أكد محللون وكتاب فلسطينيون لـ"فلسطين الآن" أن المناورة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على عدة جبهات تأتي في ظل خشية الاحتلال من وحدة الساحات ومواجهة من عدة جبهات للمقاومة.
ويحاول الاحتلال من خلال مناورته "الاستعراضية" التي تحاكي حربا على 4 جبهات، استعراض القوة التي من ضمنها الرد على مناورة حزب الله، وقد يحاول أن يستغل المناورة في شن عدوان على واحدة من هذه الجبهات في محاولة لإثبات القوة.
رسائل تهديدية واسعة
وقال الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي، إن المناورات تحدث سنويا وليست جدية، ولكنها تأتي في توقيت مهم للغاية، في ظل الحديث الإسرائيلي عن توجيه دوائر التهديد في قطاع غزة وإيران وحزب الله، وبعد أيام من حدوث العملية العسكرية على قطاع غزة.
وأوضح الريماوي خلال حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن هذا التوقيت يرفع وتيرة الانتباه لهذه العملية والعنوان التي جاءت به وهو مرتبط بعديد الساحات، التي بات الاحتلال يخشى من خلالها حدوث عملية عسكرية مواجهة له من العديد من الجبهات من غزة ولبنان والمناطق المحيطة بالكيان الإسرائيلي.
وأضاف أن الاحتلال يعتقد أن دائرة التأثير لهذه العملية تأتي في سياق رفع وتيرة الوعي الإسرائيلي في مسألة إمكانية اندلاع حرب متعددة الجبهات، وفي الجانب الآخر هو إعداد لجندي الاحتلال المترهل بأن العمل قد يكون على نوعية مثل هذه الحروب.
واعتبر أن "الاحتلال بات معتقدا يقينيا بأنه قاب قوسين أو أدنى من حرب كبيرة ستكون مكلفة، وبناء على ذلك يرسل رسائل تهديدية واسعة بأنه سيستخدم أسلحة غير تقليدية لخصومه".
وأشار إلى أن قوى المقاومة في المقابل أصبحت تمتلك وقادرة على ضرب كافة مناطق فلسطين المحتلة وقادرة على الإيذاء الكبير، إصافة إلى تهديد وجود الكيان.
ولفت إلى أنه "من خلال المتابعة لطبيعة العملية العسكرية التي شبكت بين جبهة لبنان وغزة والضفة والـ48، بالإضافة إلى التهديد الخارجي، جعل ذلك الاحتلال يعيش دائرة الهوس في الخشية من الأيام القادمة".
ورأى أن فرضية الاغتيال غير مرتبطة بهذا الاستعراض التدريبي للاحتلال، معدًا أن الاغتيال سيظل مواجها لقيادات العمل المقاوم أيا كانت رمزيتها.
وتابع: "لا أقدّر أن الاحتلال بهذه العملية التدريبية ذاهب لإعلان حرب بل هي تمهيد لإعلان الحرب، والاحتلال يرى أن الخطر قادم والحرب الكبيرة قد تقع ويعد لها، لأن قيام حرب كبيرة يحتاج لقواعد مختلفة في إدارة تجهيز البيئة الداخلية الإسرائيلية وعدد من المواقع المختلفة".
خطر تعدد الجبهات
بدوره، قال المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إن المناورة التي يقوم بها الاحتلال تأتي في ظل تطورات خطيرة مرت بها دولة الاحتلال خلال الفترة الماضية.
وبين الرفاتي خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن هذه التطوريات تتعلق بوصول خطر أن يكون هناك حرب متعددة الجبهات إلى مراحل متقدمة، خاصة بعد الحادثة التي حدثت في شهر رمضان الماضي، منوها إلى إطلاق الصواريخ من لبنان.
وأضاف أن هذا دفع جيش الاحتلال للتدرب على هذا السيناريو على اعتبار إمكانية أن تقع خلال الفترة المقبلة، ربما تكون كبيرة جدا، ضمن رصده لتغير العقيدة القتالية لدى محور المقاومة خصوصا لدى حزب الله، وانتقاله من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.
واعتبر أن ذلك يمثل معضلة وخطرا كبيرا على دولة الاحتلال، في ظل أن محور المقاومة خلال الفترة الماضية يسعى لتطبيق لمعادلات وحدة الساحات وربط الجبهات.
وذكر أن هذه المناورة تأتي ضمن الخطة الجديدة الخمسية لتطوير جيش الاحتلال للتعامل مع التهديدات المحيطة التي أعلن عنها قبل أسابيع رئيس هيئة الأركان، الذي أشار إلى أنه يريد تطوير الجيش للتعامل مع التهديدات المحدقة وخاصة من الحرب متعددة الجبهات.
وأردف الرفاتي: "لا شك أن دولة الاحتلال تخشى خلال الفترة الحالية من التعرض لعمل مباغت من قبل المقاومة خاصة اللبنانية، لذا هي تذهب للتدريب وإجراء مناورات واسعة في مختلف الجبهات وخاصة الجبهة الشمالية".
ورأى أن "الاحتلال يخشى من المواجهة العسكرية مع المقاومة اللبنانية لأنه يدرك أن هذه المواجهة في غاية التعقيد والصعوبة، بسبب امتلاك صواريخ دقيقة ومضاعفة تضغط على الجبيهة الداخلية، واستهداف ما يتعلق بسلاح الجو وإمكانية أن يكون للمرة الأولى إضرار بهذا السلاح في حال الدخول في مواجهة عسكرية مع حزب الله".
وأشار إلى أن سيناريو أن يقوم الاحتلال بعمل مبادر ممكن في ظل التصريحات المتصاعدة، مستدركًا: "لكن هناك إشكالية لدى الاحتلال فيما بعد الذهاب لعمل مبادر، لأن الذهاب لحرب مع لبنان وحزب الله في ظل امتلاكه قدرات عسكرية كبيرة ومضاعفة، لذلك الذهاب لهذا الخيار ربما يكون في غاية الصعوبة".