فرنسا وألمانيا ودول الغرب عامة يتذكرون جرائم النازية الماضية والتاريخية، ولا يبصرون جرائم (إسرائيل) ذات الصبغة النازية المشاهدة والجديدة والتي تبثها وسائل الإعلام العالمية. هم يتذكرون هتلر بكراهية ورفض، ولا يريدون أن يبصرهم أحد بنتنياهو و"بن غفير" وسموتريتش مع أن المتظاهرين اليهود في تل أبيب رفعوا صورة نتنياهو على أنه هتلر الجديد.
لقد بلغ النفاق الأوروبي حدًّا لا يطاق، هم يصفون من ينتقد عنصرية اليهود بأنه نازي ومعاد للسامية، بلدية باريس العاصمة سحبت الوسام الذي منحته محمود عباس لأنه نقل من كتب أميركية وغربية أن هتلر قتل اليهود لأنهم خونة ومرابون. محمود عباس لم يقل ذلك، بل نقل من مؤلفات غربية قولهم، وناقل الكفر ليس بكافر. ألمانيا وأميركا تطالب عباس بالاعتذار عما قاله عن ربا اليهود وخيانتهم.
في البحث العلمي لا يوجد شيء اسمه اعتذار، ولكن توجد مناقشة بالدليل والحجة، وجل قضايا السياسة والتاريخ تحتمل أكثر من رأي، فلماذا يصر ساسة أوروبا على أن يكون للمحرقة رأيًا واحدًا، وسببًا واحدًا؟! لا نفاق في البحث العلمي، لأن البحث العلمي يوصف بالعلمية لأنه يبحث عن الحقيقة ويجري وراء الدليل.
أدلة البحث العلمي تؤكد وقوع المحرقة النازية، ولكنهم يختلفون فيمن احترقوا بها وفي أسباب حرقهم، فمصادر علمية عديدة تقول: إن من حُرقوا هم: يهود وعرب وغربيون. إذ أحرقوا في أفران الغاز النازية، وإن اليهود كانوا فئة من الفئات، وليس كل من أحرقتهم النازية يهود، وتقول المصادر: لقد قمعت النازية لليهود بسبب خيانتهم للدولة الألمانية، وعملهم عملاء للحلفاء، وابتزازهم السكان من خلال الربا، حيث كانوا هم سدنة المال.
من يريد منع الجريمة الجماعية، ومقاومة النزعة ضد السامية، يجدر به أن يرى ببصيرته جرائم النازية التاريخية، وكذا جرائم العنصرية الاستيطانية اليهودية في فلسطين، والقائمة على التمييز العرقي والديني.
إن عدد من قتلهم اليهود من الفلسطينيين منذ النكبة وحتى تاريخه يبلغ عدد ما قتلهم هتلر من اليهود، إن القتل المتدرج كالقتل غير المتدرج في النتائج. هذا قتل وذاك قتل، والفارق أن الفلسطيني يقتل لأنه يدافع عن وطنه، واليهودي قتل لأنه خان الدولة الألمانية وعمل عميلًا لبريطانيا وفرنسا في أثناء الحرب.