14.75°القدس
14.56°رام الله
13.86°الخليل
19.37°غزة
14.75° القدس
رام الله14.56°
الخليل13.86°
غزة19.37°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

طوفان الأقصى.. تقدير الموقف لليوم الأربعاء

عبد الله أمين – الخبير الأمني والاستراتيجي

الموقف:

لا زال العدو منذ صباح أمس وساعات الليل، وحتى صباح هذا اليوم يستخدم كثافة نارية عالية ضد أهداف داخل قطاع غزة، مركزاً قصفه على المناطق الغربية ـ العطاطرة، السودانية، السلاطين، بيت لاهيا ـ، كما أنه ينقل جهوده النارية إلى أكثر من بقعة جغرافية في القطاع، من بيت حانون شمال شرق، تل الزعتر، جبل الريس، جباليا، التفاح والشجاعية، وغيرها من المناطق، حيث يطال قصف العدو مناطق من شاطئ غزة شمالاً حيث المساحات الخالية في شمال العطاطرة، وجنوب مدينة غزة.

هذا وقد بدأ العدو الطلب من سكان بعض المناطق مغادرتها وإخلائها، الأمر الذي دفع المقاومة وعلى لسان الناطق باسمها تحذير العدو بأنها سوف تقوم بصلي مدينة عسقلان بالصواريخ وتهجير أهلها إذا لم يتوقف عن قصف المدنيين وتهجيرهم من مساكنهم، وقد شهدت منطقة العمليات هدوءً نسبياً من قبل المقاومة، لتعاود المقاومة دك مدن فلسطين المحتلة بالصواريخ، وضرب مغتصبات غلاف غزة برشقات الهاون والمدفعية.

وقد دفع العدو بضباط كبار من خارج ملاك فرقة غزة ـ ثلاثة ضباط ـ لإدارة العمليات مع مرتبات جيشه العاملة في منطقة العمليات، تعزيزاً لفرقة غزة بالخبرات ورفدها بدماء جديدة بعد خسارتها معظم ضباطها وجنودها وانهيارها بشكل شبه كامل.

هذا وقد استمرت مدن الضفة الغربية بالاحتكاك مع العدو والاشتباك معه في أكثر من مكان، حيث تعرض المجاهدون هناك للعدو في أكثر من نقطة وحاجز معادي، كما سُجل ارتقاء شهداء في عمليات الاحتكاك تلك، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العدو حوّل الضفة الغربية إلى ثكنة عسكرية، مستهدفاً كل ما يشك في وضعه الأمني أو يشعر أنه يشكل تهديداً عليه. كما قامت المقاومة الإسلامية في لبنان ـ حزب الله ـ بضرب ـ س 1735 ـ ناقلة جنود وتدميها في منطقة " أفوفيم " رداً على استشهاد ثلاثة من عناصرها في عملية الظهيرة مساء 09 10 2023.

ثم عاودت المقاومة الإسلامية قصف مغتصبات الجليل برشقة من 12 صاروخ، صدر على إثرها بيان باسم حركة المقاومة الإسلامية " حماس " يتبنى هذه العملية.

هذا وقد زاد عداد قتلى العدو ليصل إلى ما يقارب 1200 قتيل وما يزيد عن 3000 جريح، فضلاً عما يقارب 150 أسير ومفقود.

كما بلغ عدد من ارتقى من شهداء شعبنا إلى ما يقارب الـ 1000 شهيد.

هذا وقد برزت في 24 ساعة الماضية المواقف الآتية:

استمرار العدو باستقدام وحشد قوات مدرعة في غلاف غزة.

بناء جدار حديدي من الآليات المنتشرة على طول غلاف غزة لمنع عمليات التسلل إلى مغتصبات غلاف غزة.

في الساعة 16:00 تقريباً أنذرت حركة حماس ممثلة بكتائب عزالدين القسام العدو بالتوقف عن تهجير المدنيين من بيوتهم، وإلّا فأنها ستصلي مدينة عسقلان بالصواريخ وتجبر أهلها على الرحيل، ثم تنتقل إلى مدن أخرى لتهجّر أهلها.

في الساعة 16:00 ألقى قائد تنظيم " أنصار الله " اليمني "عبد الملك بدر الدين الحوثي " خطاباً، شرح رؤيتهم لما يدور في غزة، مذكراً أنهم يتابعون وينسقون مواقفهم مع محور المقاومة، وأنهم على استعداد كامل لاستخدام قدراتهم الصاروخية والمسيّرات لضرب أهدافاً في العمق الفلسطيني، إذا ما تدخل العدو الأمريكي في هذه المعركة، أو تم تجاوز الخطوط الحمر المتفاهم عليها بين مكونات " محور المقاومة ".

