أصدرت لجنة دعم الصحفيين تقريرها النصف سنوي للعام 2023، وبينت أن هناك تصاعداً ملحوظاً لاعتداء الاحتلال على الحريات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويغطي التقرير الفترة ما بين 01 كانون الثاني/ يناير 2023 إلى 30 حزيران/ يونيو 2023، مشيراً إلى أن الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين اقترفت عمداً بهدف حجب الحقيقة وتغييب الصورة والكلمة التي تظهر حجم العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والحقوقية والإنسانية التي تكفل حرية العمل الصحفي.
ووثق التقرير النصف سنوي للعام 2023، أكثر من (286) انتهاكاً على حرية الصحافة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فيما بلغت(40) انتهاكاً من قبل جهات فلسطينية، تشمل: جرائم انتهاك الحق في الحياة والسلامة الشخصية للصحفيين، وتعرض صحفيين لاعتقال والاستهداف وغيرها من وسائل العنف أو الإهانة .
فيما تطرق التقرير إلى توثيق انتهاكات مواقع التواصل الاجتماعي في محاربة المحتوى الفلسطيني، وشن إدارات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك وإنستغرام، هجوماً عنيفاً على المواقع الإخبارية الفلسطينية والحسابات الشخصية للإعلاميين والصحفيين والتي بلغت منذ بداية العام الحالي 2023، إلى أكثر من (49) انتهاكاً.
انتهاكات اسرائيلية: 286 انتهاك
وسجّل خلال فترة التقرير جرائم قنص واستهداف واعتقال واحتجاز صحفيين، ومنع الصحفيين من دخول مناطق معينة أو تغطية أحداث، ومصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية، إضافة إلى مداهمة منازل صحفيين والتهديد بالدهس والقتل والاعتقال.
ورصدت اللجنة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير (80) حالة استهداف وإصابة سواء كانت بشكل مباشر بالرصاص الحي أو المغلف بالمطاط، أو السحل بالضرب وإلحاق الأذى والكسور والرضوض في أنحاء جسدهم والإهانة والمعاملة المهينة والإصابة بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام وغاز الفلفل، وملاحقة المستوطنين لهم بالكلاب ومحاولة دهسهم وترويعهم.
كما سجلت ( 40 ) حالة اعتقال، واستدعاء واحتجاز للتحقيق معهم بهدف منعهم من مواصلة عملهم الصحفي.
في حين وثقت خلال الستة شهور الماضية من العام الحالي،(14) انتهاكاً، تنوعت ما بين تمديد اعتقال أكثر من مرة قبيل موعد الإفراج عنهم، وإصدار قرارات بالاعتقال الإداري بلغت أكثر من 7 قرارات، من بينها تجديد اعتقال إداري لفترات إضافية تمتد من أربعة شهور إلى 6 شهور، ووصلت لعدة مرات لبعض الأسرى الصحفيين، وكذلك تثبيت أحكام بحق صحفيين، وإصدار أحكام بحق آخرين، وتأجيل محاكمة بعض منهم لا يزالون في سجون الاحتلال.
كما أمعن التقرير في رصد (115) حالة تم فيها منع صحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث، لمنعهم من نقل حقيقة الأحداث والرواية الفلسطينية.
إلى ذلك، سجل (8) حالات تحريض واتهام وملاحقة لصحفيين ومؤسسات إعلامية وإجبارهم على دفع غرامة مالية.
عدا عن تسجيل (2) حالة إغلاق لمؤسسات من بينهم إغلاق مقار مكتب تلفزيون فلسطين وحظر أنشطة إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية في مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني.
وتسجيل(14) حالة اقتحام ومداهمة وتفتيش وتحطيم أجهزة ومعدات وكاميرات وهواتف نقالة ومواد صحفية لمنازل صحفيين ومؤسساتهم الإعلامية، وكذلك رصد (4) حالات مصادرة أجهزة وهويات وبطاقات صحافية.
وركز التقرير على ما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات في سجون الاحتلال ومضايقات والتي بلغت (9) انتهاكات، تمثلت في التحقيقات القاسية وسط الشتم والسب والتهديد، ومنع أهاليهم وذويهم ومحاميهم من رؤيتهم، عدا عن الإهمال الطبي وممارسة العزل الانفرادي بحق بعضهم ومنع استخدام أبسط أداوتهم الشخصية، من بينهم رفض الإفراج المبكر عن الكاتب الأسير وليد دقة رغم خطورة وضعه الصحي وإصابته بمرض السرطان، واستمرار الإهمال الطبي بحقه خاصة أنه أجرى عملية استئصال رئة.
محاربة المحتوى الفلسطيني: 49
أما في إطار محاربة المحتوى الفلسطيني من قبل إدارة مواقع التواصل الاجتماعي للصحفيين، سجل تقرير لجنة دعم الصحفيين خلال عام 2023 م (49) حالة كان أعلاها شهر يناير من ضمنها إغلاق حسابات عشرات المواقع الإخبارية والإعلامية وحسابات الإعلاميين العاملين في تلك المواقع والتي تنوعت ما بين حذف الصفحات والحسابات والحظر ومنع النشر وحذف المنشورات ومنع التعليق وتقييد الوصول للصفحات ومنع البث المباشر وحذف منشورات قديمة تعود إلى سنوات.
من ضمنها تهديد وتحريض واختراق لصحفيين، من بينهم تامر المسحال ومحمد الأطرش، شبكة "القدس اليوم مباشر" ، صفحة راديو راية إف إم، شبكة "القدس الإخبارية"، إذاعة "صوت القدس"، شبكة فلسطين الإخبارية باللغتين العربية والإنجليزية، وكالة معاَ ، وكالة صفا، "وكالة وطن"، صفحة الترا فلسطين، وحذف إدارة "يوتيوب" (1) لقناة "دراما القدس اليوم" نهائياً بزعم عرضها مسلسل ميلاد الفجر 2 "انتفاضة" ينتهك معايير النازية والعنصرية، وكله يندرج تحت حجج مخالفة المعايير المفبركة.