توافق اليوم الذكرى السنوية الـ19 لارتقاء شهداء نابلس المجاهدين القساميين سعيد قطب وسعد زامل، والمطارد سعد غزال، بانفجار عبوة كانت بسيارتهم.
في 23/5/2004 حلقت طائرات الاحتلال في سماء نابلس، وكان القائد القسامي سعيد قطب قد أعد عبوتين ناسفتين كبيرتين، وخبأهما في إحدى السيارات؛ تمهيدا لتنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال، إلا أن أجهزة السلطة اقتحمت المكان وعملت على مصادرتهما.
وفجرت أجهزة السلطة العبوة الأولى، واستطاع القساميان سعيد قطب وسعد زامل والمطارد سعد غزال استعادة إحدى العبوتين، إلا أنه وأثناء نقلها انفجرت بهم؛ مما أدى لاستشهادهم جميعاً.
بطل في المصارعة
ولد الشهيد سعيد محمود درويش قطب بتاريخ 5/4/1971 بحي تل كريمة في مدينة نابلس، بين تسع أبناء، ستة من الإخوة وثلاث من الأخوات، ونشأ في أحضان مسجد الحنبلي، حيث ترعرع في كنف الإخوان المسلمين، وأصبح خطيبا مفوها، ومؤذنا لمسجد النور.
وكان الشهيد من أوائل الملتحقين بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، والمشاركة في أنشطتها وفعاليتها الجماهيرية، خلال الانتفاضة الأولى، من رشق الحجارة ومواجهة قوات الاحتلال، التي أصيب برصاصها، وحمل إحداها بجسده حتى استشهاده.
ولم تمنع الإصابة شغفه في الرياضة، فبرع بالمصارعة الحرة، وحقق فيها بطولة الضفة الغربية عام 1992.
اعتقل الاحتلال قطب بتهمة انتمائه لحركة حماس عام 1988 ليمكث في الاعتقال الإداري في سجن الفارعة لمدة ستة أشهر، قبل أن يعتقل مرة جديدة عام 1992 في سجن "مجدو".
كما تعرض قطب للاعتقال السياسي في سجون السلطة مع 150 آخرين في حملة الاعتقال عام 1996، ومنعه الاحتلال عام 1998 من السفر لتمثيل فلسطين في إحدى بطولات المصارعة في العراق.
وبعد استشهاد شقيقه أمجد في عملية اقتحام مستوطنة الحمرا عام 2002، هدم الاحتلال منزل العائلة في شهر رمضان عام 2003.
سعد زامل
أما الشهيد سعد عليان سعد زامل فينحدر من مدينة "قيسارية" التي احتلها الاحتلال عام 1948، وولد بمخيم العين للاجئين بنابلس في 10/3/1977 بين ثمانية من الإخوة.
وترعرع الشهيد في مسجد حمزة بن عبد المطلب، وقد أكسبه عمله في البلاط قوة جسدية، وصلابة في حمل السلاح، حيث اتهمه الاحتلال بالوقوف خلف عديد عمليات اطلاق النار المباشر على جنوده والمستوطنين.
سعد غزال
أما الشهيد سعد عدنان غزال، الذي رأى النور بتاريخ 2/1/1981م لعائلة محافظة بمخيم "عين بيت الماء" فقد نشأ بين شقيقين وأخت واحدة.
وتقول والدته "كان سعد دائما يسألني وهو طفل: لماذا نحن نعيش في مخيم؟ ومن أحضر اليهود ليعيشوا مكاننا؟ وكيف سنعود إلى أراضينا وقرانا؟ ثم بعد ذلك كان دائما يقول لي: سأقاتل المحتلين عندما أكبر وسنطردهم من بلادها ونعود إليها".
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى انخرط غزال بأنشطة المقاومة ضد الاحتلال، وعمل مع مجموعات مقربة من كتائب شهداء الأقصى، وبالتعاون مع أذرع المقاومة والمطاردين خصوصا مطاردي القسام.
وخلال فترة مطاردته البالغة عامين توفي والده، وبينما كان غزال يشارك في الجنازة استغلّ الاحتلال الفرصة، واقتحمت قواته المدينة، وحاصرت الجنازة من كل جانب وحاولت اغتياله بإطلاق النار عليه لكنه نجا منها.
وفي 23 مايو 2004، ارتقى الشهداء الثلاثة بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعطاء، وقد رسموا بدمائهم لوحة من البذل والتضحية والوحدة الوطنية في مقاومة الاحتلال.