أكدت مصادر مصرية مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن التحضيرات جارية لاستضافة اجتماع أمني جديد بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، بمشاركة أردنية وأميركية، وذلك قبل نهاية مايو/أيار الحالي
وقالت مصادر مصرية مطلعة على جهود الوساطة المصرية بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية إن القاهرة أبدت موافقة على عقد اجتماع جديد يضم ممثلين عن الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، فيما ترغب واشنطن بعقد الاجتماع قبل نهاية مايو الحالي.
وأوضحت المصادر أن محاولات عقد الاجتماع الجديد تأتي بتنسيق أميركي إسرائيلي، مشيرة إلى أن تل أبيب طرحت التأكيد على ضرورة عقد الاجتماع في أعقاب التوصل إلى اتفاق وقف النار في قطاع غزة برعاية مصرية، والذي دخل حيّز التنفيذ مساء السبت الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع من المقرر أن يتناول مسألة التنسيق الأمني بين السلطة وحكومة الاحتلال في مناطق الضفة الغربية، ضمن محاولات منع أسباب التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال في مهدها، بوضع حد للاقتحامات التي تقوم بها قوات أمن الاحتلال في مدن الضفة الغربية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في القاهرة سيفاتحون نظراءهم في السلطة الفلسطينية بشأن الاجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يرغب مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في عقد الاجتماع قبل نهاية مايو.
وقالت المصادر إنه من بين المواضيع التي من المقرر أن تتم مناقشتها خلال الاجتماع التوصيات التي خرج بها اجتماع شرم الشيخ الأخير في مارس/آذار الماضي، والذي شاركت فيه الأطراف الخمسة، ومثل فيه السلطة الفلسطينية رئيس جهاز المخابرات في السلطة ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ. وكان اجتماع مارس قد جاء ضمن توصياته الختامية التزام الحكومة الإسرائيلية بوقف مناقشة أي أنشطة استيطانية جديدة في الضفة لمدة 4 أشهر.
يذكر أن أول تلك الاجتماعات كان بمبادرة أردنية في مدينة العقبة على البحر الأحمر في فبراير/شباط الماضي، وترأسه عن الطرف الإسرائيلي مستشار الأمن القومي تساحي هنيغبي، وشارك فيه رئيس الشاباك رونين بار، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة غسان عليان، في حين مثل الجانب المصري وقتها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، إضافة إلى مسؤولي الملف الإسرائيلي والفلسطيني في الجهاز نفسه.
وتسعى إدارة بايدن إلى إقرار تهدئة طويلة المدى بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر تسكين ملفات الخلاف الرئيسية، والتي تأتي في مقدمتها أنشطة حكومة الاحتلال في الضفة، سواء المرتبطة بالتوسع في الاستيطان أو اقتحامات البلدات الفلسطينية، والحد من قدرات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة "العربي الجديد"، فإن الاجتماع سيتناول بالتفصيل مجموعة من الاتفاقات التي طرحت خلال اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ السابقين والمعنية بالتوصل إلى اتفاق تهدئة دائمة في قطاع غزة عبر مشاريع إنسانية.
وكشفت المصادر أنه من المقرر أن تستكمل خلال الاجتماع مناقشات مصرية إسرائيلية بشأن تشغيل حقل غاز "غزة مارين" المواجه لسواحل قطاع غزة، حيث طرحت تل أبيب في وقت سابق على الجانب المصري تشغيلاً مشتركاً للحقل لصالح السلطة الفلسطينية، على أن تتولى القاهرة التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" المسيطرة على القطاع.