في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وفي متابعة للأوضاع المأساوية الماضية في التدهور، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ عدد النازحين الذين هُجّروا من بيوتهم في مختلف أنحاء القطاع بلغ 1.6 مليون فلسطيني.
وبيّنت وكالة أونروا، في الإطار نفسه، أنّ نحو 830 ألف نازح يمكثون حالياً في 154 منشأة تابعة لها، تتوزّع في كلّ محافظات قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك شمالي القطاع.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد وجّه، مذ بدأ عدوانه غير المسبوق، أوامر متتالية إلى سكان الشمال للتوجّه جنوباً، مدّعياً أنّه "آمن". لكنّ القصف الإسرائيلي الذي يستهدف المناطق الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة وعدد الضحايا هناك يبيّنان زيف ادّعاءات الاحتلال الذي لا يهدف إلا إلى تهجير الفلسطينيين، في مخطّط يراه كثيرون أشبه بـ"نكبة" جديدة.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يُطبق الاحتلال حصاره على قطاع غزة، وقد منع عنه وعن أهله الدواء والمياه والغذاء والكهرباء والوقود. وبعد فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، والسماح بدخول شحنات مساعدات متواضعة جداً إلى الفلسطينيين المحاصرين، أبقى الاحتلال على حرمان القطاع من الوقود.
ويُعَدّ الوقود من الأساسيات اليوم، خصوصاً في سياق تنفيذ العمليات الإغاثية، بما في ذلك إدخال المساعدات إلى القطاع من معبر رفح. كذلك، فإنّ الوقود لازم من أجل تشغيل مولّدات الكهرباء في المستشفيات وفي محطات تحاية المياه وفي محطات معالجة مياه الصرف الصحي وغير ذلك.
وفي هذا الإطار، أفادت وكالة أونروا بأنّها في حاجة إلى "160 ألف ليتر من الوقود يومياً من أجل العمليات الإنسانية الأساسية" التي تنفّذها في قطاع غزة، والتي تتعطّل تباعاً.
ولليوم الثاني على التوالي، لن تُسلَّم اليوم الجمعة أيّ شحنات مساعدات. فتعطّل أنظمة الاتصالات في غزة أدّى إلى توقّف عمليات تسليم الإمدادات الإنسانية عبر معبر رفح، على الرغم مع تحذير وكالات الإغاثة من أنّ معظم الناس في قطاع غزة لا يملكون ما يكفي من غذاء ومياه نظيفة.
وبحسب ما أفادت شركة الاتصالات الفلسطينية الرئيسية، فإنّ النقص الحاد في الوقود في قطاع غزة أدّى إلى توقّف كلّ شبكات الإنترنت والهاتف أمس الخميس، الأمر الذي أدّى إلى عزل المنطقة المحاصرة كلياً عن بقيّة العالم.
وأكّدت ذلك المتحدثة باسم وكالة أونروا جولييت توما، موضحة أنّ جميع أهل غزة عُزلوا كلياً ليلة أمس، ويأتي ذلك خلال الانقطاع الكلي الرابع في الاتصالات المسجَّل في القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليه.
وأسفت توما قائلة: "نشهد على استخدام الوقود والغذاء والمياه والمساعدات الإنسانية سلاحاً في الحرب". وتابعت توما أنّ 70 في المائة من الفلسطينيين في قطاع غزة صاروا محرومين من المياه، في حين أنّ المنشآت الصحية والطبية من دون وقود.