تواجه دولة الاحتلال، مزيدا من التداعيات، بعد المقابلة الأخيرة للسفير الإسرائيلي في كييف، والتي تسببت في غضب موسكو، واستدعاء سفير الاحتلال لديها وتوبيخه، بعد حديثه عن شروط لدعم كييف.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، نقل عن وكالة الأنباء الروسية- تاس أن "موسكو استدعت رئيس السفارة الإسرائيلية لديها لإجراء محادثة توبيخية، والتأكيد له على أهمية محاربة "محاولات تبييض النازية الأوكرانية"، على خلفية كلمات سفير الاحتلال في أوكرانيا مايكل برودسكي حول تقديم شروط مسبقة لدعم كييف، مما استدعى غضب روسيا في ذلك الوقت، وعلى إثره تم استدعاء المفوض الإسرائيلي في موسكو رونين كراوس لإجراء محادثة من وزارة الخارجية الروسية، ولفت انتباهه لتصريحات السفير التي تمجد المتعاونين النازيين في أوكرانيا".
وأضاف أن "وزارة الخارجية الروسية ذكرت أنه تم تذكير كراوس بأن روسيا وإسرائيل تعملان لدحض محاولات إعادة كتابة التاريخ، وتمجيد أسماء من تعاونوا مع النازيين، لاسيما عقب ظاهرة تتزايد في أوكرانيا لتمجيد القوميين الذين دعموا الأيديولوجية النازية.
الأمر الذي يمثل بالفعل مشكلة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، لأن المشار إليهم ليسوا أبطالا، لكنهم شياطين، ووصمة عار على شعب أوكرانيا، لأن فيه تمجيد للنازية، مما دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلان أنه لا تغيير في سياستها الرافضة والمعارضة بشكل مطلق لتمجيد المجرمين الذين تعاونوا مع النازيين في قتل اليهود".
في غضون ذلك، وصل نائب رئيس الأركان الأوكراني ييفين مويسيوك لزيارة دولة الاحتلال لمناقشة نظام الإنذار الذي ستقدمه الأخيرة لها، وسيلتقي المسؤولين عن الشؤون المدنية والجبهة الداخلية والمنظومة الأمنية، حيث عقد ضباط إسرائيليون وأوكرانيون مؤخرا عدة اجتماعات في وارسو ببولندا للتحضير لنقل نظام الإنذار الإسرائيلي إلى كييف.
في سياق متصل، نقل موقع ويللا احتجاجات لأعضاء الكنيست على ما اعتبروه موقف إسرائيل تجاه أوكرانيا، حيث ادعى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، أن عدم وجود دعم إسرائيلي كاف في كييف يحفر حفرة في مواجهة الولايات المتحدة، فيما رد عليه مسؤول كبير بوزارة الخارجية بأنه تم تخصيص 80 مليون شيكل لمساعدة أوكرانيا، وهناك توصية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارة كييف.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع ويللا، أكد أن "أعضاء الكنيست انتقدوا سياسة الحكومة تجاه أوكرانيا خلال مناقشة للجنة الخارجية والأمن، لكن نائب مدير أوراسيا بوزارة الخارجية يوفال فوكس ردّ بالقول إن "إسرائيل لديها اعتبارات أمنية واسعة، والواقع معقد، ومن المهم مواصلة الحوار البناء مع الروس، فيما زعم إدلشتاين أن اسم إسرائيل في العالم "أنقذ" بفضل المتطوعين الذين أتوا لأوكرانيا".
ونقل عن عضو الكنيست زئيف إلكين أن "إسرائيل لا تفعل ما يكفي لمساعدة أوكرانيا، لكننا نعد أوكرانيا بأشياء لن تحدث، وردود الفعل فيها قاسية للغاية، نحن على خط مختلف تمامًا عن الغرب عندما يتعلق الأمر بإخراج كلمة روسيا من أفواهنا، لا ينبغي لإسرائيل أن تقف بجانب المجر في ما يتعلق بحرب أوكرانيا، وهي لم تحرز أي تقدم منذ اليوم الأول للحرب في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا، هذا أيضًا خطأ، في النهاية سيكون الضغط علينا كبيرًا لدرجة أننا سنضطر لتحويل عجلة حادة".
أما عضو الكنيست جدعون ساعر فأكد أنه "باستثناء عدد قليل من المتحدثين، فالجميع يفهم أننا على الهامش في حدث الحرب في أوكرانيا، وما يهم هو كيف يُنظر إلينا في الغرب، هناك زيادة في الأهمية للاحتياجات التشغيلية على الاعتبارات الاستراتيجية، ويلزم إعادة تقييم الوضع، أما فوكس فتطرق لدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة نتنياهو، قائلاً إن وزير الخارجية إيلي كوهين ووزارة الخارجية أوصياه بالموافقة على زيارة كييف، فيما أعلن كوهين أن نتنياهو يفكر بإيجابية فيما إذا كان سيزور أوكرانيا، صحيح أنه لا يوجد موعد للزيارة، لكن هناك فرصة جيدة لحدوث ذلك".
وفي الوقت الذي قررت فيه الحكومة الإسرائيلية السابقة اتخاذ موقف أقرب للغرب، لإرضائه، وأن يظهر متحيزا له للغاية، فإن نتنياهو وحكومته الجديدة يبدوان في طريق التخلي عن السياسة السابقة، لأنها نتاج رؤية عالمية لا تضع إسرائيل في المرتبة الأولى، ويوما بعد يوم تتكشف معالم السياسة الإسرائيلية الجديدة تجاه الحرب الأوكرانية، واختلافها التدريجي عن سياسة الحكومة السابقة، باتجاه أخذ موقف مختلف، دون الانحياز الكامل لأي من طرفي الحرب، مما يعني تراكم ملفات الاختلاف والتناقض بين تل أبيب والمنظومة الغربية.