13.57°القدس
13.26°رام الله
12.19°الخليل
18.87°غزة
13.57° القدس
رام الله13.26°
الخليل12.19°
غزة18.87°
الخميس 21 نوفمبر 2024
4.75جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.74

"زيادة لافتة"..

ما أسباب كثرة الزلازل في القشرة الأرضية؟

تسببت الهزات الأرضية المتتالية في الآونة الأخيرة بالعالم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحالة من القلق والهلع الواضحَين بين سكان المنطقة، وأدت تلك الحوادث إلى تساؤلات حول تكرارها بشكل كبير.

ومع حدوث الزلزال المدمر في المغرب وقبله الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا، (6 فبراير 2023) وما تبعه من هزات أرضية في عُمان وإيران وغيرهما من الدول، تزايدت التوقعات بتكراره بالقوة ذاتها خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة استمرار تحرك وانزلاق القشرة الأرضية في شمال أفريقيا نحو جنوب غربي أوروبا وجزء من آسيا.

وتُعرف الزلازل بأنها هزات عنيفة في القشرة الأرضية ناتجة عن تفريغ كمية كبيرة من الطاقة في باطن الأرض، وترجح كثير من الدراسات أن الزلازل هي أسوأ الكوارث الطبيعية. لكن ما سبب كثرتها مؤخراً؟

زلزال مدمرة

مساء الجمعة (8 سبتمبر 2023) ضرب زلزالٌ جنوب غربي مراكش، وبلغت شدته سبع درجات على مقياس ريختر، وخلَّف حتى الآن 822 قتيلاً و672 مصاباً، منهم 205 في حالة خطيرة، وفق التلفزيون الرسمي المغربي.

بدورها قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزال المغرب وقع على عمق 18.5 كيلومتر ومركزه جبال الأطلس، كاشفةً أنه لم تحدث زلازل من هذا المستوى في نطاق 500 كيلومتر من زلزال المغرب منذ عام 1900.

وكان رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي قال إن الزلزال الذي ضرب المغرب "هو الأعنف منذ قرن".

وقبل 7 أشهر وتحديداً في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال قوي تركيا وسوريا بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، مخلفاً عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ودماراً هائلاً طال آلاف المنازل.

وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن الزلزال الأخير يعتبر أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ زلزال عام 1939، أي قبل أكثر من 80 عاماً.

وخلّف الزلزال الذي ضرب تركيا، أكثر من 50 ألف قتيل وفق السلطات المختصة، في تركيا وسوريا (مناطق النظام والمعارضة).

كما شهدت المنطقة عدداً من الزلازل القوية، أبرزها في تركيا مجدداً يوم 20 فبراير، حيث شهدت زلزالين؛ الأول في هاتاي بقوة 6.4 على مقياس ريختر في منطقة ديفني، والثاني بقوة 5.8 بمنطقة سمنداغ.

وفي 21 فبراير أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تسجيل زلزال بقوة 5.3 درجات على مقياس ريختر شمال غربي بندر عباس في إيران.

كما ضرب زلزال بقوة 4.1 درجات على مقياس ريختر، يوم 19 فبراير، مدينة الدقم العمانية على بحر العرب.

توابع زلزال تركيا

وسبق توقع مشرف مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود في السعودية د. عبد الله العمري، أن توابع زلزال تركيا الكبير الذي وقع في 6 فبراير، قد تتأثر بها عدة مواقع تصل للبحر الأحمر حتى رأس الشيخ حميد على الساحل الغربي للمملكة وعدة دول أخرى.

جاء ذلك في لقاء على قناة "الإخبارية" السعودية، أوضح فيه أن هناك "ما يسمى بالصدع النشط أو صدع البحر الميت، والذي يمتد من جنوبي خليج العقبة (من رأس الشيخ حميد)، مروراً بالأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا ثم ينحرف شرقاً- وهنا المنطقة التي حدث فيها الزلزال- ثم يمتد إلى العراق وإيران".

وبيّن أن حدوث الزلازل في أي جزء من هذا الصدع تتأثر به كل المنطقة التي تقع عليه على امتداد الحزام الذي يبلغ طوله ألف كيلو متر، "حيث من المتوقع رصد توابع هذه الحادثة بعد يومين إلى ثلاثة أيام، وستكون أقل قوة، كما ليس من الضرورة أن يشعر بها الأشخاص، لكن سوف تظهر على المراصد بقوة قد تصل لثلاث درجات ونصف".

ثلاثة أحزمة

يشير المعهد الجيولوجي البريطاني، وكذلك المعهد الأمريكي، إلى ثلاثة أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبرزها منطقة تسمى"الحزام الناري" أو "حلقة النار" (Ring of Fire) على حافة المحيط الهادئ، وتحدث فيها أكثر من 80٪ من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة.

ويمتد هذا الحزام من تشيلي شمالاً على طول ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الجنوبية إلى المكسيك في أمريكا الشمالية، مروراً بالساحل الغربي للولايات المتحدة، إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا، ويمتد ليشمل جزر ألوتيان في المحيط الهادئ، واليابان، والفلبين، وغينيا الجديدة، وجزر جنوب غرب المحيط الهادئ ونيوزيلندا، بحسب "وورلد أتلس".

