21.67°القدس
21.6°رام الله
20.53°الخليل
23.38°غزة
21.67° القدس
رام الله21.6°
الخليل20.53°
غزة23.38°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

تقارير "فلسطين الآن"..

أكاديميات كرة القدم في غزة .. صناعة للنجوم أم مشاريع تجارية

خاص- فلسطين الآن

باتت كرة القدم حلم الأطفال في قطاع غزة، في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه قطاع غزة، نتيجة الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.

واستهوت كرة القدم الأطفال في قطاع غزة، فأصبحت متنفسهم في ظل غياب النشاطات الترفيهية، وكبرت أحلامهم بأن يصلوا إلى ما وصل إليه النجوم الذين يتابعونهم في البطولات الأوروبية.

وفي ظل انجذاب الأطفال لكرة القدم وممارستها، انتشرت في قطاع غزة العديد من أكاديميات كرة القدم، وأصبحت تستقطب أعـــدادا كبيرة من الأطفال (غالبا بين 6 و12 عاما)، يتوزعون بين أكاديميات تابعة لأندية كبرى، وأخرى خاصة تأخذ شكل "مشروع استثماري".

وشهد قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في عدد أكاديميات كرة القدم، رغم أنها لم تظهر نتائجها في ملاعب كرة القدم الغزية، من خلال ما يراه المتابعين للرياضة الغزية، بعد التعاقدات الكبيرة والتي تقدر بآلاف الدولارات، دون أي اهتمام بالناشئين واشراكهم في المباريات وإعطائهم حقهم من أجل الظهور بشكل مميز.

وكالة "فلسطين الآن" وفي إطار ازدياد عدد الأكاديميات بشكل كبير، أجرت حوار مع عدد من المختصين حول نجاح وفشل الأكاديميات الرياضية في قطاع غزة.

مشاريع تجارية

ويرى الصحفي الرياضي وائل الحلبي، بأن غياب الضوابط والقوانين الخاصة بافتتاح وعمل أكاديميات كرة القدم في فلسطين، أدى إلى انفلات كبير في أعدادها، وإمكانية افتتاحها بأعداد كبيرة، بغض النظر عن الأشخاص الذين يقودونها، وهدفهم من وراء ذلك، الأمـر الذي أدى إلى وجود أعداد كبيرة منها في مختلف المناطق خلال فترة زمنية قصيرة.

واعتبر الحلبي في حديثه لـ"فلسطين الآن"، بأن الهدف الأساس من الأكاديميات الكروية الموجودة حالياً على الساحة الفلسطيني، مادي بحت، وتقام كمشاريع تجارية، ومشاركتها في البطولات الرسمية من باب المشاركة فقط.

ولم يخفِ الحلبي، بأن هذه الأكاديميات خالية من إجراءات السلامة – غالباً -، ويكون التدريب واللعب على ملاعب غير مؤهلة، بالإضافة إلى عدم وجود أدوات التدريب، والأشخاص المتخصصين في الجوانب الفنية والبدنية والطبية، مما يعني بأن اللاعب الذي يتعرض لإصابة ما قد يلقى مشكلات كبيرة.

وأشار إلى أن الطالب الذي أنهى بكالوريوس التربية الرياضية من الجامعات الفلسطينية، غير مؤهل لأن يكون مدرباً في هذه الأكاديميات، لأنه يدرس مساقات في مختلف الألعاب الرياضية، تؤهله ليكون معلماً للتربية الرياضية في المدارس، وإذا أراد أن يكون مدرّباً فعليه اجتياز دورات التدريب المعتمدة لدى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والمعترف بها آسيوياً وعالمياً في آنٍ واحد.

وأضاف: "جزء من مشكلة الأكاديميات أيضا هو عدم وضوح الرؤية الحقيقية لعملها واصفاً إياها بـ"المشاريع الربحية"، قائلا: "أغلبها تهدف للحصول على الأموال، لأن ليس لديها بطولات رسمية على الملاعب المعشبة، وهذا لوحده كفيل برحيل عدد من اللاعبين دون حصولهم على الاستفادة في كرة القدم".

غياب التخطيط الاستراتيجي

من جانبه اعتبر المحاضر في كلية التربية الرياضية في الكلية الجامعية، أحمد كمال موسى، بأن آثاراً سلبية كبيرة جاءت بعد فتح الأكاديميات الكروية على كرة القدم الفلسطينية قاطبةً، وتحول دون القدرة على تفريخ لاعبين شباب جدد من أصحاب المستوى المميز، لأنها بالأساس لا تقوم على دعائم متينة لإخراج أجيال من اللاعبين المميزين.

ولفت موسى أثناء حديثه لـ"فلسطين الآن"، إلى أن الانتشار الكبير للأكاديميات غير المؤهلة على مختلف الأصعدة، بشرياً، ومادياً، يدلل بشكل واضح وصريح على غياب التخطيط الاستراتيجي، والانتشار العبثي دون هدف مسبق طويل المدى، ولجني ثمار اقتصادية تعود بالنفع على أشخاص بعينهم، ولا يقدموا الإفادة المطلوبة للاعب الشاب.

وأكد بأن تدريب الفئات العمرية والأطفال يختلف كلياً عن تدريب الفريق الأول، منوهاً إلى أن الفئة المستهدفة في الأكاديميات تتلقى تدريباً – حسبما شاهد – لا يختلف على الإطلاق عن الفريق الأول، ويتم التركيز على الجوانب البدنية، معتبراً ذلك خطأ جسيماً في عالم التدريب، وتقع فيه الأكاديميات المحلية.

ونصح موسى الأهالي بالتحقق جيداً من الأكاديمية التي يريدون إلحاق أبنائهم بها، حتى لا تكون المسألة مجرّد إضاعة وقت، وقد تتسبب بأضرار صحية لابنهم دون دراية، داعياً إياهم إلى معرفة الأشخاص الذين يشرفون على الجوانب الفنية ومدى تطابق صفات المدرب عليهم، والتأكد من إجراءات السلامة.

إنشاء جيل موهوب بكرة القدم

بدوره ذكر المدرب أحمد اللي والذي يعمل مدرباً للحراس في إحدى اكاديميات قطاع غزة، أن الإقبال كبير على التواجد في الأكاديميات خاصة من قبل الأطفال الذين يتابعون مباريات الكرة الأوروبية ويتأثرون باللاعبين المحترفين ويحلمون بأن يصبحوا مثلهم".

وأضاف اللي في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن "هناك وعي رياضي أيضا لدى الأهالي في غزة فبات لديهم اهتمام كبير بأن يتعلم أطفالهم كرة القدم ويطوروا مهاراتهم فيها في ظل ما يحققه اللاعبون المحترفون من نجاحات عظيمة على المستوى المحلي والعالمي".

وتابع: "عدد أكاديميات تعليم كرة القدم في قطاع غزة يتزايد بشكل متواصل وقد وصل إلى أكثر من 30 أكاديمية".

وشدد اللي أن هذه الأكاديميات تحاول إنشاء جيل موهوب بكرة القدم ليمثل فلسطين بالمحافل الإقليمية والدولية.

المصدر: فلسطين الآن