تبني حركة حماس لعملية حوارة ملعوبة، جاءت في الوقت المناسب لتؤكد أن حماس تقف خلف العمليات العسكرية ضد الاحتلال، وإعلان المسؤولية عن عملية حوارة جاء بعد مساعي الاحتلال لملاحقة البطل منفذ العملية بعد تأكد المعلومات التي جمعها الاحتلال عن منفذ العملية، فكان واجبا على حماس أن تعلن مسؤوليتها عن العملية حتى ترسل رسالة تطمين إلى البطل منفذ العملية، وهي تأكيد على أن حماس لا تتخلى عن أبنائها كما حدث بعد عملية الخليل، والتي اعتقل الاحتلال منفذي العملية فكان واجبا أيضا إعلان حماس عن المسؤولية عن العملية وأن منفذيها هم من عناصر القسام في الخليل.
لاحظوا أن إعلان حماس عن العملية بعد أن تأكدت أن الاحتلال بات يبحث عن منفذ عملية حوارة، ولم تعلن من لحظة العملية وجعلت الاحتلال يعيش في حالة تخبط، فليس من الحكمة أو المنطق أو قواعد السلامة الأمنية أن يتم الإعلان عن تبني العملية فور وقوعها حتى لا تعطى الاحتلال فرصة البحث في الاتجاه الصحيح وتسهل عليه سرعة الاعتقال.
كل توقعات الاحتلال تجري على أرض الواقع وهي تتوقع المزيد من العمليات والمقاومة والتجنيد، وأن من يقف خلف العمليات هي حركة حماس التي لا تخفي وقوفها خلف المقاومة في الضفة؛ لأنها تعد المقاومة شرف لها وهي ترى أيضا أن من واجبها دعم المقاومة والمقاومين حتى تصبح المقاومة تشغل كل مواطن في الضفة، وعندها لن يستطيع الاحتلال ولا أعوانه حصارها وملاحقتها والقضاء عليها لأنها مقاومة شعب، وهذا بات استراتيجية حماس في الضفة الغربية، والتي تعتبرها ساحة المواجهة الحقيقية لمواجهة الاحتلال في تزايد إجرامه وارتكابه المجازر بحق الشعب ومقدساته ومن خلال نواياه على بناء الاستيطان والاستيلاء على الأرض وطرد أهلها.
حماس باتت تفهم الاحتلال أكثر وتتعامل معه وفق هذا الفهم الأكثر وعيا، ولذلك سنجد في القريب العاجل تطورًا كبيرًا في المقاومة وتطورًا أكبر في الدفاع عن المقدسات، وهذا ما يشكل رادعًا للاحتلال ويضع حدا لإرهابه، حماس تعمل على لم الشمل والوحدة وتتجاوز الصغائر لأنها تؤمن أن الوحدة حول البندقية هي طريق التحرير، وتعمل على ذلك مع الكل الوطني وستجد منه استجابة كبيرة مع قادم الأيام.
الوحدة حول المقاومة لن يطول تحققها وستكون أسرع مما نتصور وستحقق النتائج المرجوة، عندها سيكون الاحتلال في حرج كبير ولن يجد أمامه إلا الرحيل بعد هذه السنوات من الاغتصاب للأرض والإرهاب والقتل للإنسان.