قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم السبت، إنها "سلمت قبل قليل للإخوة الوسطاء في مصر وقطر، ردَّها على المقترح الذي تسلَّمته يوم الاثنين الماضي" حول مفاوضات التهدئة في قطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجددت حركة حماس في بيان صحافي تمسّكها بمطالبها ومطالب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، المتمثلة بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بإعمار القطاع، مؤكدة استعدادها لإبرام صفقة تبادل "جادة وحقيقية" للأسرى بين الطرفين.
وكانت حركة حماس قد أكدت، فجر الثلاثاء الماضي، أنها تسلمت الموقف الإسرائيلي خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا، مشيرة إلى أن "الموقف الإسرائيلي لا يزال متعنتاً ولم يستجب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته"، في وقت أكدت أنها حريصة على التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي على غزة. وأكدت حركة حماس في بيان حينها، أن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم "بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك".
وقدمت الولايات المتحدة مقترحًا رئيسيًا يتضمن هدنة لمدة 6 أسابيع فقط، من دون أن تكون ضمن مراحل متعددة. وأوضح موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الاثنين الفائت، أنّ الولايات المتحدة عرضت، في إطار مقترح التسوية الذي قدّمته، الاتفاق على آلية، يُحدَّد بموجبها عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين، وقائمة المحتجزين مقابل تعهد إسرائيل بإبداء "تنازلات كبيرة" للسماح بعودة المهجرين الغزيين إلى شمال القطاع.
ولم يتضمن المقترح "المطور أميركياً"، ضمانات واضحة، بحسب ما كشفه مصدر قيادي في حركة حماس، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، الاثنين الفائت، إلا أنّ مصدرًا مصريًا لفت إلى أن الجانب الأميركي "يدفع لتمرير الموافقة على المقترح، على أمل حدوث حلحلة في المشهد السياسي الإسرائيلي تقود إلى تغييرات تساهم خلال فترة الهدنة في تسوية جديدة والانتقال لمرحلة (اليوم التالي)"، مضيفاً أن "هذا التصور تعتبره حركة حماس رهاناً لا يمكن التعويل عليه".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ فرص موافقة حماس على المقترح الأميركي بشأن صفقة تبادل الأسرى "ليست كبيرة"، مؤكدين أن أحد الخلافات الرئيسية في صفقة التبادل يتعلق بمطلب إسرائيل إطلاق سراح 40 محتجزاً على قيد الحياة من المسنين والنساء والمجندات، في وقت تقول فيه الحركة إن هذا العدد من المسنين والنساء غير موجود لديها.
والجمعة، كشف تسريب للقناة 12 العبرية يتضمن شهادات من فريق التفاوض الإسرائيلي عن أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يحبط إبرام صفقة مع حركة حماس تفضي إلى عودة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وأن المفاوضات بشكلها الحالي قد تستمر عاماً كاملاً. ونقلت القناة في تقرير لها شهادات أدلى بها عضو في فريق التفاوض، جاء في بعضها: "سنحصل على عدد أقل من الرهائن على قيد الحياة"، وذلك في كشف يأتي وسط التعثر الحاصل بمفاوضات الصفقة.