تُعتبر النزلة المعوية من الأمراض الباطنية المؤلمة، وفي حال أُهمل علاجها عند الرضيع؛ فقد تؤدي إلى الوفاة.. وقد كانت في السابق من أهم أسباب وفيات الرُضع، ولكن التوعية الصحية وتوفُّر العلاج في الوقت الحالي، قلل من مضاعفاتها، وذلك لا ينفي أن الأمهات قد تتعامل معها بشكل خاطئ، مثل: أن تقدمي علاجات منزلية خاطئة للنزلة المعوية عند طفلك.
تعريف النزلة المعوية عند الأطفال
تعرف النزلة المعوية بأنها عبارة عن عدوى بكتيرية أو فيروسية تصيب الأمعاء عند الأطفال وقد تصيب الكبار، وتتسبب في خلل بقدرة الأمعاء على امتصاص الطعام؛ فيخرج الطعام في صورة سائلة من دون استفادة الجسم منه.
وهذا يعني أن يصبح الجسم هزيلاً وضعيفاً ومهدداً بالجفاف، والجفاف يعني أن تصبح حياة الطفل أو حتى البالغ في خطر.
وإذا كان براز الطفل سائلاً مثل الماء، وليس له رائحة؛ فهو قد أصبح مصاباً بنزلة معوية سببها فيروسيٌ.
إذا كان إسهاله مثل الماء، وله رائحة كريهة فهو إسهال بكتيري.
إذا كان الإسهال فيه دم أو مخاط أو الاثنان معاً، ورائحته كريهة؛ فهو إسهال طفيلي «دوسنتاريا».
أعراض النزلة المعوية عند الأطفال
تحدث النزلة المعوية عند الأطفال، عندما تصل فيروسات متعددة إلى الجهاز الهضمي للطفل، عن طريق الطعام والشراب الملوَّثين.
عدم توفر نظافة الطعام والشراب، هو المسبب الأول للنزلة المعوية.
ومن أهم أعراض الإصابة بالنزلة المعوية، حدوث القيء الشديد.
وكذلك الإسهال الذي يكون على شكل سائل، ولا يفرق بينه وبين البول، بسبب سيولته الشديدة ورائحته الكريهة.
حدوث ألم في البطن، ويتلوى الطفل، وفي حال الرضيع نجده يرفع ركبتيه باتجاه بطنه؛ لأنه لا يعرف كيفية التعبير عن الألم.
ويحدث ارتفاعٌ في حرارة الجسم.
ويحدث مع الأطفال الأكبر سناً، الألم في جميع عضلات الجسم، وهذا العرَض يحدث أكثر في البالغين.
ففي حال اجتمعت الأعراض السابقة على الطفل، يمكن التأكد من أنه يعاني من نزلة معوية.
وفي حال استمرت أكثر من يوم لأنها قد تصل لمدة عشرة أيام.
ما هي الخطوات التي يجب على الأم القيام بها لتقليل أعراض النزلة المعوية؟
يجب على الأم أن تقوم بالإكثار من تقديم السوائل للطفل؛ لتقليل السوائل المفقودة؛ لكيلا يصاب بالجفاف.
وفي حال الأطفال الرُضع، يقدَّم لهم محلول الإرواء حسب إرشاد الطبيب.
ويفضل عدم تناول منتجات الألبان.
وتجنب تناول الدهون والشطة مثل: المقرمشات المضاف لها الشطة.
ويجب عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف؛ لأن الأمعاء تكون مريضة، ولا يمكنها الاحتفاظ بها؛ بل ستكون متعبة لها.
ويجب أن يلوذ الطفل بالراحة؛ لكيلا يَزيد من فقد السوائل بسبب التعرق.
من الممكن أن تقدم الأم بعض المشروبات العشبية التي تقلل من أعراض النزلة المعوية، مثل: مغلي النعنع، وأعواد القرفة والبابونج.
ويفضل أن يقدَّم له عصير الليمون باستمرار، مع تقليل السكر؛ لكيلا تتهيج الأمعاء.
أخطاء علاج النزلة المعوية في المنزل
تقدم الأم عدة علاجات منزلية لوقف الإسهال المصاحب للنزلة المعوية، وهي لا تعرف أنها تَزيد من حدة الإسهال، وتُفاقم الحالة لدى الطفل.
من هذه العلاجات: تقديم الشاي الثقيل والمغلي عدة مرات، والنتيجة أنه يَزيد من حدة الإسهال؛ فالشاي يحتوي على مادة التانين القابضة، وفي حال زيادة تركيزها؛ فهي تسبب الإسهال.
كما قد تقدم الأم مطبوخ النشا للطفل أو النشا النيّئ لوقف الإسهال؛ مما يتسبب في تفاقم الحالة؛ لأن النشا يسبب عسر الهضم، ويكون الجهاز الهضمي لدى الطفل مرهقاً ومصاباً بالإعياء.
عدم تقديم الكراوية؛ لأنها تُعتبر ملينة، وتعتقد الأمهات أنها من المشروبات العشبية القابضة للأمعاء.
وعدم تقديم المشروبات الغازية للطفل مهما كان نوعها أو مسمياتها؛ لأنها تَزيد من الإسهال، بسبب الصودا واحتوائها على كمية كبيرة من السكر.
