صعّد الرئيس الأميركي جو بايدن انتقاداته لدور رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ، لكنه لم يشر إلى أي تغييرات مهمة في سياسة الولايات المتحدة تجاه حليفتها المدللة في الشرق الأوسط.
وقال بايدن في مقابلة مع "يونيفيجون Univision الأميركية الناطقة باللغة الاسبانية بثت مساء الثلاثاء ردا على سؤال حول ما إذا كان نتنياهو مهتما بالبقاء السياسي أكثر من اهتمامه بالمصلحة الوطنية للإسرائيليين: "أعتقد أن ما يفعله هو خطأ".
وأضاف بايدن في المقابلة التي تم تسجيلها يوم الأربعاء الماضي: "أنا لا أتفق مع نهجه".
وتوضح هذه التصريحات مدى استعداد بايدن بشكل متزايد لانتقاد نتنياهو علنًا وسط انتقادات متزايدة من التقدميين في الحزب الديمقراطي بشأن تعامل إسرائيل مع الحرب على غزة.
يشار إلى أن آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع المحاصر الذي يتعرض للقصف والدمار المستمر، تفيد بمقتل أكثر من 33 ألف وثلاثمائة قتيل فلسطيني، أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، فيما تجاوزت أعداد القتلى 76 ألف جريح، ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون مواطن لإلى مدينة رفح في جنوب غزة، وهي المدينة التي يهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن اجتياحها بات وشيكا.
كما أشاد بايدن الشهر الماضي بخطاب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي انتقد نتنياهو ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل. وقال شومر، (ديمقراطي من ولاية نيويورك)، إن نتنياهو سمح "لبقائه السياسي أن يكون له الأسبقية على المصالح الأفضل لإسرائيل".
وفي الوقت نفسه، تعرض بايدن أيضًا لانتقادات لاذعة لعدم دعم تعليقاته بشروط على بيع الأسلحة الأميركية لإسرائيل. وكانت شبكة إن بي سي نيوز قد ذكرت في وقت سابق القرار الأميركي الشهر الماضي بإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، وقع أكثر من أربعين عضوا من الديمقراطيين في الكونجرس - بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (من ولاية كاليفورنيا) - على رسالة تحث بايدن على وقف عمليات نقل الأسلحة إذا "فشلت إسرائيل في تخفيف الأضرار التي لحقت بالمدنيين الأبرياء في غزة بشكل كافٍ، بما في ذلك عمال الإغاثة".
وفي مقابلته مع يونيفيجون Univision، قال بايدن إنه يدعو الإسرائيليين إلى "الدعوة إلى وقف إطلاق النار، والسماح بالوصول الكامل إلى جميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة".
وقال بايدن: "لقد تحدثت مع الجميع، من السعوديين إلى الأردنيين إلى المصريين. إنهم مستعدون للتحرك". "إنهم على استعداد لنقل هذا الغذاء. وأعتقد أنه لا يوجد عذر لعدم توفير الاحتياجات الطبية والغذائية لهؤلاء الناس. وينبغي أن يتم ذلك الآن".
وبخصوص رفح، أكدت الولايات المتحدة يوم الاثنين أنها لا تزال ترفض عملية إسرائيلية واسعة النطاق في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، وذلك بعدما أعلن نتانياهو تحديد موعد لهذه العملية.
ودعت الإدارة الأميركية إسرائيل مرارا إلى تقديم خطة لحماية المدنيين في رفح حيث لجأ حوالي 1,5 مليون فلسطيني هربا من الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في معرض رده على سؤال مراسل القدس الاثنين بالقول "لقد أبلغنا إسرائيل بوضوح اعتقادنا أن اجتياحا واسع النطاق لرفح سيكون له تأثير ضار هائل على المدنيين، وأنه سيضر في نهاية المطاف بأمن إسرائيل".
وأضاف "لا يتعلق الأمر فقط بتقديم إسرائيل خطة. لقد أوضحنا لهم أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع المتمثل في إضعاف وتفكيك وهزيمة كتائب حماس التي ما زالت موجودة في رفح".
وأعلن نتنياهو الاثنين أنه تم تحديد موعد لشن هجوم على رفح لكنه لم يعلنه، وكرر أن الانتصار على مقاتلي حماس "يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب الإرهابية هناك"، مؤكدا في مقطع مصور أن "الأمر سيحصل، تم تحديد موعد".
إلا أن موقع "آكسيوس" الأميركي نشر الثلاثاء أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أبلغ نظيره، وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الإثنين أن إسرائيل لم تحدد بعد موعدا لعملية الهجوم على رفح، على الرغم من تصريح نتنياهو العلني يوم الاثنين أن “هناك موعدا للهجوم”.
وبحسب ما ورد، تضغط إدارة الرئيس جو بايدن على نتنياهو لعدم المضي قدماً في عملية في رفح، حيث يأوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، ووصف نتنياهو خطط الهجوم بأنها محسومة، لكن العديد من المسؤولين الأميركيين والآن غالانت باتوا يعارضونه الآن.