11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.4°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: أبو مازن والثبات يوم المتحدة

لن أعلق كثيراً على خطاب زعيم حركة فتح محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والذي أثبت من خلاله أنه لم يبدل أو يغير ، لن أعلق وإن كان عندي من التحفظات على خطابه ما أتفق فيه مع كثير من المثقفين والسياسيين الفلسطينيين الذين كانوا حريصين على إبداء المخاطر التي ستحل بقضيتنا حال استمر أبو مازن فيما هو ذاهب إليه . كذلك لن أعلق على الطريقة التي تناول فيها الحديث عن المفاوضات كخيار دائم وحق اللاجئين في (حل عادل ) أو الأسرى في الحرية خاصة وأنه أصبح من المعلوم فلسطينياً بالضرورة –أكد ذلك مفاوضون صهاينة- أن المفاوض الفلسطيني وطوال فترة المفاوضات لم يطلب الإفراج عن الأسرى بل كانت كل الإفراجات مبادرات صهيونية دون طلب فلسطيني. بل ما لفت انتباهي أنه وعلى الرغم أن محمود عباس يتحدث لساسة عالميين لا بل يوجه خطاباً يستمع إليه العالم بأسره استخدم ثقافة الاجتزاء التي هي بالتأكيد مرحلة مرضية أخطر لثقافة الكذب الصريح . فقد ذكّر عباس -وفي موقف يعبر عن ثبات الرجل على ما آمن به من أفكار ومعتقدات تخالف أفكار غالبية ساحقة من الشعب الفلسطيني- خلال خطابه العالم بخطاب الرئيس الفلسطيني المغدور ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974 ، مذكراً بعبارته الشهيرة "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي " وتناسى عباس واجتزأ بكل سلاسة وسهولة عبارة أبي عمار التي قالها قبلها " لقد جئتكم وبندقيتي في يد وغصن الزيتون في يدي الأخرى" . لا يحتاج هذا الاجتزاء المقصود والمتعمد لكثير من التحليل العميق ، فالذي استمر في متابعة خطاب عباس واستمع لتشديده على المقاومة السلمية وإعادته لذكرها مرتين متتاليتين وكأنه يريد أن يؤكد موقفه الذي قاله وكرره مرات عديدة بأنه لن يقبل بتجدد المقاومة المسلحة ويرفضها وينبذها وهو الذي قال وافتخر في مواقع وأزمنة كثيرة أنه يفتخر أنه لم يحمل مسدساً ولم يطلق رصاصة في حياته . جميل أن تتحدث يا أبا مازن عن معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال ومغتصبيه ، ولكن لا أحد يعطيك الحق أن تحدد للشعب الفلسطيني كيف يقاوم الاحتلال وكيف يخرجه من أرضه . فلقد جرب شعبنا كل الخيارات ورأى مع مرور الزمن وإن كان مقتنعاً دون تجريب أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وأن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة السلاح والحراب. ختاماً .. لابد من دعوة صادقة لاجتماع وطني على كلمة سواء ينطلق من خلالها حوار استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الثوابت الفلسطينية ، واعتماد المقاومة طريقاً لاسترداد الحقوق ، ولا ضير من التحرك دولياً على أساس هذه الأرضية ، ولنقف صفاً واحداً لانتزاع حقوقنا دون تقديم مزيد من التنازلات أو استجداء من كانوا في الأساس أس البلاء في ضياع الأرض وغياب الهوية الإسلامية عن فلسطين التاريخية.