زيلنسكي الرئيس الأوكراني في القمة العربية. زيلنسكي خاطب القمة وشرح موقف بلاده من العدوان الروسي، وطالب القادة العرب بتأييد كفاح بلاده ضد روسيا. الموقف العربي التقليدي هو الحياد، فهل كسر حضور زيلنسكي ظاهرة الحياد العربي؟
قد تعتب قيادات روسيا لهذا الحضور، حيث قد تدعي أنه لا توازن في الموقف بسبب هذا الحضور، وقيل إن الجزائر اعترضت على حضور زيلنسكي، وقالت إنه حدث دون تشاور عربي، ولست أدري ما هي مواقف الدول الأخرى.
ثمة أمور تخصني بصفتي فلسطينيًا قبل الحديث عن روسيا وعن التوازن، إذ إن زيلنسكي يقف موقفًا معاديًا لقضيتنا الفلسطينية عداءً شديدًا، فقد وصف زيلنسكي مقاومتنا بالإرهاب، وهو مؤيد عريق (لإسرائيل)، وتعد بلاده حاضنة ثانية لليهود بعد (إسرائيل)، وعليه فإن التوازن يقتضي الحصول منه على الأقل على موقف محايد من صراعنا مع (إسرائيل)، وأن يجري تعديلا على تصريحاته المؤيدة لها. ولأن هذا لم يحصل فإن استضافته ليشرح قضيته أمام القمة لا يلزمنا نحن العرب، والمجاملة هنا لا مبرر لها.
ثمة احتمال أن يكون هناك توافق مسبق بين السعودية وروسيا على دعوة زيلنسكي بغرض فحص إمكانية إحداث وساطة سعودية أو عربية بين الدولتين، هذا الاتفاق المسبق إن كان حادثا فهو يعطي السعودية ورقة زائدة في هذه الوساطة، وإن لم يكن ثمة توافق فثمة فرصة لشرح الموقف العربي لروسيا، بغرض تأكيد موقف الحياد.
لقد اهتمت وسائل الإعلام بحضور زيلنسكي للقمة العربية، وذهبت في قراءته مذاهب شتى، ولكن لم تصدر تصريحات توضيحية من السعودية أو من القمة العربية، وعليه يجدر الانتظار لحين صدور توضيحات عربية، فلعل خلف الأكمة ما خلفها.