11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
16.19°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة16.19°
السبت 30 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

"أهلا بكم في جهنم".. شهادات مرعبة لأسرى أفرج عنهم من سجون الاحتلال

20211009020604.jpg
20211009020604.jpg

تداول ناشطون اليوم شهادة أسير محرر كان في سجن "مجدو" في الغرفة ذاتها التي كان يتواجد بها الأسير الشهيد عبد الرحمن مرعي، الذي ارتقى الأسبوع الماضي، جاء فيها "من يوم الحرب سكروا على الأسرى كل الأقسام والغرف، وصار الوضع طوارئ وشغّلوا صافرات السجن.. كان عبد الرحمن يشتغل (مردوان) يقوم  باستلام الأكل من الإدارة ويوزعه على الأسرى ويقوم بخدمتهم ومتابعة احتياجاتهم اليومية.. قامت الإدارة بإغلاق السجن ودخّلت كل الاسرى للغرف بالقوة دون أكل،  ثم جاءت مجموعة من شرطة السجن وبدأت ضرب اقتحام الغرف، والاعتداء بالضرب على من فيها بشكل هستيري، وعندما وصلت الغرفة التي يتواجد بها الشهيد أمسك بالضابط  الذي كان يريد ضربه ومنعه من ذلك".
يتابع "الفرقة التي كانت مع الضابط هربوا ورجعوا ومعهم وحدات لقمع الأسرى ودخلوا إلى غرفة عبد الرحمن وهجمت عليه بشكب هستيري وسحبوه من القسم وهنا انقطعت أخباره، حتى علمت بنبأ استشهاده بعد الافراج عني".

هذه الرواية تكشف إلى أي حد وصل الحال بالمعتقلين الفلسطينيين، وقبل يومين فقط اعلن عن استشهاد الأسير ثائر أبو عصب من مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، ليكون السادس منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويؤكد الأسير المحرر أحمد خطيب (33 عاما) من إحدى بلدات جنوب نابلس لـ"فلسطين الآن"، إن ما جرى مع الشهيد أبو عصب، وقبله خمسة من المعتقلين "ما هي إلا عمليات اغتيال مقصودة، في ظل انشغال العالم بجرائم الاحتلال في غزة، وتراجع الاهتمام بملف الأسرى".

وأشار إلى أن "سجون الاحتلال جميعها تعيش مرحلة غير مسبوقة في تاريخ الحركة الأسيرة، لا تقل خطورة وصعوبة عن تلك الفترة التي عاشها الأسرى الفلسطينيون إبان الانتفاضة الأولى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث اتبع الاحتلال سياسة تكسير العظام والتحقيق العسكري، ما أسفر حينها عن ارتقاء عدد من الأسرى شهداء".

وتابع "اليوم بعد هزيمة دولة إسرائيل وجيشها في معركة طوفان الأقصى، تغلغل الحقد في قلوبهم، وصبوا جام غضبهم على الأسرى واستفردوا بهم، لدرجة أن السجانين يستقبلون أي معتقل يصل إلى السجن بالقول: أهلاً بكم في جهنم، حسب تجربته".

وأصيب خطيب بكسور في القفص الصدري خلال الاعتداء عليه بالضرب في سجن "مجدو"، حيث أفرج عنه قبل يومين فقط بعد اعتقال دام عشرين يوما، هي بالنسبة له "وكأنها عشرون سنة، لصعوبة ما تعرض له من إيذاء"، كما قال.

وأوضح "أصبت بكسور في 3 أضلاع من القفص الصدري، وهناك أسير آخر كُسرت قدمه وأضلاع من قفصه الصدري، وثالث نهشت الكلاب يده، لأننا رفضنا تقبيل علم دولة الاحتلال، وأخذ صورة بجانبه".

وتجبر إدارة السجن كافة المعتقلين على الدخول إلى غرفة وتقبيل علم دولة الاحتلال المعلق على أحد جدرانها، ومن يرفض يُنَكَّل به.

الصحفي معاذ عمارنة
من جهته، تعرض الصحفي الأسير معاذ عمارنة لاعتداءات وضرب مبرح من السجانين، ما أدى إلى إصابته بجرح في رأسه ورضوض في بقية أنحاء جسده، وفق ما أكده محاميه الذي تمكن من رؤيته والحديث معه في قاعة المحكمة لدقائق معدودة.

وذكر المحامي أن الجنود تعمدوا ضرب معاذ على رأسه، عندما أبلغهم أنه مصاب برصاصة في الرأس العام 2019 أدت إلى فقدانه عينه اليسرى، كما رفضوا نقله للمستشفى لتلقي العلاج أو إعطائه دواء يسكن الألم.

وأضاف المحامي "كسر الجنود النظارة التي كان يرتديها خلال الاعتداء عليه بالضرب، فيما ترفض إدارة السجون عرضه على طبيب أو منحه المسكنات، وفضلاً عن ذلك ينام على الأرض في غرفة مكتظة بالمعتقلين".

وسبق أن رفضت سلطات الاحتلال طلباً بإدخال الأدوية التي يحتاجها من دواء السكري، ومرطبات العين، والعين الاصطناعية التي وضعت له بعد فقد عينه، ورفضت أيضاً نقله للمستشفى بعد آلام الصداع الشديد الذي يصيبه نتيجة إصابته.
وحوّلت سلطات الاحتلال أواخر الشهر الماضي الصحافي معاذ عمارنة للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، بعد أسبوعين على اعتقاله من منزله بمخيم الدهيشة في "بيت لحم" جنوب الضفة الغربية.

"نتمنى الموت"
وتشير شهادات أسرى محررين وتقارير مؤسسات حقوقية إلى أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لحملة قمع ممنهجة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أدت إلى فقدان ستة أسرى لحياتهم، فضلاً عن الزيادة المطّردة في حالات الاعتقال والتحويل للاعتقال الإداري.

وأدلى الأسير المحرر علي صالح حثناوي من بلدة "قباطية" شمال الضفة الغربية، بعد الإفراج عنه من "مجدو"، بشهادة قال فيها، إن بعض الأسرى كانوا يتمنون أن تُطْلَق النار عليهم وإعدامهم بدل أن يواجهوا الموت بشكل يومي جراء التعذيب المتكرر الذي كانوا يتعرضون له.

ووصف حثناوي التعذيب بأنه "غير مسبوق والموت أرحم منه"، مشيراً إلى أن "الضرب كان يركز على الرأس والمناطق الحساسة بهدف إلحاق ضرر دائم بالأسير".

وأضاف "التقيت قبل الإفراج عني بمعتقلين أيديهم وأنوفهم مكسورة، وشاهدت الدماء على أرض بعض الزنارين، عدا الشبح والضرب بالأحزمة على الرأس، وغير ذلك من الاستفزاز المعنوي عبر شتم الذات الإلهية على نحو متكرر من السجانين، وانعدام الأكل والاستيلاء على الحاجيات والممتلكات وإتلافها ومنها الملابس".

وذكر الحثناوي في الشهادة المصورة أن السجانين في "مجدو" يحاولون فرض تقبيل علم دولة الاحتلال على المعتقلين، ومن كان يرفض ذلك وهم الأغلبية؛ يُعْتَدَى عليهم بالضرب بشكل مجنون، ووضع رأسهم أسفل قدم الجندي وتصويرهم بهذه الوضعية.

المصدر: فلسطين الآن