مع انتقال الأم برضيعها من مرحلة الرضاعة الطبيعية الكاملة، إلى مرحلة إدخال الطعام التكميلي، وهو الطعام الخارجي للطفل الرضيع، تبدأ الأم في تقديم بعض الوجبات المقترَحة، والتي تحتوي على البروتين؛ لأنه أساس تكوين وبناء الجسم.. ومن الأصناف التي تحتوي على البروتين النباتي: العدس، ويُعرف عند العامة بأنه لحم الفقير، بسبب ارتفاع مستواه من البروتين والحديد مثل اللحم، الذي لا يطيق الحصول عليه سوى الأغنياء:
الفوائد الغذائية للعدس للرضع
يعَد العدس، وهو نوع من البقوليات المنتشرة حول العالم، من أغنى مصادر البروتين النباتي، يساعد في بناء جسم الطفل، وبديلاً مهماً للبروتين الحيواني، ويعَد البديل الأول بسبب تشابه القيمة الغذائية بينهما بدرجة كبيرة.
والعدس نوع من البقوليات التي تُزرع وتشتهر في أغلب دول العالم، وأكبر الدول بالإنتاج: كندا والهند وأستراليا وتركيا.. ويعود أصله إلى دول الشرق غالباً.
ويعود أصل العدس إلى أكثر من ثلاثة عشر ألفاً من السنين، ويعَد موقع تل الكرخ في محافظة إدلب في سوريا، هو أقدم موقع اكتشفت فيه بذور مزروعة للعدس.
وقد اختارت مجلة الصحة العالمية العدس على أنه واحد من أهم خمسة مأكولات صحية حول العالم.
ويمتاز العدس بكل أنواعه، بأنه غني بعنصر الحديد؛ مما يعمل على زيادة معدله عند الأطفال وحمايتهم من الإصابة بالأنيميا.
ويعَد العدس مصدراً جيداً للكالسيوم، وهو ضروري لنموّ عظام وأسنان الأطفال، وخاصة في مرحلة التسنين؛ حيث يحتوي العدس المطبوخ على حوالي 19 مجم من الكالسيوم لكل 100 جرام منه.
ويعَد كذلك من أهم الأغذية التي تقوّي مناعة الطفل وتعززها؛ خصوصاً في فصل الشتاء مع انتشار الرشح والبرد والأنفلونزا، وحيث يحتوي العدس على مادة البوليفينول التي تساعد في تعزيز المناعة والصحة بشكل عام.
ويحتوي على نسبة جيدة من الألياف، التي تقي الأطفال من الإمساك، وتتراوح نسبة الألياف حسب نوع العدس ولونه؛ حيث يحتوي نصف كوب من العدس على ما يقرب من ثمانية جرامات من الألياف الصحية.
ويحتوي العدس على فيتامين «ب» بأنواعه، وكذلك حمض الفوليك؛ بل يُعتبر مصدراً هاماً لحمض الفوليك، إلى حد أنه يمكن أن يكون بديلاً عن استخدامه كمكمل غذائي.
طرق تقديم العدس للأطفال الرضع
من الممكن أن تبدأ الأم بتقديم العدس للطفل ابتداءً من نهاية الشهر السادس من عمره.
ويمكن أن تقوم الأم بسلق كوب من العدس، أيّاً كان نوعه، مع ثمرة من الكوسا بعد تقشيرها وتقطيعها، وتُترك حتى تهرس تماماً ويتم نضجها.
ويمكن التأكد من أنها قد هُرست جيداً بوضعها في الخلاط ويضاف لها ملعقة من زيت الزيتون؛ لرفع قيمتها الغذائية، وتقدَّم للطفل.
ويمكن للأم أن تقوم بإضافة الجزر وقِطع مكعبات البطاطا؛ لتحسين الطعم وزيادة القيمة الغذائية للوجبة، التي يمكن تقديمها خلال النهار إلى جانب الرضاعة الطبيعية.
محاذير تقديم العدس للرضع
يفضَّل تقديم العدس الأحمر للأطفال الرُضّع بعد الشهر السادس، وذلك لأنه يُعتبر من أقل أنواع العدس احتواء على الألياف، وحيث إن زيادة نسبة الألياف في طعام الرضيع، قد تؤدي إلى تكاثر الغازات وحدوث المغص والانتفاخات لديه.
ويفضَّل عدم تقديم العدس المعلب للأطفال؛ لأنه يحتوي على مواد حافظة تُضرّ صحة الطفل، ويفضَّل شراء العدس على شكل حبوب كنوع من البقوليات، ويتم نقعه وسلقه وطهيه بعدة طرق، وحسب رغبة الأم، وتقديمه للطفل الرضيع.
ويجب التأكد من عدم وجود حساسية لدى الطفل من العدس، وذلك عن طريق تقديمه له بكمية صغيرة ومن دون إضافات، والانتظار لمدة ثلاثة أيام، ومراقبة أيّة أعراض غريبة قد تظهر على الطفل الرضيع.