تواجه 7 دول عربية تحذيرات حقيقيّة وخطيرة من موجة حر قوية قد تصل درجات الحرارة فيها إلى مستويات قياسية، حسب ما أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأفادت المنظمة الأممية -الإثنين- بأن الأسبوع الأول من يوليو/تموز الجاري كان الأكثر دفئا على الإطلاق، وحطم الرقم القياسي السابق المسجل في أغسطس/آب 2016.
ويعد هذا الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة مصدر قلق للسكان والسلطات المحلية في كل من مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، التي وحسب المنظمة المذكورة، ستشهد نهاية الأسبوع الجاري، بداية ‘القبة الحرارية”.
القبة الحرارية تضرب المشرق العربي
ومن المتوقع أن تصبح الأجواء حارة في الدول العربية المذكورة، بل وشديدة الحرارة في العراق، حيث تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد.
ويعود الارتفاع المتوقع للحرارة إلى ما يعرف باسم “القبة الحرارية”، التي يتسبب فيها تمركز المرتفع الجوي العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية.
وتتزامن هذه التطورات الحرارية القياسية، مع موجة حرّ “تاريخية” تعيشها عدد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا منذ أيام، أدت حتى لحالات وفاة.
حيث تسببت درجات الحرارة في حرائق غابات في كرواتيا، في حين سيُكافح السياح والسكان المحليون للتكيف مع درجات حرارة تتعدى الـ45 درجة مئوية، في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، في نهاية الأسبوع المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ماهي القبّة الحرارية؟
القبة الحرارية، حسب تعريف “الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي“، هي منطقة جوية معزولة نوعاً ما، تتولد نتيجة نشوء منطقة ضغط عالٍ في طبقات الجو العليا (ستراتوسفير) بسبب الانخفاض النسبي في درجة الحرارة، مقارنة مع طبقات الغلاف الجوي الأدنى منها (التروبوسفير) ذات الحرارة الأعلى.
ومع تراكم كتلة من الهواء الساخن أسفل منطقة ضغط مرتفع في الطبقات العليا للغلاف الجوي في ذات المنطقة، فإن المرتفع الجوي (منطقة الضغط العالي) يعمل على دفع الهواء الساخن للأسفل ليصبح مضغوطاً ويصغر حجمه، ويصبح أكثر سخونة.
وعندما يحاول الهواء الساخن الارتفاع لأعلى فإن الضغط العالي فوقه يجبره على النزول، إثر هذا ترتفع حرارة الهواء في الطبقة الدنيا للغلاف الجوي أكثر، وبحدود 5 إلى 10 درجات تقريباً، وتستمر القبة الحرارية من يومين إلى 7 أيام، وقد تبقى لفترات أطول.
ويختفي تأثير القبة الحرارية في المنطقة التي تظهر فيها بمجرد فقدان أي عامل من عوامل نشوئها، مثلاً إذا انخفض الضغط في طبقة “الستراتوسفير” من الغلاف الجوي؛ لذلك هي ظاهرة لا تنتقل من منطقة لأخرى، وفي ذات الوقت لا ينحسر تكوّنها على مناطق دون أخرى.
ومن هذا المنطلق، يمكن أن تظهر في أي منطقة على سطح الأرض بمجرد توافر الأسباب؛ حيث تشير بيانات الطقس إلى وجود ضغط مرتفع ودرجات حرارة عالية هذه الأيام، يعني ذلك أن هناك قبة حرارية متولدة.
كيف تحمي نفسك من “القبة الحرارية”؟
حماية النفس من موجات الحرارة الشديدة والعواصف الحرارية أمر مهم للحفاظ على الصحة والسلامة. فيما يلي بعض الإرشادات والنصائح للتعامل مع هذه الظروف الجوية القاسية:
متابعة توقعات الطقس: ينصح بمتابعة تقارير الطقس المحلية حسب كل بلد ومنطقة، والتنبؤات الجوية لمعرفة متى من المتوقع وصول موجة حرارة شديدة أو عاصفة حرارية. يمكن الاعتماد على الخدمات الجوية المحلية أو تطبيقات الهواتف المحمولة للحصول على معلومات دقيقة.
البقاء في الأماكن المكيفة: يُنصح بالبقاء في أماكن مغلقة مكيفة الهواء خلال فترات الموجات الحرارة الشديدة. إذا لم يكن لديك وسيلة لتبريد الهواء، فيمكن استخدام المروحة لتخفيف الحرارة.
القبة الحرارية
ينصح بالبقاء في أماكن مغلقة مكيفة الهواء خلال فترات الموجات الحرارة الشديدة
تجنب الجهد البدني الزائد: يجب تجنب ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة أو القيام بأي جهد بدني كبير أثناء فترات الحرارة الشديدة. يفضل تحديد أوقات مبكرة في الصباح أو فترات متأخرة في المساء لممارسة التمارين الرياضية إذا كنت بحاجة إلى القيام بها.
ارتداء الملابس المناسبة: يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة تسمح بتهوية الجسم وامتصاص العرق. يُفضل استخدام الألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس بدلاً من امتصاصها. كما يجب ارتداء قبعة ونظارة شمسية لحماية الرأس والعينين من أشعة الشمس الضارة.
شرب الماء بانتظام: من المهم البقاء مترطّبًا بشكل جيد خلال فترات الحرارة الشديدة. يجب شرب كميات كافية من الماء بانتظام، حتى وإن لم تشعر بالعطش. يُفضل تجنب تناول المشروبات الكحولية أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، حيث تزيد من فقدان السوائل في الجسم.
شرب الماء
يجب شرب كميات كافية من الماء بانتظام
البقاء في الظل واستخدام واقي الشمس: يُفضل البقاء في الأماكن المظللة أو البحث عن الظل لتقليل تعرض الجسم لأشعة الشمس المباشرة. يجب استخدام واقي الشمس ذو الحماية العالية وإعادة وضعه بانتظام.
رعاية الفئات الأكثر عرضة للخطر: يجب الاهتمام بالفئات الأكثر عرضة للتأثر بموجات الحرارة الشديدة، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. يجب التأكد من وجود وسائل تبريد فعالة لهؤلاء الأشخاص ومراقبة حالتهم الصحية بشكل منتظم.
البحث عن المساعدة الطبية: إذا شعرت بأعراض الإجهاد الحراري مثل الدوار، والصداع الشديد، والغثيان، فقد تحتاج إلى الحصول على المساعدة الطبية فورًا. يجب البحث عن الرعاية الطبية إذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة أو تفاقمت.
تذكر أن اتباع هذه الإرشادات والنصائح يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرات موجات الحرارة الشديدة والعواصف الحرارية على صحتك ويساعدك في الحفاظ على سلامتك.