شددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على أن الشعب الفلسطيني “الصابر المرابط” في قطاع غزة، “يقف سداً منيعاً” أمام مخططات الاحتلال الرامية لتهجيره عن أرضه.
وأكدت “حماس” في مؤتمر صحفي عقده القيادي أسامة حمدان، اليوم السبت في “بيروت” للوقوف على آخر تطورات العدوان على قطاع غزة أن “لا هجرة بعد اليوم، وإنما تحرير وعودة”.
وطالبت حماس بـ”تفعيل” المقاطعة الاقتصادية لوقف جرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية، التي يرتكبها على مدار الساعة ضدّ الأطفال والمدنيين والنازحين في المدارس والمستشفيات.
وفي رسالتها للاحتلال قال حمدان: “عبثاً تحاولون إثبات مزاعمكم وأوهامكم، وبات واضحاً للعالم مستوى السقوط الأخلاقي لجيشكم بقتلكم الأطفال، ومستوى هزيمتكم النفسية”.
مجازر النازيين الجدد
ووصفت حماس، جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ”النازيين الجُدد”. منوهة إلى أنه يرتكب مجازر على مدار الساعة بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأفادت بأن الاحتلال ارتكب أمش مجزرة وقصف مدرسة الفلاح والتي استشهد فيها نحو 150 مدنيًا، واليوم ارتكب مجزرة مروعة ضد الأطفال والنساء والأهالي النازحين في مدرسة الفاخورة.
وأوضحت أن الجرائم والمجازر مستمرّة، وراح ضحيتها أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم أكثر من 4500 طفل، وما يقارب 4 آلاف لا يزالون تحت الأنقاض، ونحو 30 ألف جريح.
وأكد القيادي أن “هذا كله ما كان ليتم لولا الضوء الأخضر من الرئيس بايدن وإدارته، وتوفيرهم الحماية والدعم للنازيين الجدد، ولولا الصمت والتخاذل الدولي وعدم اتخاذه إجراءات حاسمة في إيقاف هذه الجرائم”.
وحمّلت حماس واشنطن والمجتمع الدولي المسؤولية عن استمرار “حرب الإبادة التي يرتكبها النازيون الجدد بوقاحة وهمجية على مرأى ومسمع من العالم”.
وأردفت: “تصعيد هذه المجازر وحرب الإبادة الجماعية والتجويع واستهداف المستشفيات وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، تأتي في سياق تنفيذ مخططات العدو النازي لتهجير أبناء شعبنا”.
وجددت التأكيد على رفض مخطط التهجير “الخبيث وكلّ مخططات العدو”، مشددة أنه “رغم هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال يومياً، ما يزال مئات الآلاف من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزّة، صامدين ثابتين”.
الانتقام من مجمع الشفاء
ونوهت الحركة إلى أن إخلاء المرضى من مجمع الشفاء يُعد “انتقاماً من كلّ شيء في هذا المجمَّع، وانتهاكاً لأقدس مهنية إنسانية، بعد أن انكشف فيه زيف ادعائهم وكذبهم، فلم يجدوا فيه غرف قيادة أو سيطرة مزعومة”.
ونبهت “حماس” إلى أن الاحتلال أقدم على تلك الخطوة بعد أن فشل أمنيًا وعسكريًا وتعرض لـ “هزيمة نفسية” دفعته لارتكاب المزيد من القتل والدمار في مجمع الشفاء.
واعتبرت أنَّ ما جرى في مستشفى الشفاء “حلقة من حلقات الإجرام التي تمثل ذروة الانحطاط الأخلاقي والإنساني؛ حيث قامت قوات الاحتلال بعملية طرد وإخلاء قسري لكلّ من تواجد في المستشفى”.
وجددت الحركة التأكيد أن الإخلاء القسري لمستشفى الشفاء وتحويله إلى ثكنة عسكرية وتدمير المباني والممتلكات “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.
معبر رفح والممرات الإنسانية
وأوضحت حماس أن ما يدخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتجاوز 10% فقط من احتياجات شعبنا للمواد الغذائية، بعد أن دمّر الاحتلال المخابز ومستودعات الأغذية، وقطع مصادر المياه.
وتساءلت الحركة عن مصير قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة “الذي مضى عليه 8 أيّام”، والذي أكّد على كسر الحصار وإدخال المواد الغذائية والأدوية والوقود فوراً إلى قطاع غزَّة.
وتوجهت بالنداء للأمم المتحدة والمنظمات الدولية ولجامعة الدول العربية والإسلامية بقولها: “تحمّلوا مسؤوليتكم الإنسانية والسياسية والقانونية في وقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين العزّل”.
واستدركت أن “السكوت أو التخاذل لا يعني استمرار القتل في قطاع غزَّة فقط، بل يعني التهديد للسلم والأمن الإقليمي والدولي، على يد احتلالٍ منفلتٍ من كلّ القيم والقوانين”.
وأكدت حركة حماس أن موقفها من إدارة غزة بعد العدوان “واضح وحازم؛ شعبنا في كافة أماكن تواجده ومكوناته السياسية والاجتماعية لم ولن يقبل وصاية من أيٍ كان”.
وفي رسالتها للإدارة الأمريكية والاحتلال: “شعبنا حر لا يقبل العبودية، وسيقرر مصيره بنفسه، ويدنا ستبقى على الزناد، حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، شئتم أم أبيتهم”.