كشف موقع أكسيوس، اليوم الأحد، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوقفت الأسبوع الماضي شحنة أسلحة أميركية الصنع كان مقرراً أن تُرسل إلى إسرائيل، ورجح أن يكون توجّه إسرائيل نحو اجتياح رفح هو السبب الأساسي في تعليق شحنة الذخيرة رغم الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب منذ بدء حرب غزة.
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إيقاف شحنة أسلحة أثار مخاوف جدية داخل الحكومة الإسرائيلية، وجعل المسؤولين في إسرائيل يتدافعون إلى فهم السبب، خصوصاً أن هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها واشنطن شحنة ذخيرة متجهة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وخلال زيارته إلى تل أبيب الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم اجتياح رفح المكتظة بنحو 1.5 مليون نازح فلسطيني في أقصى جنوب قطاع غزة. وأضاف بلينكن، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي أثناء مشاركته في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، أن المحادثات بشأن رفح جارية على مستويات رفيعة مع إسرائيل. ومضى قائلاً: "نؤمن بإمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها من دون هجوم رفح".
وقبل خطوة وقف شحنة الأسلحة، لم تتخذ إدارة بايدن أية خطوات من شأنها ردع إسرائيل عن اجتياح رفح. وكانت تقارير أميركية قد كشفت أن الولايات المتحدة لم تضع أي شروط على الدعم العسكري لإسرائيل، على الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن فكروا في حجب بيع بعض الأسلحة أو تأخيرها.
وكان بايدن قد حث نتنياهو في مكالمة بينهما في الـ11 من فبراير/ شباط الماضي على عدم اجتياح رفح بريّاً "من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين. وقالت الرئاسة الأميركية في حينه إن بايدن "أكد مجدداً رأيه في أن عملية عسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ، لضمان الأمن والدعم لأكثر من مليون شخص لجؤوا إلى هناك".
ويتخوف مسؤولون أميركيون من أنّ إسرائيل قد تستعمل شحنات أسلحة أميركية في العملية البرية الإسرائيلية في رفح، وهو ما قال نواب ديمقراطيون في الولايات المتحدة إنه يمكن أن يمثل انتهاكاً لشروط استخدام المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة إلى إسرائيل. وكشف موقع أكسيوس الأميركي، في وقت سابق، أن النواب الديمقراطيين في مجلس النواب طرحوا أمام الرئيس الأميركي جو بايدن خلاصة مفادها أنّ اجتياح رفح يمكن أن ينتهك متطلبات واشنطن باستخدام المساعدات العسكرية الأميركية، بحسب ما ينص عليه القانون الدولي.
وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليارات دولار لحليفتها إسرائيل. وانتقد الديمقراطيون اليساريون والجماعات الأميركية العربية دعم إدارة بايدن الثابت لإسرائيل، والذي يقولون إنه يوفر لها شعوراً بالحصانة من العقاب. ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، هدد الرئيس جو بايدن لأول مرة بوضع شروط على الدعم لإسرائيل، وأصرّ على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية العاملين في الإغاثة الإنسانية والمدنيين.