أفاد مدير مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في قطاع غزة صبحي سكيك بأنّ مرضى السرطان من دون أدوية، وذلك بعد خروج المستشفى الوحيد المخصَّص لهم عن الخدمة "قسراً"، من جرّاء الحرب المتواصلة على القطاع منذ نحو ثلاثة أشهر.
وأضاف سكيك، في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، بحسب ما نشرت وزارة الصحة في غزة، أنّ هؤلاء المرضى يعيشون "في ظروف قاهرة وغير إنسانية"، ولا سيّما مع عدم توفّر الأدوية الخاصة بعلاج السرطان.
وطالب سكيك بإعادة تشغيل مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في مدينة غزة الذي يُعَدّ "الملاذ الوحيد لمرضى السرطان" في القطاع المحاصر والمستهدف.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت وزارة الصحة في غزة قد أفادت بأنّ الطبقة الثالثة والأخيرة من مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني تعرضت لقصف الطيران الإسرائيلي، الأمر الذي أدّى إلى وقوع أضرار جسيمة. وفي اليوم الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أُعلن عن خروج المستشفى عن الخدمة نهائياً، من جرّاء نفاد الوفود، بالإضافة إلى استهدافه عسكرياً.
ولأنّ ذلك جعل حياة ألفي مريض على المحك، فقد وجّه سكيك، في مؤتمر صحافي عُقد حينها، مناشدة للعالم قال فيها "لا تتركوا مرضى السرطان للموت المحقّق بسبب خروج المستشفى عن الخدمة".
يُذكر أنّ الحكومة التركية موّلت بناء هذا المستشفى (2011-2017) الذي يُعَدّ من أكبر المستشفيات في فلسطين، والوحيد المخصّص لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة. وهو يأتي بمساحة 34 ألفاً و800 متر مربّع، ويتألّف من ثلاث طبقات، ويحوي 180 سريراً.
في سياق متصل، أشار المتحدّث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة إلى إخراج منشآت طبية عن الخدمة. وقد اتّهم الاحتلال الإسرائيلي بـ"تعمّد استهداف 150 مؤسسة صحية وإخراج 30 مستشفى عن الخدمة"، مضيفاً أنّ العمل قائم مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل إعادة تشغيل المستشفيات في شمال غزة.
وأتى ذلك في مؤتمر صحافي عقده القدرة، اليوم الاثنين، أعلن فيه عن ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 21 ألفاً و978 شهيداً، بالإضافة إلى 57 ألفاً و697 مصاباً، وأكد ما سبقت الإشارة إليه وهو أنّ 70 في المائة من الضحايا هم من الأطفال والنساء.
كذلك بيّن القدرة "استشهاد 326 من الكوادر الصحية، وتدمير 104 من سيارات الإسعاف وإخراجها عن الخدمة".
وذكّر القدرة بأنّ الاحتلال مستمرّ في "اعتقال 99 من الكوادر الصحية، على رأسهم مديرو مستشفيات شمال غزة، في ظروف قاسية"، مطالباً الجهات الدولية، في مقدّمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بزيارة المعتقلين لدى الاحتلال والضغط المستمرّ للإفراج عنهم.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة المنظمات الدولية بـ"إرسال الفرق والمساعدات الطبية المطلوبة والمستشفيات الميدانية، وضمان وصولها إلى كلّ مناطق القطاع"، مشيراً إلى أنّ دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة ما زال "مكبّلاً بتعنّت الاحتلال الإسرائيلي، وما يُسمَح بدخوله محدود ويُبقي المنظومة الصحية عاجزة أمام إنقاذ آلاف الجرحى". وشدّد على ضرورة إيجاد كلّ الأطراف "آليات فاعلة وممرّاً إنسانياً آمناً لضمان تدفّق المساعدات الطبية والوقود".
ولفت القدرة إلى أنّ "عدد الجرحى الذين غادروا قطاع غزة لتلقّي العلاج في الخارج بلغ 645 جريحاً فقط، وهذا يبيّن أنّ الآلية المتّبعة لمغادرتهم مقيّدة وتساهم في قتل مئات الجرحى"، مطالباً الجهات الدولية "بتوفير آليات فاعلة تضمن سرعة خروج الجرحى والمرضى يومياً لإنقاذ حياتهم".