رغم الثورة العلمية في مجال الطب وتقنياته، إلا أنه لم يستطع بعد إطاحة المعتقدات الشعبية عن الحمل والولادة وما يحيط من العقول بعد، إذ لا تزال تمارس حتى يومنا هذا قولاً وفعلاً في الكثير من بلدان دول العالم.. كل بهدف معرفة نوع الجنين، وهذه الممارسات الخرافية.. تصنعها أو تؤلفها سيدات كبيرات السن أو الجدات، وبطبيعة الحال لا تستند على أي أساس علمي.. إنما مجرد حكايات تتوارث جيلاً من بعد جيل.
خرافة: الحامل بذكر تزداد جمالاً!
تعتبر الخرافة الشعبية أن الفتاة تسرق جمال أمها خلال الحمل، ويحصل العكس وتصبح أجمل إذا كان جنينها ذكراً... وازدياد جمال الأم وعلاقته بنوع الجنين من المعتقدات الشعبية، وكذلك إذا سمنت معناها أنها حامل بأنثى، ولو بقي جسمها نحيفاً وجميلاً؛ فستكون أماً لصبي.
الطب له تفسيره عن تغير بشرة الحامل وجسمها.. إن هرمونات الحمل يمكن أن تغير البشرة وتنتج المزيد من الزيوت.. لكن على الحامل أن تتوقع جفافاً ببشرتها أيضاً وحساسية زائدة.
فالجسم تطرأ عليه الكثير من التغييرات، وليس لديه الطاقة الكافية ليعتني بنفسه، بجانب تغيرات في الجلد في منطقة الثديين والبطن وأماكن أخرى من الجسم.
خرافة: النظر للجَمال.. تُعطي مولوداً جميلاً!
تقول الخرافة الشعبية إن نظر المرأة الحامل لكل ما هو جميل يجعلها تلد طفلاً جميلاً، والعكس صحيح.. وهذا المعتقد يلغي دور الوراثة والجينات التي تمنح صفات الشكل للجنين.. والخرافات الشعبية المتعلقة بالجمال والبشاعة تنتشر في أكثر من بلد، ولهذا على الحامل التوقف عن زيارة حديقة الحيوان، وأن تمتع أنظارها بكل ما هو جميل فقط.
خرافة: الحامض والحلو... ونوع الجنين!
تقول الخرافة الشعبية إن المرأة الحامل التي تشتهي الطعم الحامض والمخللات تكون حاملاً بذكر، ومن تشتهي المذاقات الحلوة والسكريات تكون حاملاً بأنثى.
اشتهاء مذاقات معينة أو أطعمة محددة أكثر من غيرها خلال الحمل أمر طبيعي خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وتبلغ تلك الشهوات ذروتها في الثلث الثاني من الحمل، وتختفي عادة قبل الولادة.
بينما الرغبة الشديدة بالمذاقات والأطعمة الخاصة خلال الحمل، تعود إلى واحدة من أقوى منشطات الشهية المعروفة لدى الإنسان، والتي يزداد إنتاجها في الدماغ أثناء الحمل، وقد تكون المسؤولة عن زيادة الشهية الملحوظة لدى الحامل.
خرافة الملح ونوع الجنين!
إحدى الخرافات الشعبية تتعلق بالملح وكشف نوع الجنين، وهي عبارة عن اختبار للمرأة الحامل برش الملح على رأسها خفية، فإذا شعرت بوجوده وحركت رأسها إلى أعلى تكون حاملاً بذكر، وإن حركته إلى الأمام تكون حاملاً بأنثى.
وهناك خرافة أخرى تتعلق بهيئة وقوع الحامل؛ فإن سقطت الحامل للخلف يؤكد أنها حامل بصبي، وإن وقعت على وجهها نحو الأرض؛ فهي حامل ببنت.
خرافة نبض الحامل!
وهناك خرافة تربط بين نبض الحامل إذا كان قوياً يكون الجنين ذكراً، وإن كان بطيئاً فالجنين أنثى.. ذلك يحدث ومن دون استخدام الحامل لآلة قياس الضغط، وإنما وسيلة بدائية لا تمت للاختبار الدقيق والعلمي بصلة.
