كشفت الأوساط السياسية الإسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التقى مع حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس، الذي يسعى لأن يكون مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يعني منافسته للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، والرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، لكن اللافت أن مكتب نتنياهو لم ينشر أي توثيق للاجتماع، ولم يصدر أي تعليق أو بيان حول انعقاده، ربما رغبة منه في عدم إزعاج البيت الأبيض.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "نتنياهو الذي التقى يوم الخميس مع ديسانتيس، وعلى عكس اجتماعات مماثلة مع حكام الولايات الأمريكية، أخفى هذه المرة حدوث الاجتماع من الأساس، حيث لم ينشر صورة للاجتماع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا على الموقع الإلكتروني لمكتب رئيس الوزراء، كما تجنب المتحدثون باسمه الإجابة عن أسئلة حول هذا الموضوع".
وأضاف أن "الشخص الوحيد الذي أبلغ عن وجود الاجتماع هو ديسانتيس نفسه على حساباته في "تويتر" و"فيسبوك"، وقام بتحميل صورة له مع نتنياهو في قاعة الحكومة، وكتب أنه "من الممتع دائمًا رؤية رئيس الوزراء نتنياهو"، وتظهر الصورة أنه تم عقد اجتماع عمل تم ترتيبه بمشاركة رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار نتنياهو السياسي أوفير فلاك، ما يطرح أسئلة حول سبب إخفاء نتنياهو لحدوث الاجتماع".
وأوضح أن "نتنياهو ذكر في لقاءات مع وسائل الإعلام الأمريكية قبل الاجتماع أنه ينوي مقابلة ديسانتيس، الذي من المتوقع بحسب معظم التقديرات أن يعلن عن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة قريباً، والسبب على ما يبدو أن نتنياهو لا يريد أن يزعج أحداً في الولايات المتحدة، لا سيما ترامب، الذي قد يكون ديسانتيس المنافس الأبرز ضده في السباق على قيادة الحزب الجمهوري، بجانب بايدن، الذي تجنب حتى الآن دعوة نتنياهو للبيت الأبيض على خلفية الانقلاب القانوني الذي تنوي حكومته تنفيذه".
وأكد أن "نتنياهو سبق له عقد لقاءات سابقة بمرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية في ذروة التحضيرات، حيث إنه اجتمع مع ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة في 2012، ما أزعج الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما، الذي اعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، ورهانا منه على فوز رومني في الانتخابات التي خسر فيها في نهاية المطاف، وحينها لم يكن لدى نتنياهو سبب حقيقي لإخفاء الاجتماع".
وأوضح أن "ديسانتيس لم يعلن عن ترشحه للرئاسة، لكنه حاكم لولاية مهمة وكبيرة في الولايات المتحدة، وعندما يرغب رئيس الوزراء بدعوته، فإن آخر ما يريده هو إثارة غضب بايدن مرة أخرى، ولذلك فإنه على ما يبدو يفضل توخي الحذر الشديد، مع أنه بالعادة يُبلغ عن اجتماعاته مع المشرعين الأمريكيين، بمن فيهم مع أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس، لكن إخفاء صورته مع حاكم يعتبر صديقًا لإسرائيل يعتبر أمرا غريبا".
تجدر الإشارة إلى أنه تم انتخاب ديسانتيس، 44 عامًا، حاكمًا لفلوريدا في 2018، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 فاز بولاية ثانية، وفي انتصار ساحق عزز موقعه في الحزب الجمهوري بشكل كبير، وقبل ذلك اعتبر نجماً صاعداً في الحزب، لا سيما في معسكره المحافظ المتشدد، وحصل لأول مرة على اعتراف واسع النطاق في الولايات المتحدة عندما حارب أزمة كورونا، وحمل لواء "الحرب الثقافية" ضد التقدميين في أمريكا، وتقييد حقوق المثليين، وشرع في معركة عامة ضد شركة "والت ديزني" التي عارضت هذه الجهود.
الأوساط الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية تتحدث عن أنه إذا انضم ديسانتيس للسباق على ترشيح الحزب الجمهوري، فإن التقديرات تشير إلى أنه سيتم ذلك في وقت مبكر من الشهر المقبل، وسيقوم بذلك رسميًا في حزيران/ يونيو، وتتوقع استطلاعات الرأي أن يخوض معركة وجها لوجه مع ترامب الذي يتقدم بهامش كبير بنسبة 50٪ من الأصوات، فيما لم يتجاوز ديسانتيس المركز الثاني بنسبة 25٪، فيما يقف خلفهما على مسافة بعيدة نائب الرئيس السابق مايك بينس، الذي لم يعلن بعد عن ترشيحه رسميًا، لكنه حصل على دعم 5٪، وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، وحصلت فقط على 4٪.