20.55°القدس
20.34°رام الله
19.42°الخليل
24.85°غزة
20.55° القدس
رام الله20.34°
الخليل19.42°
غزة24.85°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

مجمع ناصر الطبي... سيناريو مستشفيات الشمال يتكرر في خانيونس

GettyImages-1844036653.jpg
GettyImages-1844036653.jpg

يتعرض مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس لقصف إسرائيلي متواصل منذ عدة أيام، وبدأ القصف بمحيط المجمع، قبل أن يصل إلى أقسامه العلوية، مهدداً مئات المصابين وآلاف النازحين في داخله.

يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي إحكام سيطرته على مجمع ناصر الطبي ضمن مخطط أوسع لإحكام السيطرة على كامل مدينة خانيونس، وهو المخطط الذي بدأ قبل أكثر من شهر، وشهد تكثيف القصف والاجتياح البري لأنحاء المدينة، وإجبار سكانها والنازحين إليها على المغادرة جنوباً.
ومنذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي، غادر عدد كبير من النازحين الذين لجأوا في السابق إلى مجمع ناصر، والذين كانت أعدادهم تقدر بنحو 30 ألف شخص، كما غادر عدد من أفراد الطاقم الطبي بسبب تهديدات الاحتلال المتواصلة للمجمع، والذي بات حالياً يعمل بنحو 10 في المائة من طاقته البشرية في ظل ظروف شديدة القسوة.
يقول الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن "الوضع الصحي والإنساني في مجمع ناصر الطبي كارثي، ويسعى الكادر الطبي إلى محاولة علاج المصابين والجرحى، لكنهم في الكثير من الأوقات يعجزون عن فعل ذلك لعدم وجود المعدات والأدوات اللازمة وندرة الأدوية، فقد نفدت أدوية التخدير في غرف العمليات، ونفدت الأدوية المسكنة للآلام، حتى إن الطعام لم يعد متوفراً للطواقم الطبية أو المرضى والجرحى منذ أول من أمس الخميس".
يضيف القدرة لـ"العربي الجديد": "كمية الوقود المتبقية تكفي قرابة ثلاثة أيام، ويتواجد في مجمع ناصر الطبي نحو 150 من أفراد الكادر الصحي، وأكثر من 350 من المرضى والمصابين، ومئات الأسر النازحة، والاحتلال يمنع التحرك في مدينة خانيونس حالياً، وبالتالي، فإن الاستجابة للمتطلبات تكون صعبة، وقطاع غزة بالأساس يعاني من قلة المساعدات الغذائية والعلاجية، وما وصل لا يلبى حاجة المصابين والمرضى، والسيناريو نفسه تكرر مع مستشفيات أخرى. الاحتلال أضعف عمل مستشفيات خانيونس، وقطع الإمدادات عنها ومنع التواصل الجغرافي معها، ومستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر قُصف بشكل مباشر، كذلك المستشفى الأوروبي، وبات يصعب على المصابين الوصول إليها، ولم يبق سوى مجمع ناصر الطبي الذي كان يغطي غالبية الإصابات، وهو حالياً يعمل بطاقة محدودة، ومحاصر من كل الجهات".
وخصص الاحتلال الإسرائيلي طريقاً لمغادرة النازحين في منطقة المواصي، لكنه أبقى على شارع صلاح الدين الرئيسي مغلقاً، رغم أنه الطريق الوحيد المخصص للشاحنات الكبيرة التي تنقل المساعدات في كافة محافظات قطاع غزة، وبالتالي منع وصول أية إمدادات إلى مجمع ناصر الطبي القريب من هذا الشارع في شرق مدينة خانيونس.

يمنع الاحتلال الإمدادات والتواصل الجغرافي مع مستشفيات خانيونس
وكشفت وزارة الصحة في غزة عن وفاة أعداد من المصابين نتيجة عجزها عن الوصول إلى مجمع ناصر، ومنع حركة طواقم الإسعاف والدفاع المدني في ظل استمرار حصار النازحين داخل مراكز الايواء، بينما يعجز الكثير من المصابين عن النزوح من مجمع ناصر الطبي بسبب القصف المستمر لمحيطه.
من بين هؤلاء المحاصرين، تقبع المصابة دعاء أبو عمر (24 سنة) داخل المجمع الطبي، ورغم أن إصابتها متوسطة، ويمكنها المغادرة، إلا أنها لا تتمكن من ذلك كونها ترافق ذويها المصابين. أطلق جيش الاحتلال، ظهر الخميس، النار عبر طائرات "كواد كابتر" تجاه الساحة الخلفية من المجمع، ما أربك الأوضاع في اقسام الطوارئ، وكادت دعاء أن تصاب برفقة مجموعة من النازحين، وغالبيتهم من المرضى وكبار السن، أو أفراد عائلات لا يستطيعون ترك ذويهم المصابين.

تقول لـ"العربي الجديد": "الأوضاع مخيفة وصادمة، والدماء على الأرض في كل مكان، والقمامة متناثرة في جميع الأقسام، والحركة مقيدة داخل المجمع، ما يجبر الطواقم الطبية على تنظيمها بمشاركة بعض المواطنين. لا أستطيع المغادرة لأني أرافق والدي ووالدتي وشقيقي، وثلاثتهم أصيبوا بإصابات بالغة، ونحن الباقون من أصل 15 فرداً من أسرتي التي نزحت في بداية القصف الإسرائيلي إلى مراكز الإيواء، ثم إلى مجمع ناصر الطبي، قبل أن يسيطر الاحتلال على المداخل المؤدية إلى المنطقة المحيطة بالمجمع، وبقية أفراد عائلتي وصلوا إلى مدينة رفح".

المصدر: فلسطين الآن