11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.4°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.4°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: انتهت الرهانات وسقطت الأقنعة

انتهت الزفة ورقص الراقصون رغم أن ما حدث هو طلب يد، أو خطب ود، والأمر منظور أمام مجلس العائلة التي يتحكم فيها الجد الكبير وقد يقبل الطلب أو يرفض وهذا يعني أننا سنشاهد زفة جديدة ورقصات من نوع آخر تعتمد على طريقة الرد على قبول أو رفض الطلب علما أن كبير العائلة عبر عن موقفه بوضوح أنه يرفض الطلب ولا يرغب بهذه الطريقة في الزواج. انتهت الهيصة و( الظيطة ) وجلسنا خلف الحيطان ننتظر الرد، وبقي الكل على موقفه دون أن يتقدم طرف من الآخر في محاولة لفهمه، هناك صواب وخطأ والمواقف تبقى تراوح بين الصواب والخطأ وتقترب منهما بنسب مختلفة، فلماذا لا نقف نجمع نقاط الصواب ونضعها بين أيدينا لنشكلها بالطريقة التي تحقق مصالحنا، ونلقي بنقاط الخلاف جانبا قد نحتاج إليها أحيانا لتبيان المواقف ومدى صوابيتها. المواقف السياسية ليست قطعية وتختلف عن النصوص الشرعية قطعية الدلالة غير القابلة للنقاش أو وجهات النظر، لذلك هي لا تقبل الاتفاق والخلاف وعلينا أن نأخذها كما هي، أما في السياسة فالاتفاق والخلاف وارد وهو يعتمد على الاجتهاد والفهم وفق الخلفيات السياسية والتاريخية والاجتماعية، ولكن هل يصعب علينا أن نتفق؟، صحيح أننا اتفقنا أحيانا واختلفنا أحيانا كثيرة لنقص الإرادة ولا زلنا مختلفين، وإلا لماذا هذا الانقسام؟. أما آن الأوان أن نضع قناعتنا الخاصة جانبا ونجلس للنظر إليها من منظور مجرد حيادي بنظرة جماعية نقدية تقييمية نخلص في نهايتها بموقف جامع نحدد من خلاله استراتيجيتنا في المرحلة القادمة، أدرك أن المسألة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة، وهي ممكنة لأننا اعتقد أننا متفقون على أننا لازلنا في مرحلة تحرر المتفقين منا والمختلفين، ولكننا بحاجة إلى إرادة خالصة بعيدة عن الذات وبعيدة عن بطانة السوء وتسقط من حساباتها مواقف الآخرين الذين لا تعنيهم القضية بقدر ما يعنيهم مصالحهم الخاصة وكيفية تحقيقها حتى لو كان على حساب حقوق الشعوب وقضاياها المصيرية. انتهت الرهانات ونعتقد أن الأقنعة سقطت عن الوجوه، وتبين الخبيث من الطيب، واتضحت المواقف حقيقها ومزيفها، وجربنا كل الطرق إلا طريقاً واحداً هو طريق الوحدة، طريق الشعب، طريق الشراكة السياسية، الشراكة في صنع القرار طالما أننا شركاء في المصير، عصر التفرد والدكتاتورية وسياسة لا أريكم إلا ما أرى فشلت، لماذا لا نجرب الطريق الثاني ونعود مرة أخرى إلى عقولنا وندرس خياراتنا على أساس حقوقنا وثوابتنا ونعيد للشعب دوره. وأنا هنا أدعو القيادات الفلسطينية جميعا كبيرها وصغيرها أن تتخذ خطوة واحدة موحدة ويبحثون عن مكان بعيد كل البعد عن التيارات والتأثيرات والضغوطات، ينقطعون في اللقاء عن العالم ويتركون عنهم كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي ولا يقعون إلا تحت تأثير اللحظة التاريخية التي تفرضها عليهم حقيقة القضية بعيدا عن التهوين والتهويل لدراسة كل الاحتمالات والخيارات وأظن غير مبالغ لو فعلوا ذلك لتمكنوا من التوصل إلى استراتيجية موحدة يطالب بها الجميع بعيدة عن الشخصنة، والمواقف المسبقة، مبنية على الحقوق والثوابت والمصلحة العامة، ومن ثم يخرجون بعد الاتفاق جميعا ليعلنوا أنهم اتفقوا على هذه الاستراتيجية عندها لن يختلف أحد معها وسيقبل بها الشعب الفلسطيني وسيؤيدها ويدافع عنها لأن هذه القوى هي من اختارها الشعب. قد يرى البعض استحالة تنفيذ الطلب، وأنا أقول لا يوجد مستحيل، نحن لم نجرب مثل هذه الخطوة، فهل لو جربناها سنخسر شيئا، إن لم نتفق أليس من الممكن أن تفتح هذه الخطوة أمام الجميع أفقاً جديدة؟. نحن بحاجة إلى إرادة، تلقي عن كاهلها الماضي وتفتح صفحة جديدة تبدأ من نهاية سبتمبر الحالي، نطوي فيها الماضي بكل سلبياته وخلافاته ومناكفاته، وننطلق في عملنا فاتحين صفحة بيضاء نخط فيها بإرادتنا الخالصة والجادة طريقا جديدا نحو تحقيق الحقوق، عندها نفرض هذه الإرادة على الجميع وسيحترمنا إخواننا العرب والمسلمون وأحرار العالم وسيدعموننا في وحدتنا وسيقدمون ما يمكن دون خوف أو وجل، فهل نجرب جديدا أم نبق حبيسي ماض لم يعطنا شيئا ولم يوصلنا إلى حل