كما ذكّر قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد "علي خامنائي" في حفل تخريج دفعة ضباط من كلية "الإمام علي " العسكرية، ذكّر بموقفهم مما يدور في غزة، وأن الجمهورية تقف خلف المقاومة، وأن ما نشهده هناك من فعل هو صنيعة أيدي الفلسطينيين لا غير.

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن استشهاد القياديين " زكريا معمر و"جواد أبو شمالة " نتيجة للقصف المعادي.

في الساعة 17:30 استهدفت ناقلة جنود معادية في منطقة "أفوفيم" بصاروخين مضادين للدروع، حيث أعلن حزب الله مسؤوليته عن هذه العملية، وقد أوعز العدو بعد هذه العملية لسكان مغتصبة المطلة بمغادرتها والخروج منها.

في الساعة 21:30 خرج الرئيس الأمريكي في لقاء صحفي، تبعه بعد ذلك مستشار الأمن القومي الأمريكي، حيث أوضح الطرفان موقفهما مما يجري في المنطقة عموماً وغزة خصوصاً، مجددين وقوفهم إلى جانب العدو الإسرائيلي، واستعدادهم لتلبية ما يحتاجه من أمور، وتجديد مخزونه من صواريخ القبة الحديدية، مشيرين إلى أن تحريك القطع البحرية في منطقة البحر المتوسط قبالة سواحل فلسطين ليس الهدف منه حماس، وإنما منعاً للتصعيد في الموقف، كما أبدى مستشار الأمن القومي الأمريكي " جاك سولفان " استغراب الإدارة الأمريكية، وأجهزتها المختصة من عدم تنبه العدو وانتباهه للضربة التي وجهتها له كتائب عز الدين القسام، وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

كما تم في ساعات المساء ـ س 2200 تقريباً ـ الإعلان عن إطلاق قذائف مدفعية من منطقة الجولان السوري باتجاه مغتصبات " رمات مغشيميم ".

في تمام الساعة 22:25 وجه السيد " خالد مشعل " رئيس إقليم الخارج في حركة حماس نداءً للأمة الإسلامية لتهب لنجدة غزة، وقد ركز طلبه على الشارع الأردني، خاصة عشائره، لتخرج في مسيرات باتجاه الحدود.

أعلن عن لقاء ليلي بين زعيم المعارضة الإسرائيلية " بني غانتس " ورئيس حكومة الاحتلال " نتنياهو " لبحث موضع تشكيل حكومة طوارئ وطنية، ثم عاودت وسائل الإعلان وذكرت أن اللقاء لم يتم عقده.

التحليل:

لقد حاول العدو تمالك نفسه، واستيعاب الضربة الأولى وامتصاص آثارها العسكرية، وسيطر على الموقف القتالي في بعض مناطق المغتصبات، وأصبحت ناره الجوية والمدفعية تخدم مناورته البرية، كما رمم جهازه الدفاعي، وحد من عمليات التسلل إلى داخل مغتصبات غلاف غزة، وركز قصفه على مدن ومخيمات القطاع، في عمليات قتل وهدم ممنهج، الهدف منه الضغط على حاضنة المقاومة.

كما أن المقاومة ما زالت تمارس عمليات التسلل إلى بعض مغتصبات العدو، وتشتبك معه بالنار القريبة، أو بالقصف البعيد عبر مختلف صنوف المدفعية.

كما أن تركيز العدو قصفه على بعض المناطق ـ شمال العطاطرة، شرق جباليا، تل الزعتر، جبل الريس ـ كلها عمليات الهدف منها ( تنظيف ) الجغرافيا ومحاولة الوصول لها، واحتلالها من أجل عمل رؤوس جسور داخل منطقة العمليات، ونقل الجهد القتالي القريب إلى داخل جغرافيا المقاومة، بهدف الضغط عليها، وقطع تواصلها مع من تبقى من قواتها في المحاور المتقدمة، كما أن وصوله إلى بعض هذه الجغرافيات ـ تل الزعتر، الريس ـ سوف تسقط مساحات جغرافية كبيرة من مناطق شرق قطاع غزة، خصوصاً مناطق جباليا و التفاح، وتحيل الدفاع عنها أمام أي تقدم بري أمراً صعباً ومكلفاً جداً، وتمكنه ـ العدو ـ من حشد قدرات قتالية قادرة على بدء عمل بري ـ ولو جزئي ـ يطوره العدو بناء على تطور الموقف الميداني. أما فيما يخص المواقف الأمريكية؛ فالهدف منها ضمان بقاء المعركة محصورة بين المقاومة الفلسطينية في غزة، والعدو الإسرائيلي، وعدم تمددها إلى خارج المنطقة، لما ذلك من تداعيات استراتيجية كبيرة على كامل المشهد الإقليمي والدولي.

