28.9°القدس
29.21°رام الله
27.75°الخليل
31.15°غزة
28.9° القدس
رام الله29.21°
الخليل27.75°
غزة31.15°
الأحد 13 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

خبر: أزمة الرواتب تضع حداً لحياة المعلم "خنفر"

أقدم الأستاذ توفيق خنفر من مخيم جنين على الانتحار شنقاً في منزله على إثر حالة من الاكتئاب سيطرت عليه عقب تقاعده قبل أكثر من عام دون أن يتقاضى أية مبالغ من مستحقاته المالية لدى السلطة. ويعيل خنفر وزوجته عايدة الأحمد خمسة أطفال، ويحمل درجة الماجستير، عمل اثنتي عشرة سنة في التدريس، قبل أن يتقاعد منذ أكثر من عام، إلا أن تأخير صرف مخصصاته المالية أدخله في حالة نفسية صعبة خلال الفترة الماضية، بسبب ظروفه المالية السيئة. وتقول زوجته إنه حصل على وعد أكثر من مرة بصرف مستحقاته هذا الشهر، إلا أنه اكتشف أن ملفه غير جاهز، ما انعكس على حالته النفسية بصورة كبيرة، وأضافت: زوجي لم ينم الليلة قبل الماضية، حيث أفقت من نومي عند الرابعة فجرا وكان ما زال في الصالون، سألته فقال لي: إنه يائس، ومحبط، ولا يقدر على النوم. تركته زوجته صباح أمس، وتوجهت للعمل، حيث حصلت على فرصة تشغيل على بند البطالة، مشيرة إلى أنه "طلب مني أن أغطيه لأنه يشعر بالبرد، وقال لي: أكتبي لي ما تريدينه من السوق. وأكدت أنه لم يحصل في البيت ما يزعجه، لكنه كان دائم التفكير بوضعه، وتأمين احتياجات البيت، وتراكم الديون عليه". ولم يخطر ببال زوجته أن يقدم على الانتحار، فعند الساعة الواحدة ظهرا، عادت من عملها وطفلها الصغير "فصدمنا المنظر-تقول- حيث كان توفيق معلقا في سقف الغرفة، وقد فارق الحياة، وتضيف: لم احتمل المنظر وصرخت، وحتى الآن أنا غير متخيلة ما جرى معه. لكنها تؤكد أن عفة زوجها، وإغلاق كل الأبواب بوجهه كانت سبباً في سيطرة الاكتئاب عليه. وعن علاقته بالبيت والأطفال قالت: كان حنوناً، وكان يفكر بتأمين الأولاد، ويحرص على مشاعرهم، وبالأمس الأول طلب مني أن أكرم بناتي في يوم التكريم في المدرسة، فبناتي من الأوائل، وموعد التكريم هذه الأيام، قال لي: "يا عايدة لا تقصري بالبنات"، وكان يتألم أنني أعمل وهو في البيت، وطوال الوقت يؤنب، ويلوم نفسه على هذا الواقع. وحملت أم محمد نظام التقاعد في سلطة رام الله بشكل عام ووزارة التربية بشكل خاص مسؤولية ما أصابها وعائلتها، بسبب المماطلة بصرف مخصصاته، فهو "لم يعد قادراً على تحمل سوء الأحوال، حيث أن أجرة البيت لم تدفع منذ سبعة أشهر، ووصل الدين علينا في الدكان أكثر من تسعة آلاف شيقل، ولا توجد أي بارقة أمل بقرب صرف مستحقاته، ولا يوجد لنا أي مصدر سوى عملي على بند التشغيل التابع لوكالة الغوث، وأقوم بتدريس أطفال في البيت، مقابل مبالغ مالية قليلة جداً بالكاد تغطي أساسيات البيت". وأكدت" زوجي طرق كل الأبواب، لم يكن يتسول، لكنه كان يسعى لدى مؤسسات السلطة للحصول على سلفة حتى تتم تسوية وضعه، وكل محاولاته باءت بالفشل".