قديمًا قالت رئيسة حكومة الاحتلال جولدامائير:
"الكبار يموتون والصغار ينسون " في تشخيصها لواقع الشعب الفلسطيني بعد الاحتلال.
واليوم دعونا ننظر إلى الواقع الذي يعكس أحوال الشعب الفلسطيني وأحوال الاحتلال، هذا الأسبوع شهد النتيجة التي وصل إليها صغار فلسطين بعد موت الكبار، وصغار الصهاينة المحتلين بعد موت كبارهم، لنقيم مقولة رئيسة الوزراء.
ففلسطينيًا أنهى عشرات الآلاف من الطلبة مرحلة الشهادة الثانوية في سلوك متكرر ومتجدد ينم عن الوصول إلى الفكر والثقافة والتعليم متحديين سياسة التجهيل والأمية، وغياب الوعي الممنهج، لينسوا القضية الفلسطينية، ومتحدين للقتل والسجن والتهجير والحصار ومحاولات مسح الهوية وتزوير التاريخ والجغرافيا.
فخلال أكثر من سبعة عقود من المؤامرة والاحتلال مات الكبار وسلموا الراية للصغار الذين يحافظون عليها يوميًا وتراهم يحرصون على الوعي وعلى السلوك الذي يؤكد حقهم في فلسطين.
فالصغار يرفعون مبدأ حق العودة وفلسطين للفلسطينيين، ويحملون العلم والوعي بجانب البندقية.
أما صهيونيًا فقد تمكنت الحكومة الإرهابية الأكثر تطرفًا من تغيير القوانين وتغيير فلسفة القضاء لتحقيق مصالح شخصية وحزبية، وظهر الانقسام جليًا والاقتتال والفرقة، وتكرست العنصرية والتفكك، وبانت العورات الاجتماعية والسياسية والأمنية، وزادت الهجرات العكسية.
وبدأ المؤرخون الصهاينة وغيرهم يتكلمون عن خطورة الكيان والمخاطر التي تنتظر الاحتلال الذي يعيش في أجواء كرة لهب تتمدد وتكبر.
وأمام هذين المشهدين نسأل من الذي مات كباره وتفرق صغاره وتناحروا. وبالرغم من أن الحال يغني عن السؤال
إلا أنني أسأل بشكل رمزي أين أنتِ يا " جولدامائير"؟