قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، مساء الجمعة، إن الحركة على تواصل مع جميع القوى الفلسطينية التي تبحث الوضع في قطاع غزة، كاشفًا عن تواصل جرى خلال الأيام الماضية بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وأشار نزال خلال حديث مع "التلفزيون العربي"، إلى أن الحركة ليست بصدد الكشف عن تفاصيل اللقاء، داعياً إلى انتخابات فلسطينية عامة بعد وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حركة حماس ليست مع القطيعة السياسية.
وقال القيادي في حماس، إن الحركة لن تغلق أبواب المحادثات المباشرة مع أي جهة باستثناء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الاحتلال يريد أن يسترد أسراه دون تنفيذ أي من مطالب الحركة.
وطالما أعلنت الحركة على لسان قادتها أكثر من مرة منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استعدادها لترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي في ظل الحديث الإسرائيلي الأميركي المتواصل عن "اليوم التالي" للحرب، وطرح خيارات لإدارة قطاع غزة.
ودفع الهجوم على قطاع غزة والتصريحات الإسرائيلية والأميركية بعدم السماح للحركة بحكم قطاع غزة بعد الحرب إلى البحث عن شكل ومستقبل إدارة القطاع، وكان من ضمن هذه الاقتراحات تشكيل حكومة تكنوقراط تحكم غزة والضفة الغربية لفترة انتقالية مكونة من جميع الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس، بينما تقوم الفصائل الفلسطينية بتسوية خلافاتها والاتفاق على خريطة طريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وفي ديسمبر/كانون الأول، زارت وفود من فصائل المقاومة الفلسطينية العاصمة المصرية القاهرة، وعلى رأسها وفد من حركة حماس بقيادة إسماعيل هنية، بهدف استعراض أفكار لمشروع سياسي مقترح لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت مصادر خاصة مطلعة على الزيارة لـ"العربي الجديد" حينها، إنّ المناقشات التي تدور في القاهرة مع وفود المقاومة الفلسطينية تتم حول مشروع يشمل إحياء لجنة من الفصائل الفلسطينية كخطوة في إعادة بناء منظمة التحرير، وابتعاد رئيس السلطة الفلسطينية الحالية محمود عباس عن المشهد السياسي، وتشكيل حكومة تكنوقراط، إلى أن تسمح الظروف بإجراء انتخابات تفضي إلى سلطة منتخبة.
وأكد المصدر أن "مستقبل غزة ليس لأي طرف خارجي تحديده، وأنه شأن فلسطيني خالص يحدده الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن الحركة "تؤمن بالشراكة في تحمّل المسؤولية سواء في السلم أو في الحرب".
وكان دحلان قد تحدث في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء الماضي، عن خطط "سرية" يناقشها القادة العرب في ما يتعلق بغزة بعد الحرب في غزة، يتسلم بموجبها زعيم فلسطيني جديد ومستقل المسؤولية عن قطاع غزة، وأجزاء من الضفة الغربية، ويكون قادرًا على إعادة بناء القطاع، قائلا: "لا عباس، ولا حماس، أشخاص جدد سيتولون السلطة الفلسطينية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين، أن مسؤولين من 6 حكومات عربية اجتمعوا في السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل غزة والحاجة إلى وقف إطلاق النار.