شنت وسائل الإعلام العبرية، خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، حملة تحريض تركزت على صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ووجهت اتهامات مباشرة له بأنه يقف خلف العمليات في الضفة الغربية والقدس، خلال العام الماضي ومحاولة إطلاق انتفاضة ثالثة في الضفة على امتداد العقد الأخير.
كما زعم الإعلام العبري، أن العاروري يقف خلف ما سُمي باستراتيجية "وحدة الساحات" التي بدأت معركة سيف القدس مايو 2021 واستمرت حتى وحدة الساحات في أغسطس 2022، كما تكررت بنسخة مصغرة أكثر مباشرة مرة أخرى خلال شهر رمضان 2023 عبر إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان قبل أسبوعين على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة رداً على الاعتداءات على المعتكفين في المسجد الأقصى.
جاءت هذه الحملة التحريضية خلال تحقيق مطول لصحيفة يديعوت أحرونوت، حيث دعا فيه خبراء أمنيون وعسكريون "إسرائيليون" سابقون أصبحوا كتاباً وباحثين مرموقين، لاغتيال الشيخ صالح العاروري بمنتهى الوضوح.
وبدوره، دعا اللواء الصهيوني المتقاعد "إيتان دانغوت"، دعا من على كل منصة وفي كل مناسبة منذ خمس سنوات لاغتيال العاروري، مؤكداً أنه الأكثر خطورة وأهمية اليوم في "حماس"، وفي نظره الرجل محكوم عليه بالموت و"حبذا لو أن ذلك يتم عاجلاً".
من جانبه، قال ضابط "الشاباك" السابق ميخا كوبي والذي يتعقب نشاطات العاروري منذ 30 عامًا: "يجب أن يكون العاروري أول الأهداف التي يجب اغتيالها، هذا شخص يتوقع منه الخطر”.
ومن ناحيته، فإن رئيس ما يسمى بجهاز "الموساد" الصهيوني السابق "يوسي كوهين" وضع العاروري على رأس أولويات الاستهداف.
وقام كوهين بحشد المعلومات الكثيرة من جهة، والزج بأسماء عدة دول تردد عليها العاروري أو أقام بها مؤقتا؛ مثل الأردن وتركيا وقطر ودمشق وحتى بيروت.
ويرى العديد من المراقبون، أن هذا التحريض يأتي في إطار رسائل تهديد مبطنة لهذه الدول بضرورة زيادة الضغط على المقاومة الفلسطينية للعمل على تحييد وتحجيم نشاطات العاروري، وإلا سيتم اتخاذ إجراءات خارج الصندوق والسياسات المعتمدة كمحددات.