اجتمع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هدّد بالانسحاب من الحكومة في حال عدم حصوله على ضمانات باستئناف إبادة الفلسطينيين، عقب انقضاء هدنة الستين يوماً كما تقترح مسوّدة صفقة التبادل المطروحة على طاولة المفاوضات.
وفيما تتمسّك "إسرائيل" باحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة، وإبقاء سيطرتها على محاور "موراغ" و"فيلادلفي" (صلاح الدين) بهدف إقامة غيتو لتجميع الفلسطينيين في رفح، وإحكام قبضتها عليهم من خلال شركة المساعدات الأميركية-الإسرائيلية التي تحتاج أيضاً بقاء الجيش في "موراغ" لإتمام عملها في ظلّه حمايته، ترفض حركة حماس من جهتها التوقيع على صفقة لا تضمن إنهاء الحرب، وتبقي جيش الاحتلال مسيطراً على أراضي القطاع.
وفي ضوء ما تقدّم، سيعقد نتنياهو اجتماعاً للمجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) في وقتٍ لاحق من اليوم للتداول في صيغة معدّلة لمقترح الصفقة لينقلها عقب ذلك إلى حماس عبر الوسطاء، ومن المفترض وفقاً لموقع "واينت" أن يشمل المقترح المعدل حسماً لنقطتَي الخلاف وهما؛ المناطق التي سيبقى جيش الاحتلال مسيطراً عليها في حال تنفيذ الصفقة، والثانية هي طابع إدخال المساعدات الإنسانية (إن كانت عبر الشركة الأميركية-الإسرائيلية أم عبر منظمات أمميّة).
وبالعودة إلى لقاء نتنياهو- سموتريتش الذي انعقد أمس، غداة عودته من واشنطن، بعد لقائه هناك مسؤولين في الإدارة الأميركية، في مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ذكر الموقع أن نتنياهو هاتَفَ الأوّل خلال زيارته للولايات المتحدة ثلاث مرّات، بهدف تليين موقفه المتمسّك باستئناف الإبادة. ومن المخطط أن يجتمع معه مجدّداً اليوم.
بدوره مرّر سموتريتش رسائل إلى نتنياهو مفادها بأنه خلافاً للصفقة الماضية التي خرجت إلى حيّز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني الماضي، فإنه هذه المرّة لن يظل في الحكومة التي بحسبه "لا تحقق الهدف الرئيس للحرب وهو القضاء على حماس". وفي مناسبات عدّة، كان رئيس كتلة "الصهيونية الدينية" قد طالب بالتزامات تضمن استئناف الحرب فور انتهاء مدّة وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى.
وفي الأثناء، أقرّ وزراء في الكابينت بأن نتنياهو أيضاً يتحدث في تصريحات مكرورة عن ضرورة القضاء على حماس في نهاية الحرب، وأنه مُصر على مواصلة القتال بعد انتهاء الصفقة. وبحسب الوزراء يعتقد نتنياهو بأن غزة هي قضية استراتيجية تدل على "اختبار الروحية والإصرار والعزيمة".
وحتّى اللحظة يصر سموتريتش ورفاقه في الكتلة، من حزب "عوتسماه يهوديت" بقيادة إيتمار بن غفير، على رفض الصفقة، والسبب في ذلك هو أنها تتضمّن انسحاب الجيش من مناطق استراتيجية، كذلك ترفض حماس المقترح المطروح ولا توافق على بقاء الجيش، فيما تحاول إسرائيل صوغ مقترح بديل. ويطالب سموتريتش نتنياهو باستعراض خطة تفصيلية توضح ما الذي سيحصل عقب انتهاء الصفقة، لكنّ "خطةً كهذه لم تُصغ بعد" وفقاً للموقع.
على المقلب الآخر، ثمّة قضية أخرى سيبحثها الكابينت في اجتماعه اليوم وتتعلق بإقامة غيتو لتجميع الفلسطينيين في رفح، ستبلغ كلفته ما بين 10- 15 مليار شيكل، وهي تقديرات كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد كشفت عنها، وعلى إثرها اتهم وزراء في الكابينت، على رأسهم سموتريتش، الجيشَ بتخريب الخطة عبر استعراض "معلومات مضلّلة بشأن الكلفة".
وتقاطعاً مع ما سبق، تعهد نتنياهو وفقاً لما أوردته صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، لوزرائه بالعودة إلى قتال حماس بعد انقضاء الصفقة، حتّى هزيمتها. ولفتت إلى أنه خلال اجتماع الكابينت الذي سيعقد مساءً سيستعرض الجيش أمام الوزراء خطة لإقامة "مدينة الخيام"، على الرغم من المعارضة التي أظهرها رئيس الأركان، إيال زامير خلال الأيام الأخيرة حول ذلك.