19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: "أونروا" العصا الغليظة

تقليص الخدمات هو العنوان القائد لسياسات وكالة الأونروا. التقليص التدريجي دائماً مطروح من قبل قيادة الأونروا في فيينا وفي غزة. بعض الشخصيات حصلت على ترقيات استثنائية ومكافآت بسبب إسهامها في برامج التقليص بنجاح. ليس لسياسة التقليص حجة واحدة، بل مئات الحجج والمبررات، وأكثر هذه الحجج تردداً هي التي تُحيل على المجهول، كقولهم إن الممولين للأونروا أوقفوا دعمهم، أو قلصوا تبرعاتهم. وإن ميزانية الأونروا تعاني من عجز مالي. وقد يقال إن برنامج المساعدات النقدية للحالات الصعبة توقف لأن من يمولونه توقفوا عن دعمه. وإن الأونروا تحاول إيجاد البديل من خلال أعمال التشغيل المؤقت. وهكذا هي الحجج ولكن الشفافية الغائبة وتوالي إجراءات تقليص الخدمات تعصف بقيمة هذه الحجج، وتجعل الثقة المفقودة هي الأساس بين اللاجئ وبين الأونروا. لا توجد ثقة في العلاقة بين اللاجئ والأونروا، ولا توجد ثقة في إجراءات الوكالة، وقد تعود اللاجئ على ما يمكن تسميته بسياسة القهر. الأونروا تقرر ما تريد دون إشراك قادة اللاجئين وممثليهم في اللجان الشعبية، وبدون ورش عمل تقارب المشكلة والحلول، ومع كل قرار تحدث ردود أفعال طبيعية، ولكنها تنتهي إلى الفشل لأن رئيس الوكالة قرر، وانتهى الأمر. القرار الأخير بوقف صرف المساعدات النقدية عن الأسر الصعبة قرار قاسٍ بحق هذه الفئة الضعيفة، فبعض الأسر تنتظر المبلع الزهيد بفارغ الصبر لتستعين به في سد بعض احتياجاتها الأساسية، وبعض هذه الأسر لا يمكنها الاستفادة من البديل المقلص الذي أسموه فرص تشغيل مؤقت. وبسبب هذا الضرر كان لابد من ردود أفعال واحتجاجات، وقد حدث هذا، ولكن الأونروا لم تكن ديمقراطية بما فيه الكفاية، واستخدمت العصا الغليظة، وأخذت قراراً غير مسئول بإغلاق المركز الرئيس والمراكز الفرعية جميعها في قطاع غزة. غياب الديمقراطية والعصا الغليظة خطيئة، وضغط مؤلم وقاس على جراح من يتلقون خدمات من الوكالة، وهم مضطرون إليها لضعف أحوالهم الاقتصادية. أين قيم الديمقراطية وسلامة الإجراءات في تقليص الخدمات؟! وأين الديمقراطية وسلامة الإجراءات وكرامة اللاجئ في إغلاق مراكز التوزيع كافة؟! اللاجئ وإن كان من الحالات الصعبة فهو صاحب كرامة، ويعرف حقوق الإنسان جيداً، ولديه ديمقراطية معقولة، لذا تجده أكثر عصبية ورفضاً للإجراءات التي تنتهك حقوقه، وتمس كرامته، وتصوره وكأنه خطر على الغير، أو خطر على المؤسسة، لذا أرى من واجبي أن أهمس في أذن رئاسة الوكالة قائلاً إن القسوة والعصا الغليظة لا تجدي مع اللاجئ الفلسطيني، والحل هو في الديمقراطية وفي الشفافية وفي إشراك قادة اللاجئين ولجانهم في القرارات، ولا ينبغي أن يكون التقليص الدائم هو العنوان الرئيس الذي يقود عمل الأونروا، ولا بد من عناوين أخرى حتى لا تتهم الأونروا بالعمالة للصهيونية.