قال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في كلمة مسجّلة تم نشرها عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" بعد صدور قرار سجنه، إن القضية المرفوعة ضده تتنزل في إطار ''حلقة من حلقات الاستهداف السياسي بالوسائل القضائية''.
وأضاف الغنوشي في الفيديو الذي سجله مسبقا تحسبا لاعتقاله: ''نحن لا مشكل لنا مع القضاء ومشكلتنا مع الدكتاتورية التي تريد أن تصادر مكاسب الثورة.. المعركة في البلاد بين الدكتاتورية والديمقراطية''.
وتابع: ''الملفات المرفوعة ضدنا فارغة بشهادة كل المحامين ورجال القانون، ومشكلة تونس ليست الغنوشي ولا الطبوبي أو الشابي.. مشكلة تونس هي انقلاب غاشم يدفع البلاد نحو مزيد من المصائب''.
وأردف قائلا: ''اعتقالي واعتقال عدد من المناضلين لن يحل مشاكل تونس، فغلاء المعيشة سيتسع لأنه ثمرة من ثمار الديكتاتورية ونحن واثقون من تمسك الشعب بمبادء ثورته... وتيار الثورة والديمقراطية يتصاعد في البلاد وعبرت عنه نتائج الاستفتاءات الأخيرة التي قاطعها 90 بالمئة من التونسيين.. بالتالي فإن تونس عائدة إلى ديمقراطيتها ومبادئ ثورتها''.
وختم كلمته بالقول: "ثقوا بأنفسكم وبربكم وبمبادئ ثورتكم لأن الديمقراطية ليست شيئا عابرا في تونس، بل هي تحول سينير العالم العربي، وتعود تونس نموذجا للديمقراطية".. وأضاف: تحيا تونس.. تحيا النهضة.. تحيا جبهة الخلاص الوطني.. إلى لقاء قريب على طريق النصر إن شاء الله".
وصباح الخميس، أمر قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس، بسجن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي، بسبب تصريحات سابقة له وُصفت بـ"التحريضية".
ونشرت الصفحة الرسمية لراشد الغنوشي على "فيسبوك"، أنه عند إعلامه بقرار السجن، قال: "أمر المؤمن كلّه خير، الخير في ما قضى الله، اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. أنا مستبشر بالمستقبل".
وتمت إحالة 12 شخصا من ضمنهم الغنوشي على التحقيق بتهمة "ارتكاب مؤامرة للاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا".
ومساء الاثنين، داهمت قوات الأمن التونسي منزل الغنوشي بالعاصمة تونس، واقتادته إلى جهة غير معلومة، قبل أن يصدر النائب العام أمرا بحبسه.
وجاء الاعتقال بعد يوم واحد من تصريحات الغنوشي، وقال خلال اجتماع في مقر جبهة الخلاص إن هناك "إعاقة فكرية وأيدولوجية في تونس، تؤسس في الحقيقة لحرب أهلية.. لأن تصور تونس دون هذا الطرف أو ذاك.. تونس دون نهضة.. تونس دون إسلام سياسي.. تونس دون يسار.. تونس دون أي مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية".
وأضاف أن "هذا إجرام في الحقيقة، ولذلك (فإن) الذين استقبلوا هذا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليون، بل هم إرهابيون، بل هم دعاة لحرب أهلية"، بحسب قوله.
ولاحقا، اقتحمت قوات الأمن المقر المركزي لحركة النهضة عقب مؤتمر صحفي للحزب بشأن اعتقال الغنوشي، وقررت إغلاق المقر ومنع الاجتماعات داخله لمدة ثلاثة أيام من أجل تفتيش محتوياته.