15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
20.38°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة20.38°
الأربعاء 21 مايو 2025
4.72جنيه إسترليني
4.98دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.97يورو
3.53دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني4.98
جنيه مصري0.07
يورو3.97
دولار أمريكي3.53

خبر: مرحلة اللاعودة..قصة عميل وأساليب مخابرات

هكذا استطرد العميل "ن.ع" بتنهيدته الطويلة وهو ينحني إلى طاولة التحقيق ثم ينتصب لينظر في عيني المحقق بنظرات منكسرة قائلا لقد أوقعوني ولم يتركوا لي خيار للتراجع والعودة، -رددها ثلاثاً- قبل أن يبدأ في سرد قصة ارتباطه بالمخابرات الإسرائيلية. كنت شابا ملتزما أصلي جميع فروضي في المسجد وكنت أكرة المخابرات والعملاء ولم أكن يوما أتصور أن أقع في مستنقع العمالة، في يوم من الأيام كنت أعيش حالة من الضجر ومن التذمر من الواقع. جلست أتصفح حسابي علي "فيسبوك" وإذ بفتاه تدخل إلى حسابي وتريد مصادقتي ومن هنا بدأت القصة قصة صديق وصديقة توطدت يوما بعد يوم وأصبحت اسرد لها أسراري وهمومي، عرضت علي مساعدتي بحكم عملها في مؤسسة لمساعدة الشباب في مدينة القدس كما تدعى. أرسلت لي الأموال وكنا نتحاور شيئا فشيئا في الأحوال العامة واستطردنا في أمور السياسة والمقاومة ورجالاتها وكانت دائماً تدعي أنها تواقة أن تشاركنا مقاومتنا الاحتلال، وعن دون قصد كنت أطمئنها واخبرها عن إمكانيات المقاومة وعن رجالاتها الأبطال وأساليبهم بحكم صداقتي معهم، وهي تسجل وتدون دون علمي لتستخدم جميع ما قولت لابتزازي بالإسقاط فيما بعد. وفي يوم من الأيام عرضت علي أن تلحقني بدورة في القدس تنمي من قدراتي وتتعرف علي بشكل أفضل وقامت بالتنسيق لي، ولم أكن اعلم انه لقاء مع رجال المخابرات ليتم اطلاعي علي جميع أسراري ومحادثاتي والأموال التي أرسلتها الفتاه إلى وأنها عنصر في المخابرات، وكيف أنني أعطيتها معلومات أسهمت في تصفية بعض الشخصيات كما أوهموني. وان لم اعمل معهم سيفضحون أمري وسيتركون رجال المقاومة يقتصون مني للمشاركة في قتل بعض عناصرهم كما أوهموني، عندها شعرت أنني وصلت إلى طريق مسدود، ماذا أقول لأبي ولامي ولأهلي لو كشف أمري فأنا من عائلة محترمة، لم يكن لي خيار... قبلت وأنا مكره ومضيت في طريق العمالة حتى تم كشف أمري من قبل رجال الأمن في غزة. هكذا يحاول رجل المخابرات أن يصل بضحيته إلى مرحلة ألا عودة بعد أن يحكم خيوطه وأساليبه ويسد كل منفذ له يستطيع أن يتفلت منه خارج شباك العمالة، فهو يتدرج معه شيئا فشيئا مستخدم فلسفة "سلق الضفدع حياً" حتى يحطم كل إرادة في داخلة، ليختتم المشهد بضحية تكون طوع أمره تنفذ دون أن تناقش وتأمر دون أن تعترض.