23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: "صالح" يسترد عافيته وسط مخاوف من حرب أهلية

عاد الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" إلى بلاده فجأة مثلما غادرها وسواء كان يعتزم تفعيل انتقال للسلطة أو القضاء على الاحتجاجات فإن بلده صار "برميل بارود يتجه نحو حرب أهلية".كما يقول مراقبون. واحتدمت الاحتجاجات منذ ثلاثة شهور بينما يشهد اليمن مأزقاً سياسياً في حين تعافى صالح في السعودية من محاولة اغتيال في يونيو/حزيران. لكن محاولات المحتجين تصعيد الاحتجاجات الأسبوع الماضي أشعلت قتالا ضاريا بين القوات الموالية لصالح والقوات المنشقة عنه التي تزعم أنها تؤيد المعارضة. وخلفت الاشتباكات نحو( 100 قتيل) من المحتجين واستغلّ صالح الفرصة وانسلّ عائداً في جنح الظلام دون أن يعرف أحد باستثناء قلة من حراس الأمن. وقال "عبد الغني الارياني"- المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية-:" إن عودة صالح في وقت مثل هذا نذير شؤم وربما تشير إلى أنه يعتزم استخدام العنف لحل الأزمة مضيفاً أن هذا أمر خطير". وعلى مدى خمس سنوات كانت الانفجارات تدوي في أنحاء عاصمته الواقعة بين جبال صخرية. وأبقت المخاوف من القناصة الذين يتربصون فوق أسطح المباني المحتجين على مدى أشهر في منطقة لا تتجاوز مساحتها أربعة كيلومترات أعادوا تسميتها "ساحة التغيير" وأدخلت الرعب في قلوب السكان الذين يشعرون بأنهم محاصرون. وأسوأ السيناريوهات هو أن يرفض "المتشددون" في الحزب الحاكم -الذي يرأسه صالح بعد أن جرأتهم عودته- الرجوع إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي يبقي على احتمال اشتعال فتيل حرب أهلية. وقال الارياني:" إن أنصاره سيشعرون أنهم في موقف أقوى وسيرفضون التسوية وهو ما يعني بشكلٍ أساسي موت العملية السياسية". ودعا صالح الذي يحكم بلدا تعمه الفوضى منذ( 33 عاماً) على وقف إطلاق النار لدى عودته من أجل إجراء المحادثات على الرغم من تراجعه ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل السلطة. وقال "غريغوري جونسين" خبير الشؤون اليمنية بجامعة "برينستون" "إنه تكتيك جديد" ويرى خطوة صالح بوصفها فرصة للتصرف كشخصية تدعو إلى التضامن والتكاتف بهدف استعادة قبضته على السلطة. وأضاف "هو رأى وضعاً متدهوراً ودموياً ورأى فرصة للعودة كشخصية وطنية تجمع شتات البلاد. فعل ذلك في التسعينات وفي 2006 واعتقد أنه يحاول فعله مرة أخرى". لكن مع التوتر الشديد في الأوضاع في صنعاء فقد يأتي هذا الأسلوب بنتائج عكسية. وقال: "يعود (صالح) في أسوأ اللحظات ومن المرجح أن يفاقم هذا الوضع". ودفعت عودته غير المتوقعة حتى حليفته السابقة الولايات المتحدة إلى مطالبته بالتنحي وترتيب انتقال كامل للسلطة والسماح لليمن "بالمضي قدماً". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" في "نيويورك" "الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقاً نحو مستقبل أفضل". والسيناريو الآخر هو أن القادة السعوديين سمحوا لصالح بالعودة كي ينقل في نهاية المطاف السلطة لأشخاص سيواصلون التعاون مع المملكة التي مولت صالح لفترة طويلة للمساعدة في القضاء على جناح نشط للقاعدة في اليمن. وقال "غانم نسيبة" وهو محلل وشريك في مؤسسة "كورنر ستون غلوبال" للاستشارات :"إذا لم يكن هناك أيّ شيء لهم (السعوديين) لما سمحوا له بالعودة". وقادت الرياض مبادرة خليجية لنقل السلطة في اليمن. وأحدثت عودة صالح صدمة لدى الدبلوماسيون الموجودين في صنعاء لمحاولة التوصل لاتفاق لكنهم قالوا:" إنه قد تكون هناك بارقة أمل". وقال مفاوض :"إذا كان يستهدف التفاوض فالأمل أن تقلل المحادثات المباشرة حالة البلبلة ووجود من يحاولون عرقلة فرص التقدم السياسي. قد يحمل ذلك أنباء سارة". وأيد القيادي بالمعارضة "محمد المتوكل" هذا الرأي قائلاً:" إنه متفائل بشأن عودة صالح وأنها ربما تجعل الوضع تحت السيطرة وأن صالح قد يوقع المبادرة الخليجية. وقال:" إنه لا يعتبر عودة صالح تصعيدا". وما يتفق عليه معظم الناس هو أن الانتفاضة المندلعة منذ ثمانية أشهر في اليمن بلغت منعطفا حاسما. وسئل عما تعنيه عود صالح فقال دبلوماسي مقيم في الرياض في إيجاز :"أنها سيئة حقا". وإذا تمسك صالح بالسلطة فقد يعقب ذلك حرب شاملة تهوي بالبلاد إلى أتون معركة فوضوية بين الفصائل القبلية للمتمردين في الشمال والانفصاليين في الجنوب ومتشددي القاعدة الذين يتحركون لاستغلال هذه الفوضى. وفي صنعاء وحدها يتعين حل مواجهة ثلاثية. فنجل صالح "أحمد علي صالح" الذي يسيطر على الحرس الثوري يمانع في تخلي أسرته عن السلطة. وصادق الأحمر الزعيم القوي لاتحاد قبائل حاشد يقف في جانب المحتجين ويشتبك رجاله المدججون بالسلاح مع قوات الأمن بضراوة دفعت سكان الحي الذي يعيش فيه إلى الاختباء تحت الأرض. ويعتقد دبلوماسيون أنه وشقيقه قطب الأعمال "حميد الأحمر" يشعران بالتهميش في المحادثات السياسية ويخشيان من فقد نصيبهما من ثروة اليمن. وفي هذه الأثناء يشتبه بأن اللواء "علي محسن" الذي مثل انضمامه للمحتجين ضربة قوية لصالح انخرط في اشتباكات مع القوات الحكومية الأسبوع قبل الماضي ربما بدافع من الإحباط من أن المحادثات السياسية قوّضت دوره كثقل مرجح لميزان القوى في اليمن. وأيّا كان المنتصر فسيتعين عليه تلبية مطالب عشرات الآلاف من المحتجين الذين شلوا وسط صنعاء ويتعهدون بالبقاء في ساحة التغيير برغم إراقة الدماء إلى أن تنتهي جميع الدلائل على وجود النظام.