نال الباحث ماهر الريشة، شهادة الماجستير في التنمية والعلوم السياسية من جامعة النجاح الوطنية بنابلس بعد تقديمه لدراسة هي الأولى من نوعها في فلسطين، بعنوان "نحو علم افتراق اجتماعي سياسي عربي كمؤثّر في التخطيط السياسي" (مُقاربة نظريّة). الدراسة التي أشرف عليها الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، حاولت إعادة قراءة وتحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية السياسية العربية التي تتشابه في بعضها بالظواهر الاجتماعية السياسية العالمية، ولكنها تفترق عنها فيما تتميّز بها من خصائص ومواصفات تجعلها متفرّدة عن غيرها، بحيث يصعب تطبيق واعتماد الطرق التقليدية المتعارف عليها عالميّا في دراستها وتحليلها وتشخيصها والتنبؤ بمستقبلها. وتقترح الدراسةُ إعادةَ القراءة هذه باستخدام علمٍ يسعى الباحث للمساهمة في تأصيله وتكريسه ضمن العلوم الاجتماعية والإنسانية القائمة وبيان علاقته وتأثيره في التخطيط السياسي. وهذا العلمُ المُستحدثُ يمكن أن يُطلقَ عليه (علمُ الافتراقِ الاجتماعي السياسي العربي) كمعادل أو نقيض موضوعي لِـ (علم الاجتماع السياسي) القائم، الذي يرى الباحث أنه على أهميته ودوره في تشخيص وفهم الظاهرة السياسية الاجتماعية العربية، إلا أنه ما زال قاصراً عن مجاراتها وفهم تداعياتها والتنبؤ بمستقبلها، وما عاد قادراً على فهمها بالتعقيد والخاصية اللتين هما عليها منذ زمن ليس بقليل. وقد عرّفت الدراسةُ علمَ الافتراقِ الاجتماعي السياسي العربي بأنه "العلم الذي يسعى لشرح أو تحليل أو توضيح أو بيان أو استقراء أو استقصاء أو فهم أو استيعاب الظاهرة السياسية العربية ببعدها الاجتماعي، معتمداً في ذلك على أُسس مختلفة عن علم الاجتماع السياسي الغربي في القراءة والتحليل والتقييم والتنبّؤ، ومتميّزاً عن الطرق التقليدية الغربية دون أن ينفصل عنها". وانطلقت الدراسة من فرضية مؤدّاها أنّ الظاهرة الاجتماعية العربية ببعدها السياسي ظاهرة فريدة وخاصّة ومتميزة، بحيث بات يصعب على العلوم الاجتماعية والسياسية القائمة تفسيرها بالطرق التقليدية المستندة إلى العلوم الاجتماعية السياسية الغربية، نظراً إلى أنّ هذه الدراسات تعتمد على الفكر والمنهجية الغربية التي لا تُراعي الخصوصية العربية، بل إنها تسعى لتنميطها والحكم مسبقاً عليها وإسقاط دلالات واستنتاجات عليها قد تكون غيرَ واقعيّة ومتحيّزة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.