شهدت مدينة جنين ومخيمها احتجاجات متصاعدة في عقب اعتقال أجهزة السلطة لاثين من مقاتلي كتيبة جبع أثناء ذهابهم لمساندة المقاومين في جنين، وأيضاَ انسحابهم من مقراتهم بعد اقتحام قوات جيش الاحتلال للمخيم.
غضب شعبي
وأضرم محتجون غاضبون، الليلة الماضية، النار في مركز للشرطة خلال احتجاجات شهدتها بلدة جبع (جنوب جنين) بسبب استمرار السلطة في اعتقال قائد "كتيبة جبع - سرايا القدس"، مراد ملايشة (34 عاماً)، الذي يطارده الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عديدة.
ولم تكتف السلطة الفلسطينية باعتقال المقاومين الذين هبوا مجيبين لنداء الوطن ونداء إخوانهم في مدينة جنين ومخيمها، بل عمدت إلى إفراغ مقرات شرطتها من القوات قبيل بدء العدوان الغاشم على جنين.
إفراغ المقار الأمنية ضمن عملية التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، جعل المحتجون يثورون في وجه من يدعون بأنها "حاميي الحمى للشعب الفلسطيني"، فأقدموا على حرق مقارهم لعدم قيامهم بواجبهم الوطني في حماية المواطنين، ومساندة المقاومين بالأسلحة والعتاد.
كما اعتبروا خروج أجهزة السلطة من جنين، وعدم تصديها لجيش الاحتلال، بأنه خيانة للشعب الفلسطيني وتضحياته، وتخاذل في حماية المواطنين والدفاع عن الوطن.
مسلسل خياني
السلطة وأجهزتها لم تكتف بهذا الحد، فقد كشفت مصادر أمنية أن محافظ جنين أكرم الرجوب ساوم مجموعات المقاومة في المدينة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي عنيف منذ 30 ساعة، لتسليم أنفسهم إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر إن الرجوب هاتف عددًا من المقاومين في المدينة وحاول استمالة بعضهم لتسليم أنفسهم إلى قوات الاحتلال التي تتغول فيه لليوم الثاني على التوالي.
وذكرت أنه حاول تبرير طرحه بأنه "خشية على حياتهم"، لكنه قوبل برد عنيف من المقاومين الذي نعتوه بأشنع الأوصاف وعدوه خادمًا للاحتلال.
وأشارت المصادر إلى أن الرجوب ثار جنونه من رفضهم، ما دعاه إلى مساومتهم وتهديدهم بالقتل حال عدم تسليمهم أنفسهم.
ويأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، الذي بدأته فجر أمس الاثنين، وأسفر عن عشرة شهداء ونحو مائة جريح، بينهم 20 بحالة خطيرة، إضافة إلى شهيد في البيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبدأ جيش الاحتلال عمليته العسكرية في مدينة جنين، تحت اسم "الحديقة والمنزل"، بشن سلسلة غارات استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن من اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية.
وسبق تلك الجريمة تأكيد عدد من وسائل الإعلام العبرية أن جيش الاحتلال أبلغ السلطة من خلال التنسيق الأمني عن بدء العدوان على جنين ومخيمها قبل ساعات من تنفيذ الهجوم الواسع.