ذكاء الطفل من الصفات المكتسبة والمتوارثة معاً، فالذكاء هو نتاج البيئة، فيما تلعب الوراثة دوراً كبيراً في تحديد نسبة ذكاء الطفل، وذلك لا يمنع أن تظهر علامات الذكاء المبكرة على الرضيع وحتى المولود حديث الولادة، ولذلك يمكن للأم أن تتوقع طفلاً فائق الذكاء من خلال بعض العلامات، وحيث تتمنى كل أم أن ينعم طفلها بالذكاء؛ لكي يكون متميزاً بين أقرانه، ولأنها تحب أن يحصل على مكانة كبيرة في المجتمع، وينجح ويتقدم في حياته، فلا أحد يتمنى للآخر الخير مثل الأم والأب..
من أين يستمد الطفل الذكاء؟
كشفت دراسة أوروبية حديثة، وهي الدراسة التي مولها الاتحاد الأوروبي ربطت بين الذكاء ونقص اليود لدى المواليد والمراهقين بأن هناك علاقة بين نسبة اليود وذكاء الطفل، وبأن نسبة حصول الأم الحامل على اليود تلعب دوراً كبيراً في تحديد ذكاء المولود.
وقد أشارت تلك الدراسة إلى أن نصف المواليد في أوروبا تحديداً يعانون من نقص اليود.
كما أن نقص اليود يؤدي إلى انخفاض القدرات المعرفية لدى الطفل.
ونبه العلماء إلى أن نقص القدرات المعرفية يؤثر على جيل بأكمله، وهو جيل المستقبل.
وتبين أن النساء الحوامل القاطنات بالقرب من شواطئ البحار يحصلن على كفايتهن مع مواليدهن من اليود.
في حين أنه لا يحتوي طعام الحامل على اليود لها وللجنين في مناطق أخرى؛ حيث تحصل الحامل على أطعمة فقيرة باليود، ولا يُلتفت لأهميته.
وبناء على ذلك تحرص الدول المتقدمة على علاج هذه المشكلة؛ لأنها تؤثر على الاقتصاد، وليس على صحة الأشخاص فقط.
علامات فسيولوجية لذكاء الطفل
توصلت الدراسات التي أُجريت على الأطفال الرضع في الشهور الأولى من عمرهم إلى أن الأطفال الذين يكتسبون وزناً ملحوظاً هم الأكثر ذكاءً مقارنة بغيرهم.
وترتبط زيادة وزن الرضيع بجودة الرضاعة الطبيعية المقدمة له من الأم، وكذلك تغذية الأم خلال فترة الحمل والرضاعة.
ولذلك فالطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية من المتوقع أن تظهر عليه علامات الذكاء بصورة أكبر من غيره.
ومن العلامات الفسيولوجية التي تدل على ذكاء الطفل أنه يكون قليل النوم مقارنة بأقرانه وحسب المتوقع.
فيجب على الأم عدم الشكوى من أن طفلها لا ينام بصورة كبيرة مقارنة بمن هم في عمره.
وعليها أن تشعر بالقلق من الرضيع الذي ينام لساعات طويلة، وحيث يرتبط النوم المتواصل وعدم النشاط بأعراض مقلقة مثل وجود مشاكل وتشوهات خلقية في الدماغ.
فالرضيع الذي يبقى مستيقظاً يكون لديه نسبة ذكاء عالية، ولا يريد أن يفوته شيء من عالمه الجديد.
تصرفات لافتة لذكاء الرضيع المبكر
تلاحظ الأم أن رضيعها وفي عمر مبكر يقوم بالتركيز على فمها حين تتكلم، فهو ينظر نحو فمها وحركاته فيما هي تتحدث إليه، وتقوم بتغيير ملابسه وحفاضه، وكلما زادت شدة تركيز الرضيع على شفاه الأم دل ذلك على شدة الذكاء لديه.
وتلاحظ الأم أن من التصرفات اللافتة التي تدل على ذكاء الرضيع أنه يركز على بريق عيني الأم، ويركز على كلامها، كما أنه يتابع عيني الأم بمعنى أنه يحاول أن يفهم ما يدور حوله وخاصة عالمه الأول وهو الأم.
وتلاحظ الأم أيضاً أن طفلها يكون جيد الانتباه، فهو يلتفت نحو كل مصدر صوت يسمعه، كما أنه ينتبه إلى كل ما هو جديد عليه.
وتلاحظ الأم أن طفلها يحرك قدميه ويديه بعمر مبكر مقارنة بمن هم في سنه، وهذا من علامات الذكاء، فهو يكون نشطاً وليس خاملاً.
ومن العلامات اللافتة والتصرفات التي تعتقد الأم أنها قد تكون غريبة، ولكنها تدل على ذكاء الرضيع المبكر أن الطفل يستطيع أن يربط بين تغيير الحفاض وبلله، فكلما قامت الأم بتغيير الحفاض للطفل فهو يبلله وبصورة سريعة وبشكل تلقائي لأنه أصبح لديه القدرة على الربط بين الأمور، وبأن لكل فعل نتيجة.
كما تلاحظ الأم أن طفلها ينزعج من الأصوات العالية، كما يشمئز من الروائح السيئة، وفي سن مبكرة يحدث ذلك معه، فهو سوف يتمتع بذكاء مبكر، أي أن الطفل الذكي لديه قدرة كبيرة على الانتباه للضوضاء، ويكره الروائح ويميز بينها.