والحقيقة أن معدل ضربات القلب لا يمكنه التنبؤ بجنس الطفل، و زيادة عدد الضربات عن 140 نبضة في الدقيقة يعني أن الجنين أنثى، وإن قلّ عن 140 نبضة فالجنين ذكر... بينما يؤكد الباحثون أن لا يوجد فرق كبير بين معدلات ضربات القلب لدى الذكور والإناث أثناء الحمل المبكر.
خرافة الوحمة.. واشتهاء الطعام!
تقول الخرافة الشعبية إن اشتهاء المرأة الحامل لنوع معين من الطعام - حلويات أو مخللات- دون أن تأكله يمكن أن يسبب "وحمة" تظهر على جسم المولود.. وهي علامة على الجلد لونها مختلف عن لون البشرة.
وهذه الخرافة شائعة تدل على الرغبة الشديدة بمذاق أو أكلة معينة، لذلك تحاول أسرة الحامل تلبية طلباتها مما تشتهي؛ لحماية المولود الجديد من الوحمة التي تُشبّه غالباً نوع الطعام المشتهى.
ينفي العلم هذا المعتقد بالطبع، ويشير المتخصصون إلى أن أسباب الوحمات تعود إما إلى خلل نتيجة اتساع وانقباض الشعيرات الدموية، وإما نتيجة البروتينات التي تنتجها المشيمة.
خرافة الحرقة... ونمو شعر الجنين!
تقول الخرافة الشعبية إن إصابة الحامل بالحرقة هو دليل على أن شعر الجنين بدأ بالنمو، في حين تربط الخرافة أيضاً هذا الأمر بالغثيان الذي تصاب به الحامل، وأيضاً.. إذا دخل على الأم بعد الولادة شخص قصّ شعره للتوّ، فهذا يؤدي إلى جفاف حليبها.
أما التفسير العلمي لحرقة المعدة أثناء فترة الحمل، فهو أن تغيير مستويات الهرمون يؤدي إلى إبطاء عمل الجهاز الهضمي، وإضعاف العضلة العاصرة في المعدة، كما أن حركة اتساع الرحم تضغط على المعدة، ما يجعل أحماضها ترتفع باتجاه المريء والحلق.
خرافة: لمس بطن الحامل خطر على الجنين!
لا تشعر المرأة الحامل بالارتياح إذا لمس الغرباء بطنها، وتتقبل ذلك من أفراد أسرتها إجمالاً؛ وهذا للاعتقاد بأن على المرأة الحامل أن تحرس جنينها، وألا تسمح إلا لأفراد العائلة المقربين بلمسها.
خرافات عن القمر... والخطر على الجنين!
يبدو أن الخرافات التي تربط حمل المرأة بالقمر غير موجودة في بلداننا العربية أو في عقول أمهات اليوم.
تقول الخرافة: إن النظر إلى القمر البدر، أو خروج الحامل من البيت في ليلة اكتماله، يمثل خطراً على الجنين.
وذلك خوفاً من أن يولد الطفل بشفة مشقوقة، ولمنع حدوث ذلك وفي حال الاضطرار، ترتدي الحامل شيئاً معدنياً يعكس أشعة القمر عنها.
كذلك حالة كسوف القمر؛ فهو نذير شؤم، لذلك يتخذون الكثير من الاحتياطات لحماية المرأة الحامل من هذا الحدث.. منها توفير الراحة للحامل خلال فترة الكسوف.
وتغطية النوافذ لمنع أشعة الكسوف من دخول المنزل، وترى ثقافات أخرى أن نظر الحامل للقمر أثناء الكسوف يتلف نظر الجنين.
لكن ماذا يقول العلم؟ علم الفلك يعتمد على جملة دراسات تتعلق بتأثير القمر الكامل على مزاج وسلوك البشر على الأرض.. جاذبية القمر تزيد التوتر الاجتماعي والتنافر، وأن الولادات زادت مع زيادة جاذبية القمر، حين كان في أقرب مسافة له من الأرض.
