لم تدع اعاقتها البصرية تقف عائقا في طريقها إلى الأمام، فاجتهدت وسهرت الليالي لتحقق حلمها وتتفوق في الدراسة بداية من درجة البكالوريوس ووصولاً لدرجة الماجستير، وقريباً درجة الدكتوراة، لتطبق مقولة "من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يولد الإبداع".
هنادي إياد رضوان (28 عامًا) من سكان مدينة غزة، صاحب الإعاقة البصرية الكاملة، احتفلت قبل أيام بحصولها على درجة الماجستير في الصحة النفسية، بعدما حصلت على درجة البكالوريوس قبل 6 أعوام.
وتبدأ قصة نجاح هنادي والتي استخدمت فيها سلاح الإرادة والعزيمة، بعدما استيقظت من نومها ولم تستطع أن ترى شيئا أمامها أو النور الساطع والمطل على غرفتها يومياً أو وجه أمها ووالدها وابتسامتهما، لتخبرهم بأنها لم تعد ترى أي شيئاً أمامها.
ومنذ هذا اليوم بدأت المتألقة هنادي بسلاحها الجديد، الإصرار والوصول لحلمها، فبدأت حياتها الجديدة، لتضيء حياتها المعتمة بالتفوق والنجاح، من الحصول على درجة البكالوريوس، إلى الحصول على درجة الماجستير، وتحقيق حلم الحصول على درجة الدكتوراة.
ولم تجد هنادي نفسها غريبة في جامعتها بل اندمجت بكل سهولة مع اقرانها من الطلبة، وتشجيع كامل من مدرسيها وزملائها، فتميزت في تحصيلها الأكاديمي بفضل اصرارها ان تكون علامة فارقة في سجل التميز والابداع.
ووصلت المتألقة هنادي إلى هذه المرحلة بفضل والدتها، التي سهرت الليالي معها من خلال نظام الحفظ التي كانت تتابعه مع ابنتها وبعيداً عن نظام برايل الخاص بالمكفوفين.
وتقول هنادي، والدتي كانت خير داعمة لي، وهي بمثابة عيوني رغم كل انشغالاتها، كانت تقرأ لي وتساعدني في الدراسة وتذهب معي للمكتبة لإعداد الأبحاث، ومنها حصلت على شجاعة العودة للجامعة، وشجعتني على المشاركة في الورشات والتدريبات ورفعت معنوياتي وثقتي بنفسي.
وكرمت لجنة مناقشة رسالة الماجستير للطالبة هنادي، والدتها بالحصول على درجة الدكتوراة الفخرية، نظراً لجهودها الكبيرة في وصول ابنتها لهذا المقام، كما قامت هنادي بإلباس والدتها روب التخرج والجلوس بجانبها خلال مناقشة الرسالة.