سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال لها للكاتب ديفيد إغناتيوس، الضوء على التوتر الحاد بين الكيان الإسرائيلي وإيران، في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي نفذته طهران بطائرات مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية.
وتحدث إغناتيوس في المقال، عن القصة غير المعلنة عن "سبب عدم قيام الاحتلال الإسرائيلي بضرب إيران"، موضحا أن إحدى "قواعد احتواء الأزمات هي إبقاء فمك مغلقا، وقامت الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران بعمل جيد الجمعة الماضي".
وتابع قائلا: "ربما كان الصمت هو الرسالة الحقيقية، أي رغبة جميع الأطراف في منع التصعيد قولا وفعلا"، متسائلا: "كيف نفسر تصرفات إسرائيل خلال الأسبوع الماضي؟ ما الذي يفسر ضبط النفس الذي تمارسه في وضع كان فيه صراخ يطالب بشن هجوم شامل؟".
وذكر أن "إسرائيل تتصرف وكأنها زعيمة تحالف إقليمي ضد إيران، وفي ردها المدروس، بدا أنها تراعي مصالح حلفائها في السعودية والإمارات والأردن، الذين ساعدوا جميعا بهدوء في إحباط الهجوم الإيراني (..)، إنها تلعب لعبة على المدى الطويل، وهذا من شأنه أن يشكل نقلة نوعية بالنسبة لإسرائيل".
وأضاف أنه "بدلا من النظر إلى نفسها على أنها الدولة اليهودية المحاصرة التي تقاتل بمفردها ضد مجموعة من الأعداء العرب والمسلمين، تدرك إسرائيل أن لها حلفاء، وهذا هو الشكل الجديد للشرق الأوسط، لكن في الوقت الحالي على الأقل، يجب أن تظل هذه الصداقة الناضجة بين إسرائيل وخصومها السابقين في المنطقة غير معلن عنها".
وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي كان صامتا، والتقارير الإيرانية والإسرائيلية تؤكد أن القوات الجوية الإسرائيلية هاجمت موقعا بالقرب من أكبر المنشآت النووية الإيرانية، ولكنها لم تتضرر، واقتصرت على رسالة إسرائيلية مفادها أنها قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية وضرب أهداف استراتيجية عندما تختار ذلك.
ونوه إلى أن تل أبيب أرادت قول الكملة الأخيرة في هذه الجولة، ويبدو أنها نجحت، مضيفا أن "إسرائيل أظهرت أنها قادرة على الضرب عندما تريد، وحافظت على ما يسميه الاستراتيجيون (هيمنة التصعيد)، حيث بدأت الضربة الأولى والأخيرة".
وأكد أن تل أبيب اكتسبت خلال الأسبوع الماضي رصيدا ثمينا، وذلك بعد استيعاب الهجوم الصاروخي الإيراني ببراعة كبيرة، وإظهار نفسها أنها ضحية لهجوم، وذلك بعد ستة أشهر من قتالها العنيف في قطاع غزة، والذي شوه السمعة الإسرائيلية الدولية.