله،، لكننا في حزن شديد على فراقه". وتابع: "أخي في عمر الأربعين وهو إمام مسجد البلدة الرئيسي، وكان مرشد الرحلة.. وكان دوما يتمنى أن يلقى الله وليس عليه شيء.. والحمد لله على كل حال". أما الخمسيني محمود مقبل من منطقة المراح بمدينة جنين، فلم يصدق أنه وبلحظات فقد والدته صفية وشقيقته آمال. وأمام سيارة الإسعاف التي اصطفت في ملعب جنين البلدي وقف مقبل في حالة حزن شديد، يقول: "نرضى بأمر الله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون". ويتابع: "الدنيا تتغير بلمح البصر، كنت استعد لاستقبالهن وفتح بيت للمهنئين بأدائهن للعمرة، لكنني الآن سأواريهما التراب". الكارثة أيضا أصابت عائلة سمودي من بلدة اليامون، التي فقدت عزام عبد الحافظ سمودي 56 عاما، وزوجته يسرى عبد الرحمن فريحات 52 عاما. فأبنائهم وعوائلهم غير مصدقين هول الحدث، خاصة أنهم كانوا ينتظرون عودتهم على أحر من الجمر. يقول أحد أقاربهم "الأستاذ عزام مشهود له بالصلاح، وهو رجل فاضل وذو سمعة طيبة، وكذلك زوجته، فهما مربيا أجيال وتربطهما بأهالي البلدة علاقات ممتازة". ويضيف "لم نكن نتمنى لهم هذه النهاية، لكن أمر الله واقع.. ونحتسبهم شهداء بإذن الله". [title]تجربة مريرة[/title] المواطنون طالبوا الجهات المختصة بالتحقيق المهني في الحادث، مؤكدين أن هذه الفاجعة لا يمكن أن تمر مرور الكرام دون أخذ العبر منها، حتى لا تتكرر المأساة. وطالب أحد أقارب المتوفاة عزية أبو الرب 58 عاما من قرية جلبون وزارة الأوقاف بمتابعة مدى التزام الشركات بالشروط المنصوص عليها من حيث السكن وآلية التنقل وخاصة نوعية وحداثة الحافلات المخصصة لذلك. وتابع: "لا يعقل أن يكون هناك سائق واحد للرحلة التي تستمر لأكثر من 35 ساعة في الذهاب، ومثلها في الإياب.. لا بد من توفير سائق بديل، حتى يتناوبان على السفر والسياقة". وهو الموقف ذاته الذي أكدته الحاجة أم يوسف، حيث تقول إنها تسافر منذ أكثر من عشرين عاما لأداء العمرة بشكل متواصل، وتلاحظ أن بعض السائقين "يغفون خلال القيادة، ولولا لطف الله لكانت عشرات الحوادث المشابهة قد وقعت". ونوهت إلى أن بعض الشركات تمسك يدها بشكل مبالغ فيه، فلا تهتم بنوعية الحافلات ولا مهنية وأداء وحرفية السائقين، في سبيل تقليل التكاليف عليها، كما أن بعض السائقين لا يرحم نفسه فتراه يسافر على خط الأردن – السعودية دون استراحة أو نوم ليومين أو أكثر. [title]تشييع مهيب[/title] وبعد وصول الجثامين صباح اليوم من الأردن لفلسطين، نقلت عبر سيارات الهلال الأحمر إلى محافظة جنين، بمراسم رسمية وشعبية، وبحضور شخصيات حكومية وممثلين عن الرئاسة والمجلس التشريعي. وقبل أداء صلاة الجنازة، ألقيت كلمات أكد فيها المتحدثون وقوفهم إلى جانب العوائل المنكوبة، ومعربين عن تعازيهم الحارة جراء هذا المصاب الجلل. ومن ثم أدى الآلاف صلاة الجنازة على روح الشهداء الخمسة عشر، ومن ثم نُقلت الجثامين كل إلى مسقط رأسه في بلدات قباطية و"سيريس" و"جلبون" و"فقوعة" و"اليامون" و"الجلمة" ليواروا الثرى. وأعلن أن بيت العزاء سيكون لمدة ثلاثة أيام للشهداء كل في بلدته في المجالس المحلية، وسيكون في اليوم الرابع بيت عزاء موحد في قاعة الشهيد قدورة موسى في محافظة جنين. [title]نعي ومواساة[/title] ونعت كافة الأحزاب والقوى والفصائل الفلسطينية شهداء حادث السير المفجع، كما عمّ الحداد العام في كافة محافظات الوطن، على أرواح شهداء حادث الأردن، ونكست الأعلام على المقار الحكومية. وأعلن رئيس السلطة محمود عباس الحداد ليوم واحد، وأصدر مرسوما باعتبار الضحايا المعتمرين شهداء، وقرر أن يكون علاج الجرحى على نفقة دولة فلسطين. ونعت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي إلى الشعب الفلسطيني ضحايا الحادث المؤلم. بدورهما، نعى عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي ونائبه الأول أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس الشهداء، معربين عن تمنياتهم العاجلة بالشفاء للجرحى. وقال دويك وبحر في بيان صحفي صادر عنهما اليوم الأحد إن "هذا الحادث مؤلم ومفجع للشعب الفلسطيني ولأهالي مدينة جنين التي كان معظم شهداء الحادث من أبنائها". وتوجه دويك وبحر بالتحية والشكر للمملكة الأردنية الهاشمية وللدفاع المدني والأمن العام الأردني الذين عملوا بقدر المستطاع وبكل جهد لإنقاذ حياة المصابين وإخلائهم من مكان الحادث ونقلهم إلى المستشفيات الأردنية. من جانبه، أعلن مدير مكتب هيئة الأعمال الإماراتية في الضفة الغربية إبراهيم راشد أبو الهيجاء، عن تقديم مساعدات مالية عاجلة لأهالي الضحايا والمصابين.