أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن سبعة مستشفيات من أصل 35 مستشفى حكومي وخاص وأخرى تابعة لجمعيات خيرية أو جهات إغاثية تعمل فقط في قطاع غزة حالياً، وقد توقف معظمها بسبب القصف الإسرائيلي واقتحام آليات الاحتلال بعضها، بالإضافة إلى نقص الوقود الذي يمنع الاحتلال وصوله إلى محطات الوقود والمستشفيات بشكلٍ مباشر.
وتتفاقم الأزمة في ظل ارتفاع أعداد المصابين وانتقال سكان مدينة غزة وشمال القطاع إلى المناطق الوسطى وجنوب القطاع، ما يزيد العبء على المستشفيات، عدا عن زيادة أعداد النازحين بشكلٍ يومي داخل المستشفيات المتبقية العاملة.
يتحدّث الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى والمشرف على قسم الطوارئ بدير البلح خليل الدجران عن الأزمات التي تتوالى على المستشفى، علماً أن المستشفى يغطي منطقة حساسة في قطاع غزة تتواجد وسط مخيمات مكتظة وتحيط جميعها بالمحافظات الوسطى، مثل مخيم المغازي ومخيم البريج ومخيم النصيرات ومخيم دير البلح. ونتيجة الانتهاكات الإسرائيلية وسط المخيمات، تُواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني الطبية صعوبة لإخراج المصابين.
ويشير إلى أن عدداً من الطواقم الطبية العاملة في مستشفيات قطاع غزة، وخصوصاً شمال ووسط مدينة غزة، اتجهت إلى العمل داخل بعض المرافق الصحية داخل المستشفيات التي ما زالت تعمل في قطاع غزة، موضحاً أنه على الرغم من مساندة الطواقم الطبية، يبقى الضغط كبيراً على تلك المستشفيات وخصوصاً أنها قليلة ولا تلبي حاجة مليون و700 ألف غزي يتواجدون في جنوب قطاع غزة، ونسبة كبيرة منهم باتوا مصابين ويتابعون علاجهم في المستشفيات.
ويقول الدجران: "منذ بدء النزوح الكبير في منتصف العدوان الإسرائيلي، أصبحت أعداد المرضى والمصابين 4 أضعاف بالمقارنة مع بدء العدوان. هناك أعداد كبيرة من المصابين على مدار الساعة. كذلك، يتواجد النازحون داخل مستشفى شهداء الأقصى". ويضيف: "النازحون في المستشفيات أصبحوا يشكلون تحدياً كبيراً وجديداً، ويعانون من أمراض الشتاء التي أصبحت تنتشر خلال الأسبوع الأخير على وجه الخصوص. وتنتشر الأمراض المعدية بسبب المياه غير الصالحة، مثل النزلات المعوية والالتهاب الرئوي لدى الأطفال. ولا تملك المستشفيات العاملة حالياً أدنى المقومات لتقديم العلاجات أو المسكنات الأساسية".
وكان مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، قال اليوم الخميس، إن نحو 200 مريض و65 جثة محاصرين في المستشفى الإندونيسي، شمالي القطاع، وقد طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلائه.
وقال البرش، إن "الجيش الإسرائيلي طالبنا قبل 24 ساعة بإخلاء المستشفى الإندونيسي خلال 4 ساعات"، مضيفا أن "القصف متواصل في محيط المستشفى منذ أيام في ظل حصار مستمر من القوات الإسرائيلية".
وأفاد بأن: "450 مريضا غادروا المستشفى مساء الأربعاء، وما زال نحو 200 مريض محاصرين داخله"، مؤكدا وجود "65 جثة داخل المستشفى لا تستطيع الأطقم الطبية دفنها بسبب خطورة الوضع الأمني".
وخلال الأيام الماضية، حاصر الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء وقصف مباني فيه ثم اقتحمه؛ ما أثار موجات تنديد داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها في ظل انهيار القطاع الطبي في غزة.
ولليوم الـ48، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و532 شهيدا فلسطينيا، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 35 ألف مصاب، نحو 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.