أكدت مصادر مطلعة على أن حركة فتح استغلت ووظفت كل الإمكانيات المادية واللوجستية التابعة للسلطة الفلسطينية بشقيها المدني والعسكري لخدمة حركة الشبيبة الطلابية التي تخوض اليوم انتخابات مجلس الطلبة في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس.
وتتنافس 4 قوائم طلابية على مقاعد مؤتمر مجلس اتحاد الطلبة البالغة 81 مقعدا، ويحق للقائمة التي تحصد النصف +1 أن تشكل مجلس اتحاد الطلبة، الذي يضم 13 عضوًا هم "سكرتاريا المجلس"، وفي مقدمتهم رئيس المجلس ونائبه ورؤساء اللجان الطلابية.
وهي قائمة "تحالف القطب الديمقراطي" ورقمها واحد، وهي تحالف ثلاثي بين كتلة اتحاد الطلبة التقدمية، وكتلة القطب الديمقراطي، وكتلة نضال الطلبة، وثلاثتهم من أحزاب اليسار.
وجبهة العمل الطلابي "قائمة الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع الطلابي للجبهة الشعبية، ورقمها اثنان.
والقائمة الثالثة هي حركة الشبيبة الطلابية "كتلة الشهداء"، الذراع الطلابي لحركة "فتح"، ورابعا الكتلة الإسلامية (كتلة فلسطين المسلمة)، الذراع الطلابي لحركة حماس.
وتشهد الانتخابات حالة استقطاب شديدة، في محاولة لاستمالة أصوات أكثر من 22 ألف طالب وطالبة، خاصة مع تدخلات علنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية لصالح قائمة الشبيبة الطلابية والضغوطات التي تمارسها على الطلبة وذويهم والتهديدات لهم حال لم يتم التصويت لصالح كتلة فتح الطلابية.
وأوضحت المصادر في حديثها لـ"فلسطين الآن"، أن الشبيبة استفادت من سيطرة حركة فتح على مؤسسات السلطة الفلسطينية برمتها، حيث سهل ذلك لهم الحصول على كل التسهيلات المالية والمادية.
وذكرت المصادر أمثلة كثيرة لتدخلات من جهات الأصل أن تقف على الحياد من العملية الانتخابية، ومن ذلك مشاركة محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان في اجتماع عقد قد نحو أسبوعين حول الانتخابات وحضره أيضا قادة كبار في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
تلك الأجهزة وتحديدا المخابرات العامة وجهاز الأمن الوقائي وحتى جهاز الاستخبارات العسكرية يعملون ليل نهار لترتيب موضوع الانتخابات، حيث شكل كل جهاز غرفة عمليات خاصة به، وتدخلوا بشكل مباشر في تحديد أسماء الطلبة من حركة الشبيبة الطلابية الذين ترشحوا على قائمة المؤتمر العام وعددهم 81 طالبا وطالبة.
وصدر بيان عن حركة فتح في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس -على سبيل المثال- يرفض ما وصفه بتهميش كوادره وعدم منحهم مقاعد متقدمة في قائمة الشبيبة.
لكن الأهم وفق تلك المصادر أن الخلافات ورغم كل ذلك برزت بوضوح بعدم الاتفاق حتى اللحظة على اسم مرشح الشبيبة لرئاسة مجلس اتحاد الطلبة حال فوزها بالانتخابات.
فكل جهاز قدم اسما أو اسمين لترؤس المجلس، وجميع الاسماء المطروحة هي لعناصر تعمل في تلك الأجهزة بشكل رسمي، لكنهم ما زالوا على مقاعد الدراسة.
ومن أبرز المرشحين الضابط في جهاز الأمن الوقائي حازم عطاري، الذي دخل الجامعة طالبا عام 2007، أي قبل 16 عاما، ولم يتخرج حتى اليوم، رغم عمله الرسمي مع الأمن الوقائي.
وفي وقت وجب على إدارة جامعة النجاح وكافة مراكزها التابعة لها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الكتل الطلابية، رصد متابعون تعليقا لمدير مركز الإعلام في الجامعة غازي مرتجى يخاطب فيه مسؤول الحملة الإعلامية لحركة الشبيبة الطلابية "ب، ع" متمنيا فيه الفوز للشبيبة الطلابية ويشيد فيه بالأداء الإعلامي لها بقيادة "ب،ع".
وقالت المصادر إن الاختراق الآخر للجامعة يكمن في أن مسؤول الحملة الإعلامية لحركة الشبيبة الطلابية هو محاضر جامعي غير متفرغ في كلية الإعلام ويعمل مراسلا لإحدى وسائل الإعلام الحكومية في نابلس.
