10.55°القدس
10.3°رام الله
9.42°الخليل
15.8°غزة
10.55° القدس
رام الله10.3°
الخليل9.42°
غزة15.8°
الجمعة 29 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

إسرائيل تغتال الحقيقة .. الصحفيات والصحفيون الفلسطينيون في مرمى الاستهداف المتعمد

image_processing20231209-839266-jjadmw.webp
image_processing20231209-839266-jjadmw.webp

إسرائيل تغتال الحقيقة .. الصحفيات والصحفيون الفلسطينيون في مرمى الاستهداف المتعمد

تدين مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق بأشد العبارات استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحفيات والصحفيين وقتلهم المتعمد خلال هجومها العسكري المتواصل منذ 71 يومًا على قطاع غزة، وأسفر أحدث هذه الاستهدافات عن استشهاد مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة مع ثلاثة من طواقم الدفاع المدني، أحدهم يعمل مصورًا، وإصابة مراسل القناة وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما الميدانية في خانيونس جنوب قطاع غزة.

ووفق المعلومات التي توفرت لباحثينا، ففي حوالي الساعة 2:27 مساء يوم الجمعة 15 دسيمبر/كانون الأول 2023، أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية صاروخًا تجاه مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة، ومراسل القناة وائل الدحدوح، خلال وجودهما برفقة طاقم من الدفاع المدني لإجلاء عائلة محاصرة في أحد المنازل المستهدفة قرب مدرسة فرحانة وسط خانيونس. أسفر ذلك عن إصابة الصحفيين أبو دقة والدحدوح اللذان كانا يرتديان الخوذة وملابس مميزة لعملهما الصحفي، وكذلك أفراد من الدفاع المدني. تحامل الصحفي الدحدوح على نفسه، وتمكن من مغادرة المنطقة سيرًا على الأقدام، وتبين أنه مصاب بشظايا في ذراعه وخاصرته، فيما بقي زميله سامر والعاملون في الدفاع المدني في المكان ينزفون. ولاحقا عاودت طائرات الاحتلال ومدفعيته قصف المنطقة نفسها بعدة قذائف. وبعد حوالي 5 ساعات من عدم قدرة طواقم الإسعاف الوصول للمكان نتيجة القصف المتكرر ومماطلة قوات الاحتلال في التنسيق للوصول للمكان، وصلت الطواقم بعد تنسيق خاص عبر الصليب الأحمر، ولكن تبين أن سامر أبو دقة و3 من العاملين في الدفاع المدني قد استشهدوا، وهم حسني خليل نبهان، ونور الدين محمد صقر،ورامي هشام بدير وهو مصور صحفي ضمن فريق الدفاع المدني.

واستنادًا لهذه المعطيات فإنه يعتقد أن ما حدث هو هجوم إسرائيلي متعمد ضد طاقم صحفي، لا سيما أن قوات الاحتلال لديها ولدى طائراتها القدرات الفنية في التصوير والرؤية وتحديد الأهداف، ما يمكنها من التأكد أن المستهدفين هم من الصحفيين وطواقم الدفاع المدني، كما أن تكرار القصف خلال محاولة الصحفي أبو دقة الابتعاد عدة أمتار عن المكان وفق المعلومات الأولية يؤكد وجود عملية استهداف متعمدة.

يذكر أن غالبية طواقم قناة الجزيرة العاملة في قطاع غزة، إضافة لصحفيين آخرين، تعرضوا لتهديدات مباشرة وطلب منهم الصمت عبر اتصالات ورسائل يرجح أن مصدرها إسرائيلي، كما أن العديد من أفراد عائلاتهم قد استشهدوا، ومنهم الصحفي وائل الدحدوح الذي سبق أن استشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيدته مع آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكذلك قُتل والد الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف في غارة إسرائيلية على منزله في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، علمًا أنه واحد من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمال غزة ويقومون بتغطية الأحداث فيها، وسبق أن أعلن عن تلقيه تهديدات أمرته بالصمت ومغادرة المنطقة.

تؤكد مؤسساتنا، أن هذا الاستهداف للصحفيين، نموذج لحالة متكررة، منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي؛ إذ حولت إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- الصحفيين/ات ومؤسساتهم إلى أهداف مشروعة ومستباحة، ضمن سياسة ممنهجة هدفت إلى ترهيب الصحفيين/ات واسكات صوتهم ضمن محاولاتها التعتيم وإخفاء الفظائع الإنسانية التي تقترفها وجريمة الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.

فقد قتلت قوات الاحتلال منذ بدء الهجوم الإسرائيلي أكثر من 90 صحفيًّا/ة، منهم 10 صحفيات على الأقل، بعضهم استشهدوا خلال عملهم الميداني، وبعضهم استشهد مع أفراد من عائلاتهم في استهدافات إسرائيلية لمنازلهم. هذا عدا عن نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهدف الاحتلال عددا كبيرًا منهم ودأب على التحريض عليهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يصمتوا.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 7 صحفيين خلال هجومها البري في قطاع غزة، وتواصل إخفاء أي معلومات عن ظروف احتجازهم مع مئات المعتقلين/ات الفلسطينيين من القطاع.

كما استشهد عدد كبير من عائلات الصحفيين/ات في عمليات قصف مباشرة لمنازلهم ومنازل ذويهم، وهناك شكوك أن العديد من هذه الاستهدافات لم تكن ذات هدف هدف واضح أو له أي مببرات.
وتسعى إسرائيل عبر قتل الصحفيين/ات وتغييبهم إلى احتكار الرواية حيث تريد أن يري العالم وجهها الحقيقي، وتريد إسكات الصحافة الحرة في وقت تمنع فيه الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة والتغطية الحرة، وكل ذلك في إطار علمية شاملة تمارس فيها الإبادة الجماعية (الجينوسايد) وتسعى لفرض النكبة الثانية ضد 2.3 مليون فلسطيني/ة في قطاع غزة.

المصدر: فلسطين الآن