نفت فصائل المقاومة الفلسطينية ما نشرته بعض الوكالات الأجنبية عن فحوى المحادثات التي اجراها كل من وفدي "حماس" و"الجهاد" الإسلامي في القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين، واعتبرتها نقلا للرواية الإسرائيلية التي تماطل في انهاء حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة والتي تستبيح فيها دماء الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ.
واكدت فصائل المقاومة، أنّه لا تفاوض حول الأسرى وكافة ترتيبات المرحلة المقبلة قبل وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة.
وفي هذا السياق، وصف قيادي كبير في المقاومة ما نشر عن رفضها أفكارا لإدارة قطاع غزة بعد انهاء الحرب بانها مغلوطة ومضللة وخاصة ما سمي "ترك السيطرة على القطاع ".
وقال القيادي الكبير:" ان المقاومة جزء اصيل من أبناء الشعب الفلسطيني وهي مقاومة منتخبة من أبناء شعبها بأغلبية وتحظى بحاضنة شعبية قوية والتفاف جماهير كبير، لا بل ان افراد المقاومة هم من نفس المدينة والقرى والمخيمات، هم من أبناء القطاع الصامد، بأجسادهم وبنادقهم يتصدون لهذا العدوان الغاشم رغم المجازر وحرب الابادة".
وتابع يقول:" الغريب ان بعض الصحف والقنوات العربية رددت رواية نتنياهو وجوقته الإعلامية المعادية بان الاحتلال “يسمح بخرج المقاومين وقيادتهم من قطاع غزة " ويعقدون مقارنة بين الحرب على غزة وحصار الاحتلال لبيروت في القرن الماضي.
وأوضح القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه:" أجنبي أو معادي أو جاهل في ابجديات وتاريخ القضية الفلسطينية من يقوم بعقد مقارنة بين حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة وتلك الحرب الذي اجتاح فيه الاحتلال بيروت العاصمة اللبنانية الأبية التي استضافت وتستضيف على أراضيها شريحة واسعة من أبناء شعبنا من اللاجئين ضيوفاً لحين التحرير والعودة الى فلسطين".
وقال:" خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعد حصار إسرائيلي استمر ٨٠ يوما من مخيمات اللجوء في لبنان الى تونس كضيوف حتى عودة الرئيس الشهيد "أبو عمار"، هذه مقارنة ومقاربة لا تنطبق علينا في قطاع غزة، نحن على ارضنا الفلسطينية وبين شعبنا نقاوم محتل من اجل حريتنا وكرامتنا واستقلال شعبنا وحقه في تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس"، مؤكداً أنه لا يوجد قوة في هذا العالم تستطيع ان تفرض علينا الخروج من القطاع "الحبيب".
وأضاف:" يجب ان تكون الصورة واضحة لا يوجد مقارنة، لا يوجد أي وجه شبه، نحن أبناء البلد رجال غزة وجنودها وقياداتها لسنا ضيوفا ولا مرتزقة كما هو حال الاحتلال الإسرائيلي الذي يستعين بمرتزقة من كل ارجاء العالم في حربة على القطاع، مستعينا بخبراء من أمريكان ومن الدول الغربية الذين يوفرون الغطاء الجوي والاستخباري والكهرومغناطيسي ويواصلون دعم الاحتلال والعدوان على شعبنا بقطار وجسر جوي بالعتاد والسلاح والرصاص والقنابل الغبية والذكية، واليوم يطالبون بالمزيد من طائرات الاباتشي، لن ينفعهم كل ذلك (سيهزمون ويولون الدبر)".
وتساءل: اين وجه الشبه ؟ وقال:" الغريب ان هذا الاحتلال واعوانه يتعاملون بنفس عقلية الماضي العفن المتعصب، العنصري ويتعاملون بفوقيه وغطرسة "نسمح " ولا نسمح “، مضيفاً ان نتنياهو وجوقته من العابسين من قيادات حربه الفاشلة يعتقدون انهم يستطيعون فرض ارادتهم وقراراتهم على المقاومة، هذه أحلام واوهام لا تنطلي علينا ولا نعيرها أي اهتمام".
وذكر القيادي الكبير:" اخي أنتم في الصحافة الفلسطينية "دفعتم دما" كما المقاتلين في الميدان ، فقد استشهد في غزة أكثر من ١٠٠ صحفي وصحفية، أنتم فرسان الكلمة الصادقة تنقلون ما يجري في الميدان لذلك يستهدفكم الاحتلال في عدوانه، نحن نقاتل دون سند ولا ظهير ولا عون من عالمنا العربي والإسلامي، قسم كبير منهم يقف متفرج وقسم لا يريد ان يرى انجازاتنا ولا صمود أهلنا في قطاع غزة، لا بل ويهاجم المقاومة ويتمنى القضاء عليها ".
وتابع:" اقولها بمرارة ولكن هذه الحقيقة، ولكن الله يؤيد بنصره من يشاء، نحن من جانبنا عاهدنا الله على القتال حتى النصر او الشهادة، لا تراجع فالصبر الصبر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".
وقال القيادي:" الاحتلال في مأزق داخلي حكومته بقيادة نتنياهو تخشى وقف الحرب التي كبدتها خسائر بالأروح فاقت كل تصوراتهم، وأزمة في حال وقف الحرب وتمت الصفقة فالاحتلال مجبر على دفع فاتورة ثمينة خروج خيرة أبناء شعبنا من السجون والمعتقلات ".
وأضاف ان المقاومة تملك الكثير الكثير من اوراق الضغط والمساومة في مفاوضات وعقد صفقة مشرفة وفق ما قررت فصائل المقاومة "الكل مقابل الكل "، مؤكداً أن هذه المعادلة قابلة للتنفيذ، ولكن الأولوية اليوم هي وقف الحرب وانسحاب الاحتلال".
وبين القيادي الكبير اهدافنا وأولوياتنا بعد وقف الحرب كثيرة منها ان ما قبل عملية ٧/أكتوبر لن يكون بعدها، فبعد وقف اطلاق النار يجب رفع الحصار المفروض على القطاع منذ ما يزيد على ١٧ عاما، وقال ان هذا الاحتلال لا يلتزم بعهود ومواثيق واتفاقيات لذلك لابد من ضمانات دولية وعربية وإقليمية تجعل من الاحتلال ملزما بتنفيذ ما يجري الاتفاق عليه مع الوسطاء المصريين والقطرين .
ورداً على سؤال حول رفض "حماس" والجهاد لتشكيل حكومة التكنوقراط، أوضح القيادي الكبير في حديثه:" هذا افتراء وكذب اولاً لم نخض في الأفكار في القاهرة، ورفضنا البحث في أي مقترح قبل وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال، مضيفاً "سبق وشكلنا حكومة التكنوقراط عام ٢٠١٤ - حكومة الحمد الله".
وختم القيادي بالقول:" تشكيل حكومة التكنوقراط او أي صيغة يتفق عليها الكل الفلسطيني نحن معها، وهذا شأن فلسطيني داخلي لا علاقة للاحتلال ومسانديه به، هذا حق الشعب الفلسطيني هو من يقرر ويختار قيادته في المرحلة المقبلة"
ورفض القيادي الخوض فيما نشر أمس عن خطة لتوسيع وتطوير وتجهيز معبر رفح ليستوعب دخول المساعدات ومرور المواطنين من والى القطاع بشكل أوسع وأفضل. وقال "هذه قضية بحاجة الى بحث طويل وسبق ان نوقشت مراراً مع الاشقاء المصريين، نفضل التطرق لها بعد وقف الحرب والعدوان فأمامنا مرحلة طويلة ومعقدة ".