17.74°القدس
17.3°رام الله
17.19°الخليل
22.15°غزة
17.74° القدس
رام الله17.3°
الخليل17.19°
غزة22.15°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

يوم الأسير.. ما لنا وما علينا

في السابع عشر من أبريل نيسان يحيي الشعب الفلسطيني يوم الأسير الفلسطيني، وهو يوم وطني أقره المجلس الوطني الفلسطيني في عام ١٩٧٤م، يحشد فيه الفلسطينيون جهودهم الإعلامية والسياسية للدفاع عن الأسير الفلسطيني وحقه في الحرية.

الأسير الفلسطيني لا يغيب عن بال الشعب الفلسطيني البتة، فهو في قلب ذاكرته اليومية، يدعو له بالفرج القريب، ويدافع عن حقوقه في أثناء وجوده في الأسر، وعن حقوقه في حياة كريمة بعد خروجه من الأسر، ويعمل على توفير بيئة قانونية ملزمة تحمي حقوقه.

إن ما تقوم به الفصائل والسلطة من أجل تحرير الأسرى شيء قليل لا يفي بحقوقهم الشرعية والوطنية، ففي الشريعة الإسلامية على خليفة المسلمين واجب تحرير الأسرى، وله أن يسلك في ذلك طريقَيْن: طريق الفداء، أي دفع المال للعدو ليطلق سراحهم، وله أن يستنفد في سبيل ذلك مال بيت المسلمين كله، فإن لم يفِ بالغرض أخذ من مال الأغنياء ما ينقصه. والطريق الثاني هو التبادل، أسرى بأسرى، أو القتال لاستخلاصهم بالقوة. وأحكام الأسرى في الفقه الإسلامي حازمة وشافية، وتكشف عن حجم تقصير كبير يلحق بحكام اليوم وقادة الوطن.

نحن الفلسطينيين نبذل جهدا من أجل الأسرى ولكن من نبذله يبقى قليلًا بالنسبة لما أوجبه الإسلام علينا، ولو أخذنا بالواجب علينا أخذ الأقوياء الحكماء ما بقي أسير في السجن لمدد طويلة.

إنه لمن العار شرعا وعرفا أن يعيش قادة الشعب الفلسطيني في الفلل والقصور، وبين أبنائهم وذويهم والأسرى في القيد وزنازين العزل، ولو تعمقنا القضية الوطنية لقلنا إن أسرانا هم من مهدوا بأعمارهم القصور والفلل لقادة الوطن، وبعض هؤلاء القادة نسوا هذه الحقيقة، وغفلوا عن الأسرى، وجاؤوا يتذكرونهم في يوم عيدهم الوطني فقط.

(الحرية للأسرى)، عبارة قصيرة يرددها قادة السلطة وغيرهم في كل مناسبة وطنية، وهم حين يكررونها بألسنتهم يغفلون عن متطلباتها العملية، ومن أهمها بذل الجهد المستطاع، وفوق المستطاع، ولا سيما في باب الفداء، والتبادل، والقتال، والدفع القانوني والشرعي عنهم. وتدهشني هنا عبارة (ابن شداد) العالم الذي كتب سيرة صلاح الدين الأيوبي، حيث قال إنه لما سقطت حامية عكا في الأسرى، وكانوا ثلاثة آلاف مسلم، كان صلاح الدين يدور حول عكا كالثكلى التي فقدت وحيدها، ويجمع جنده لتحريرهم. ولا أظن أن فلسطين تمتعت بقائد يبكي الأسرى بكاء الثكلى، لذا تجد من أسرانا من يمضي في الأسر ربع قرن، ويخرج بعد انتهاء الحكم عاجزا مريضا، في حين الذي أرسله للقتال يعيش في قصره وما لذّ من طعام وشراب ونساء. المفارقة كبيرة وعجيبة! اللهم كن لأسرانا عونا معينا، وعجل لهم بصلاح الدين، وبمن يبكي لأجلهم، ويعمل لهم عملا حقيقيا يكافئ بعضا من تضحياتهم.

 

المصدر / المصدر: فلسطين الآن