التقدير:

نعتقد أن العدو سوف يزيد من ضغطه على الجبهة الداخلية للمقاومة، بقصفها وتدمير ما يستطيع من أهداف، وإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية في أصول المقاومة الاستراتيجية، كما أنه سوف يبقى يستخدم ورقة المدنيين للضغط على صانع القرار في المقاومة لإرباكه وسلبه التوازن وميزة التفكير المنظم المطلوب لإدارة المعركة، بهدف دفع الموقف إلى نهايات تساعده ـ العدو ـ على استثمار النتائج الميدانية في المفاوضات السياسية. وكما نعتقد أن العدو سوف يحاول أن يركز زخم عملياته البرية ونار قواعده الجوية والبرية للضغط على الحواف الأمامية لمناطق القتال في شرق غزة، مركزاً جهده القتالي للوصول إلى مناطق استراتيجية حاكمة ـ تل الزعتر، جبل الريس ـ تمكنه من السيطرة على مساحات جغرافية كبيرة من قطاع غزة، كما سيحاول بناء رؤوس جسور لعمل بري في مناطق شمال غرب غزة ـ العطاطرة السودانية ـ أو شمال شرقها ـ بيت حانون. كما لا يجب إغفال الحافة الغربية لمدنية غزة، حيث الشاطئ مفتوح ويمكن التقرب منه والإبرار المعادي عليه، خاصة إذا ما تم تأمين غطاء ناري بحري للقوة المعادية المتقدمة، الأمر ـ الغطاء النار ـ يمكن توفيره دون عناء. إن نجاح العدو بعمليات إبرار ساحلية؛ حتى لو كان جهداً ثانوياً أو خداعياً، سوف تُجبر المقاومة عندها على دفع بجزء من قواتها لصد عمليات الإبرار تلك، في موقف قتالي هي ـ المقاومة ـ باشد الحاجة لحشد قدراتها النارية والبشرية لصد أي تقدم معادي من الشرق، كون التقدم شرق القطاع هو الذي سوف يكون جهد العمليات المعادية الرئيسية، وهو من سيضع شكل نهايات هذه المعركة.

التوصيات:

مزيداً من بذل الجهد في المحافظة على أصول المقاومة البشرية والمادية.

التنبه للجهود الخداعية أو الثانوية المعادية، وعدم صرف طاقات كبيرة في التصدي لها.

منع العدو تحقيق خرق أو تقدم باتجاه تل الزعتر أو الريس لما لاحتلال هاتين العارضتين من آثار على سير المعارك وإدارتها.

منع العدو من عمل رؤوس جسور في المناطق الخالية القريبة من مدن أو مخيمات يمكن فصلها أو عزلها عن باقي جغرافيا منطقة العمليات، لما لهذا الفصل من آثار مدمرة على نهايات المعركة ونتائجها.

تسليح الأرض في المناطق المتوقع تحولها إلى نقاط ارتكاز لعمليات برية ـ العطاطرة، شرق جباليا، شمال شرق بيت حانون، شرق التفاح بالتجاه مصنع البيبسي.

التحوط من أي عمليات إنزال جوي على شارع صلاح الدين، خاصة غرب "التفاح "، كونه يمثل مؤشر تعبوي على نية فصل ومحاصرة منطقة " التفاح " عن باقي القطاع وأخذها كرهينة بمن فيها، وما فيها.

تخصيص قدرات مناسبة للتعامل مع عمليات الإبرار على سواحل غزة، ومنع العدو من إشغال المقاومة في هذه المحاور الثانوية.

مزيداً من الاشتباك مع العدو في مناطق محافظات غزة الوسطى والجنوب، لتخفيف الضغط عن مناطق الشمال ومدينة غزة وجوارها.

بحث إمكانية وجدوى زيادة الضغط العسكري على العدو من الخارج، خاصة من جبهة الجنوب اللبناني، لتحقيق آثار تعبوية وليست معنوية على الموقف القتالي في غزة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: فلسطين الآن