أما الحزام الثاني فهو "الألبي"، ويقع في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر من جاوة وسومطرة نحو المحيط الأطلسي عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ويعبر جبال الهيمالايا، وجبال إيران، والقوقاز، والأناضول، والبحر الأبيض المتوسط.

الحزام الثالث، هو حزام منتصف الأطلسي ويحدث تحت الماء وبعيداً عن الأماكن الحضرية، لكن أيسلندا التي تقع مباشرة فوق منتصف المحيط الأطلسي تعرضت لزلازل كبيرة بلغت درجتها أكثر من 6.9 درجات.

والدول الخمس الأكثر عرضة للزلازل في العالم هي: الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان، وفق "وورلد أتلس"، فيما تبقى الخامسة والثانية من أكثر دول العالم بالنسبة لعدد الزلازل، أما الثلاثة الباقية فتعتبر من أكثر دول العالم تسجيلاً لزلازل كارثية.

كيف تجري؟ وهل يمكن التخمين؟

أستاذ علم الجيولوجيا الدكتور عبد السميع بهبهاني، يؤكد أن فلسفة حركة الزلازل من المنظور الجيولوجي البحت عبارة عن حركة صفائح قشرة الأرض فوق اللب الشمعي للأرض (Mantle).

ويضيف، في حديثه: "هناك خرائط رسمت لمواقع الزلازل واحتمالات حدوثها على المدى البعيد حسب خرائط حركة الصفائح الأرضية، وقد قيس فيها مركز عمق الزلازل، وتسمى بالبؤر الزلزالية، ويتراوح بين 50 و400 كم تحت الأرض".

ويوضح الأمر بالقول: "فمثلاً خط زلزال جبال زاغروس الإيرانية الممتد إلى جبال تركيا الشرقية بالقرب منه مدينة كرمانشاه الإيرانية، عمق بؤرة الزلزال فيها 50 كم، وقوة زلزالها تصل إلى 7 رختر، وتتأثر المناطق التي تبتعد عن سلسلة الجبال مسافة 400 إلى 500 كم بتأثرها بعمق الزلزال، فيتراوح بين ثلاث درجات وخمس على مقياس رختر لأنها تعتبر من المواقع المستقرة وذلك لسماكة الطبقات الرملية".

ويتابع: "وهذا يحدث في الصحاري عادة في منطقة الخليج المستقرة من الزلازل، وفي المنطقة العربية الصفيحة العربية الصغرى (Arabian micro Plat)".

ويتحدث عن جيولوجيا حركة الزلازل في منطقة جبال شرق تركيا، ويؤكد أنها "عبارة عن اصطدام صفيحة أفريقيا ومن ثم الصفيحة العربية بصفيحة قارة أوروبا، قبل 25 مليون سنة في عصر المايوسين، وبدأ من عصر البلايوسين إلى الآن؛ ما يعني 20 مليون سنة".

ويوضح أن "تباعد أفريقيا عن قارة أوروبا بانفتاح واتساع، نتيجة الاصطدام، وكردة فعل من هذا الاصطدام تكون الزلزال الذي حدث في تركيا، ويبدو أن بؤرته أعمق من 100 كم تحت الأرض لارتفاع مقياسه أكثر من 8 درجات".

ويتابع: "فحركة الصفائح الأرضية هي بالأساس مصدر الزلازل والبراكين، وهي نشطة في جبال تركيا الشرقية نتيجة بداية انفصال الصفيحة العربية عن القارة الأوروبية التي على أطرافها تركيا، وهي المتأثر الأول في هذه الحركة".

وأضاف بهبهاني: "هناك زلازل تحدث نتيجة الأنشطة البشرية في القشرة الأرضية سواء كانت القنابل التي كثرت، فكل 5 دقائق تنفجر قنبلة في القشرة الأرضية، وشرها تجارب القنابل النووية التي تجرى في أعماق القشرة الأرضية، هذه الأعماق تسبب تصدعات كبيرة؛ ما يجعلها عرضة لأن تنشط هذه التصدعات وتحدث الزلازل".

ويستطرد بالقول عن آثار القنابل: "فهي مصطنعة بشرياً وخطرة، حيث إنها تحول طبقات القشرة الأرضية الهشة إلى ما يسمى "سيولة الرمال"، فتغطس فيها المباني خاصة العالية، فالهزات في الطبقات العليا تكون عادة أكبر من الطبقات السفلى في الهزات الأرضية".

ويتحدث عن سبب آخر للزلازل وهو النشاطات وحفر الآبار النفطية؛ سواء كانت عن طريق تكسير الطبقات أو عن طريق اصطدام الحفارة بتصدعات القشرة الأرضية نتيجة الحفر.

وحول تخمين متى يتحرك الصدع الأرضي أو الزلزال، ما زالت الأبحاث في بداياتها رغم دقة قياسها من مسافات بعيدة عن طريق حساسية الأجهزة، أما تطور التخمين أو التقريب قبل الزلزال ومتى يحدث فهذا من المنظور العلمي لم يحسم، وفق بهبهاني.

وكالات