يدخل الأسيران رجائي الحداد 30 عاماً، وأيمن الشرباتي 46 عاماً من القدس المحتلة عامهما السادس عشر على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. [title]16 عاماً خلف القضبان[/title] وتسكن عائلة الأسير المقدسي رجائي عبد الكريم الحداد في البلدة القديمة بالقدس، في عقبة الشيخ ريحان تحديداً، ، حكم عليه بـ20 عاماً قضى منها 16 عاماً في سجون الاحتلال الإسرئيلي؛ ليحرم من أسرته التي تفتقده في كل دقة لعقارب الساعة. والدة الأسير أم علاء الحداد ٥٢ عاماً، لسان حالها يقول: بي داء لا دواء له إلا بعودة قرة عيني، وتقول أم علاء بغصة لمراسل [b]"[color=red]فلسطين الآن"[/color][/b]: "رجائي كان أكرم وألطف أبنائى، كان متديناً لا يعمل إلا لخدمة الناس ومساعدتهم، وعلى تماس دائم مع الجنود والمستوطنين الذين كانوا يستفزون سكان البلدة القديمة في القدس ولذا تم أسره وهو في سن صغير لا يتجاوز ١٤ عاماً". أما والد الاسير رجائي الحداد ٦٠ عاماً ، يملؤه الشيب بعد انتطاره الإفراج عن ابنه، يقول أبو علاء في حديثه لمراسلنا: "رجائي كان سنداً لي رغم صغر سنه، كنت أعتمد عليه في معظم أمور ومتطلبات المنزل، كان رجل في سن الطفولة، افتقده بشدة، أدعوا الله عز وجل أن يطيل عمري لكي يعيش معنا، لم نشبع منه، نحلم أنا وأمه بأخذه في الحضن عن قريب". شقيقات الأسير ومن عاشروه، يتحدثن عن قصة فرد من أسرتهم، اعتقله السجان وانتشله من بينهن، حتى بات أسيرهم الذي يدعون للإفراج عنه، ليفرحون به ويحملون أطفاله، كالأطفال الذين يملؤون المنزل. و16عاما من البعد كفيلة لتكون عائلة الأسير المقدسي رجائي الحداد، حلقة من مسلسل الحرمان الذي يعيشه أهالي الأسرى. يذكر أن الأسرى المقدسيين قدموا 14 شهيداً خلف القضبان منذ عام 1967، وقضى العشرات من أسرى القدس سنوات طويلة رهن الاعتقال، نتيجة لأحكام محاكم الاحتلال الإسرائيلي الجائرة بحقهم، فدخل عدد منهم قائمة الأسرى القدامى، فمنهم من قضى ربع قرن في الأسر أو يزيد، ومنهم من أطلق سراحه، ومنهم ما زال رهن الاعتقال. [title]من سجن إلى منارة علم[/title] فيما دخل الأسير الفلسطيني أيمن ربحي الشرباتي من القدس عامه السادس عشر على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. والأسير أيمن الشرباتي من سكان العيزرية شرقي القدس المحتلة، كان قد اعتقل من متجرٍ لعائلته في البلدة القديمة للقدس في السادس عشر من مارس لعام 1998. وقد حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن المؤبد بدعوى إطلاقه النار على مجموعة من الجنود والمستوطنين وذلك أثناء قيامهم بالسيطرة على عدد من بيوت البلدة القديمة لتحويلها إلى كنيس ومعبد لليهود. خلّف الشرباتي زوجةً أنهكها التنقل لزيارته من سجنٍ إلى آخر، وأربعة أبناء تركهم وحدهم وأمهم, في حين لم يتمّ أكبرُهم عامه السادس، وذلك في بيتٍ مستأجر طردهم صاحب البيت منه بعد مرور أشهر لم يستطيعوا فيها دفع أجرته. حوّل الشرباتي سجنه إلى منارة علم، رغم أنه حين اعتقل كان تقريباً شبه أمّي، لكنه سرعان ما تجاوز ذلك، بل وأصبح عضواً في لجنة الكتاب العرب، وله العديد من الكتابات والتي فازت بجوائز محلية من جهات فلسطينية, منها جائزة من وزارة الثقافة الفلسطينية، وجائزة أخرى من تلفزيون فلسطين، بالإضافة إلى أنّه قام بنشر العديد من المقالات في جريدة السفير اللبنانية وصحيفة القدس الفلسطينية وجريدة القدس العربي. وكان مركز أسرى فلسطين للدراسات قال في بيان له نُشِرَ الشهر الماضي: "إن قائمة عمداء الأسرى في سجون الاحتلال ترتفع بشكل مستمر، نتيجة وجود 106 من الأسرى القدامى، أقلهم أمضى 18 عاماً خلف القضبان، منهم 57 أسيراً من الضفة، و26 أسيراً من قطاع غزة، و14 أسيراً من الداخل الفلسطيني المحتل، و9 أسرى من القدس المحتلة، ومن بينهم 73 أسيراً من عمداء الأسرى الذين أمضوا ما يزيد على عشرين عاماً في الأسر، ومن بينهم كذلك 24 أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وأكثر، فيما يعتبر الأسير كريم يونس هو عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.