زعمت أوساط عسكرية إسرائيلية ما قالت إنها تفاصيل جديدة حول كيفية استغلال إيران للزلزال الذي ضرب شمال سوريا لإرسال أسلحة ومعدات متطورة إليها تحت ستار "مساعدات إنسانية"، بهدف تحديث منظومات الدفاع الجوي للنظام السوري.
دانيال سلامي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "المحافل الاستخبارية الإسرائيلية حذرت أن إيران في الوقت الحقيقي حاولت الاستفادة من كارثة الزلزال في سوريا لزيادة شحناتها من الأسلحة إلى حلفائها، وبالتالي تعزيز تواجدها هناك من خلال استخدام الرحلات الإنسانية لتهريب الأسلحة لصالح تعزيز أنظمة الدفاع الجوي السورية وتمكينه من صدّ الهجمات الإسرائيلية".
وأضاف أن "هذه المعلومات تستند إلى عدد من المصادر السورية والإيرانية والإسرائيلية والغربية، حيث بدأت إيران منذ الكارثة بإرسال مئات الرحلات الجوية التي هبطت في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، في عملية استمرت سبعة أسابيع، ورغم أن العديد من الرحلات وصفت بأنها إنسانية، لكن الطائرات تضمنت أنظمة اتصالات متقدمة وبطاريات رادار وقطع غيار لازمة لتحديث أنظمة الدفاع الجوي السورية".
وأشار إلى أن "بعض المسؤولين الإقليميين نقلوا أن إسرائيل أدركت بسرعة تدفق الأسلحة هذا، وشنت حملة عدوانية لإحباط العملية الإيرانية، حتى أن الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي زعم أن الهجمات الإسرائيلية استندت لمثل هذه المعلومات الاستخبارية الدقيقة، وأن الجيش كان يعرف أي شاحنة يجب مهاجمتها من قافلة طويلة من المركبات، فيما صرح مسؤول أمني إسرائيلي أن عملية التهريب الإيرانية ركزت على مطار حلب".
وأوضح أن "الشحنات أرسلتها الوحدة 18000 التابعة لفيلق القدس برئاسة حسن مهدوي، فيما تم تنفيذ التهريب البري بواسطة وحدة النقل 190 برئاسة بهنام شهريري، فيما زعم عبد الجبار العكيدي الضابط المنشق عن الجيش السوري، أن إسرائيل هاجمت في أحد تفجيراتها اجتماعا لقادة الميليشيات الإيرانية وشركات الشحن الإلكترونية لتحديث أنظمة الأسلحة، دون ذكر مكان الاجتماع، فيما هاجمت إسرائيل مدرج مطار حلب بعد ساعات قليلة من هبوط طائرتي شحن إيرانيتين تحملان شحنات أسلحة، رغم الزعم بأنها مساعدات إنسانية". وفق زعم الصحيفة.
وفيما نفى الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة الادعاء بأن طهران استغلت الزلزال لتهريب أسلحة إلى سوريا، لكن مصدرا إقليميا مقربا منها أكد أن "الزلزال كان كارثة محزنة، لكنه في نفس الوقت كان عونا من الله حتى نستطيع أن نساعد إخواننا في سوريا لمحاربة أعدائهم، وتم نقل الكثير من الأسلحة هناك على الفور" وقف زعم الصحيفة.
تكشف هذه المعطيات أن ممرات تهريب الأسلحة الإيرانية للأسلحة إلى سوريا تعمل بشكل مستمر، أحياناً بكثافة عالية أو منخفضة، ولعل مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله مثال على ذلك، فلم يترك الإيرانيون ممرا إلا واستخدموه بشكل مستمر، مع التركيز على حقيقة أنه من الصعب على الاحتلال الحصول على معلومات استخبارية كافية، رغم مزاعمه عن تكثيف استهدافات هذه الشحنات من الأسلحة المتجهة إلى لبنان عبر سوريا والعراق، لكن إيران ليست بصدد الاستغناء عن رغبتها بنقل المزيد من أسلحتها.