في قلب نهر النيل بين القاهرة والجيزة، يعيش سكان "جزيرة الذهب" حياة بسيطة هادئة، لكنها تفتقد أيضا لكثير من الخدمات.

ويعمل غالبية سكان الجزيرة على مهنتي الزراعة والصيد، وعادة لا يخرجون منها إلا لقضاء الحاجات الضرورية، لذلك كانت فكرة مجموعة من طلاب جامعة حلوان في المشاركة في مبادرة لخلق أجواء مبهجة لسكان الجزيرة، وخاصة الأطفال وكبار السن.

تقول نيرفانا رؤوف، متطوعة في مبادرة "اصطاد فرحة"، في حديثها لـ"سبوتنيك"، إنهم "مجموعة طلاب في كلية الآداب قسم علم الاجتماع في جامعة حلوان"، و"قمنا بزيارة جزيرة الذهب خلال دراستنا وتدريبنا مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني".

أخبار ذات صلة

الاحتلال يمنع طلاب من الوصول إلى مدرستهم بالبلدة القديمة في الخليل

وأضافت: "ولكن بعد ذلك، كانت لدينا رغبة قوية في التطوع وتنظيم فعالية كبيرة في جزيرة الذهب خلال شهر رمضان، وأطلقنا عليها اسم "اصطاد فرحة".

وتوضح نيرفانا بأن الهدف الأساسي من المبادرة هو "خدمة الصيادين وأسرهم، خاصة الأطفال وكبار السن".

وتابعت: "حاولنا أن نرسخ في أذهان الأطفال فكرة مهمة جدًا تخص ذويهم، حيث بدأنا نشرح لهم كيف يعاني ذويهم من أجل توفير حياة كريمة لأطفالهم".

وإلى جانب هذا الهدف الأساسي، تسعى المبادرة أيضا إلى الترويح عن الأطفال وإدخال جو من المرح والسرور عليهم، تشير نيرفانا: "لعبنا مع الأطفال خلال اليوم وقدمنا لهم الحلوى، ليشعروا بالفرحة خلال شهر رمضان".

ومن جانبها، تقول ندا ياسر، مسؤولة جمع التبرعات في المبادرة، إنهم قاموا بأكثر من نشاط خلال اليوم "بدأنا بتنظيم إفطار لأسر الصيادين، وبعد الإفطار نظمنا حفل لأطفال جزيرة الذهب، وقمنا أيضًا بتوزيع شنط رمضان، وزكاة مال عيد الفطر على الأسر الأكثر احتياجًا".

ويبدو من التنظيم الجيد لليوم، أن هذه ليست المرة الأولى للمتطوعين في تنظيم مناسبات مشابهة، وتؤكد ندا أنهم يعملون في هذه الأنشطة التطوعية منذ 4 سنوات، و"خاصة في شهر رمضان لأنه شهر خير وسعادة".

وتصف ندا اليوم بأنه "كان جيد جدًا"، لأن "جميع الأطفال كانوا سعداء، واستطعنا توزيع 350 وجبة إفطار، وكذلك وزعنا الهدايا على الأطفال بعد الحفل الخاص بهم".

وبحسب ندا، هذه ليست المرة الأولى التي ينظمون فيها مثل هذه المبادرة، "كل عام نسعى جاهدين لزيارة مكان قرية جديدة في محافظة مختلفة، ونحاول وفق ما نستطيع أن ننظم إفطارًا للصائمين وكذلك توزيع شنطة رمضان، من أجل إسعاد سكان تلك المناطق".